مانيلا (وكالات) - ضرب الأعصار “هايان”، ثاني أقوى إعصار في التاريخ، وأقوى إعصار مسجل اجتاح اليابسة، القطاع الأوسط في الفلبين فجر أمس، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإجلاء 718 ألفاً.
وذكر المكتب الوطني للأرصاد الجوية في مانيلا أن “هايان” أقوى إعصار يضرب البلاد منذ 3 عقود، وجاء مصحوباً برياح بلغت سرعتها 235 كيلومترا في الساعة، وزوابع بلغت سرعتها 275 كيلومترا في الساعة. وأضاف أن الإعصار ضرب أماكن عديدة بوسط الفلبين. وذكرت هيئات أخرى معنية بأحوال الطقس أن السرعة القصوى للرياح المصاحبة للإعصار بلغت 315 كيلومترا في الساعة وزوابع بلغت سرعتها 380 كيلومترا في الساعة.
وقال جيف ماسترز الخبير في الأعاصير ومدير الأرصاد الجوية بمعهد “ويذر آندرجراوند” في الولايات المتحدة إن “هايان أقوى إعصار استوائي مسجل يجتاح اليابسة، وبمقدور مثل هذا النوع من الأعاصير أن يطيح بالسواتر المضادة للعواصف والجدران وأسطح المنازل”.
وأعلنت الهيئة الوطنية الفلبينية للإغاثة من الكوارث فقد تم إجلاء أكثر من 718 ألف شخص من منازلهم في المناطق الساحلية المعرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية في 29 إقليماً قبل وصول الإعصار. وقال رئيس الهيئة إدواردو ديل روساريو إن 3 أشخاص لقوا مصرعهم صعقا بالكهرباء حتى الآن، مضيفاً أن الوكالة لم تتمكن من الاتصال بالناس على الأرض لانقطاع الاتصالات وخطوط الطاقة، مشيراً إلى أن يأمل في تلقى تقارير مشجعة بعد عودة الاتصالات لأن الناس تجاوبت مع أوامر الإجلاء.
وأغلقت المدارس والشركات والمكاتب الحكومية في المناطق المتضررة، فيما تم إلغاء السفر عبر الجو والبحر، ما أسفر عن تقطع السبل بنحو 3 آلاف مسافر، حسبما أفادت الهيئة. وقالت هيئة الطيران المدني إنه تم إغلاق 13 مطارا في الفلبين، بينما تعطلت العديد من محطات الكهرباء خلال الليل، ما أسفر عن انقطاع الكهرباء عن أقاليم شرق ووسط البلاد.
وفي كثير من المناطق المنكوبة، أغلقت الطرق بسبب الأشجار التي اقتلعتها رياح الإعصار والانهيارات الأرضية. وقال خبراء أرصاد إن الإعصار “هايان” هو أقوى إعصار في العالم منذ الإعصار “تيب” عام 1979 الذي أودى بحياة نحو 100 شخص في اليابان وجوام. وتركز الإعصار في جزيرة سامار، على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب شرق مانيلا، بعد أن ضرب مدينة جويان الساحلية. وحذر عالم الأرصاد الجوية الأميركي جيف ماسترز من أن الأضرار في مرفأ جويان لصيد الأسماك قد تكون “كارثية”. وأضاف “قد تكون أفدح خسائر سببها إعصار مداري لمدينة منذ قرن”.
وكان الرئيس الفيليبيني بينينو أكينو دعا شعبه الخميس إلى أخذ الحيطة والحذر من هذه العاصفة القوية قبل اقترابها من الفيليبين. وقال في كلمة بثها التلفزيون الوطني “أقول للمسؤولين المحليين إن مواطنيكم يواجهون خطرا كبيرا. فلنقم بكل ما يمكننا القيام به طالما أن الإعصار هايان لم يضرب بعد البلاد”.
ويذكر أن الإعصار في مناطق ما زالت تعالج آثار عواصف مدمرة وزلزال بقوة 7,1 درجات وقع في جزيرة بوهول في أكتوبر، ما أدى إلى سقوط 222 قتيلا.
عدد اليوم
