الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الطاقة المتجددة في الإمارات.. التحول من مستهلك إلى منتج

الطاقة المتجددة في الإمارات.. التحول من مستهلك إلى منتج
9 نوفمبر 2013 14:55
أبوظبي (الاتحاد)- قبل نحو 7 سنوات، أعلنت أبوظبي عن تأسيس "مصدر" كمبادرة تهدف إلى بناء القدرات في قطاع الطاقة المتجددة، وبحيث تتحول من مستهلك إلى منتجٍ للتكنولوجيا الحديثة، وذلك من خلال تغطية كافة مراحل وجوانب وأنشطة سلسلة القيمة لبناء قطاع جديد. وتشمل هذه الجوانب كلاً من التعليم والبحث والتطوير، والاستثمار في تطوير التقنيات النظيفة، وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة محلياً وعالمياً، إضافة إلى توفير منصة حاضنة تدعم نمو هذا القطاع الناشئ. وفي تلك الفترة، لم تكن الطاقة المتجددة وكفاءة الاستخدام وتداعيات تغير المناخ، مطروحةً بقوة على أجندة الكثير من البلدان. ومن هنا، كانت المفاجأة في إقدام إمارة غنية بالموارد الهيدروكربونية على الاستثمار في هذا القطاع الجديد والناشئ. وبعد تأسيس "مصدر" بفترة وجيزة، خاضت دولة الإمارات حملة مكثفة بقيادة وزارة الخارجية بهدف استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) وبفضل تآزر الجهود وتعاون كافة الجهات والهيئات المعنية، تكللت تلك الحملة بالنجاح.وكان وجود مبادرة "مصدر" من العوامل التي ساعدت في هذا الفوز، لاسيما وأنها تعكس جديّة التزام الدولة بتطوير قطاع الطاقة المتجددة. وفور تأسيسها، انطلقت "مصدر" في العمل على تنفيذ مهمتها، وكانت الخطوة الأولى تأسيس معهد مصدر كأول جامعة بحثية متخصصة في الدراسات العليا ضمن مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتنمية المستدامة على مستوى المنطقة. كما بدأ العمل في مشاريع محلية وعالمية لتوليد الطاقة من المصادر المتجددة وفق أسس تجارية، حيث تهدف المشاريع العالمية إلى اكتساب الخبرات وتطبيق أحدث التكنولوجيا الحديثة التي تناسب منطقتنا وظروفنا المناخية. وإلى جانب تنفيذ المشاريع، قامت "مصدر" بتأسيس منصات عالمية تعزز الحوار وبناء الشراكات في مجال الطاقة والمياه والتنمية المستدامة، وأثمرت هذه المنصات عن تسهيل إبرام العديد من مذكرات التفاهم، واتفاقيات التعاون الإطارية، فضلاً عن دورها في نشر الوعي والتعريف بحلول ومشاريع الطاقة المتجددة. واستضافت "مصدر" مؤتمرات وفعاليات عالمية المستوى لمناقشة أمن الطاقة والمياه والتصدي لتداعيات تغير المناخ، بما فيها القمة العالمية لطاقة المستقبل، وجائزة زايد لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه. تقود الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ والاحتباس الحراري الإمارات تسهم في رسم مستقبل جديد للطاقة النظيفة عالمياً أبوظبي (الاتحاد)- حققت دولة الإمارات خطوات متقدمة في مجال التنمية المستدامة، منذ إعلانها قبل عدة سنوات عن خطتها الاستراتيجية بشأن التركيز على قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، وهو ما تم تتويجه باستضافة أبوظبي لمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا”، المنظمة الحكومية الدولية المعنية بالتشجيع على اعتماد الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم. وقادت الإمارات خلال السنوات الماضية الجهود العالمية بشأن مواجهة تحديات تغيير المناخ والاحتباس الحراري، وهو ما أكد عمق استراتيجيتها الرامية إلى تكريس مكانتها كلاعب أساسي في قطاع الطاقة العالمي الذي يشهد تطورات متسارعة. مشاريع الطاقة النظيفة وتنفذ “مصدر” عدداً من المشاريع المحلية والعالمية التي تسهم في رسم مستقبل جديد للطاقة المتجددة والمستدامة حول العالم وفيما يتعلق بالمشاريع المحلية، تنفذ “مصدر”، محطة الألواح الكهروضوئية باستطاعة 10 ميجاواط في مدينة مصدر، والتي تعد أكبر محطة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وتوفر حالياً الطاقة النظيفة لحرم معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا والمكاتب المؤقتة لشركة مصدر، بالإضافة إلى أنشطة التشييد والبناء الجارية حالياً في مدينة مصدر. وبما أنه لا يتم استهلاك هذا القدر من الكهرباء حالياً، يجري تحويل الفائض إلى شبكة الطاقة الرئيسية في إمارة أبوظبي. كما تشمل قائمة المشاريع المحلية (شمس 1)، والتي تعد أكبر محطة عاملة بتقنية الطاقة الشمسية المركزة في العالم والأولى في منطقة الشرق الأوسط، حيث تصل استطاعتها إلى 100 ميجاواط يتم توليدها من خلال وحدة إنتاج وحيدة. وتستخدم “محطة شمس1” تقنية المُجمِّعات الشمسية ذات القطع المكافئ للاستفادة من حرارة الأشعة الشمسية وتوليد الكهرباء بواسطة توربين بخاري يغذي مولد الطاقة. ويمتد الحقل الشمسي الذي يضم 768 من المُجمِّعات الشمسية ذات القطع المكافئ على مساحة قدرها 2.5 كلم مربع ويولد الكهرباء بطاقة 100 ميجاوات من الطاقة المتجددة النظيفة. وتعاونت “مصدر” مع “توتال” الفرنسية و”أبنجوا سولار” الإسبانية كشريكين استراتيجيين في مشروع شمس1، حيث قامت “شركة شمس للطاقة”، المشروع المشترك بين مصدر (60?) وتوتال (20?) وأبنجوا سولار (20%)، بمهمة تطوير وإنشاء المحطة وستقوم بتشغيلها وصيانتها. كما نفذت “مصدر” بالتعاون مع “هيئة مياه وكهرباء أبوظبي” برنامج الأسطح الشمسية لتركيب ألواح كهروضوئية على أسطح 11 مبنى حكومياً وخاصاً في إمارة أبوظبي، وذلك بهدف تطبيق ونشر حلول ومشاريع الطاقة المتجددة في الإمارة. محطة خيماسولار وفي إسبانيا، تم افتتاح محطة خيماسولار للطاقة الشمسية المركزة باستطاعة 19,9 ميجاواط، كما دخلت محطتا فالي 1 وفالي 2 للطاقة الشمسية المركزة مرحلة التشغيل باستطاعة 50 ميجاواط لكل منهما. وتم تنفيذ هذه المحطات من خلال “توريسول إنرجي” وهي مشروع مشترك بين “مصدر” التي تمتلك نسبة 40% من توريسول وشركة سينير الإسبانية للهندسة التي تمتلك نسبة 60%.وتتميز خيماسولار بقدرتها على تخزين الحرارة للاستمرار في توليد الكهرباء حتى في الليل، فالقضية الرئيسية في معظم مصادر الطاقة المتجددة هي أنه في حين أنها قادرة على توليد كميات هائلة من الكهرباء، إلا أنها مصادر غير متوفرة على مدار الساعة نظراً لارتباطها بالعوامل الطبيعية مثل الجغرافيا والمناخ، فالشمس لا تشرق طوال الوقت وفي جميع الأيام، والرياح لا تهب بسرعات مناسبة طوال الوقت. لكن الطلب على الطاقة في المجتمعات الحديثة في تزايد مستمر، لذا لا يمكن للمصادر المتقطعة أن تلبي الطلب، فإمدادات الطاقة يجب أن تكون مستمرة طوال الوقت. ومن هنا، فإن الحل الوحيد هو إيجاد وسيلة لتخزين الطاقة المتولدة من الشمس مثلاً أثناء النهار، ثم استخدامها لتغذية المنازل وإنارة الشوارع وتشغيل خطوط الإنتاج أثناء الليل. وبتدشين خيماسولار في أكتوبر 2011، تم وللمرة الأولى في التاريخ، تشغيل محطة للطاقة الشمسية باستطاعتها إنتاج الكهرباء على مدار 24 ساعة في اليوم، حيث تغلب هذا المشروع على مشكلة تخزين الطاقة الكهربائية من خلال الدمج بين نوعين أساسيين من التكنولوجيا، أولهما هو حقل بمساحة 185 هكتاراً من المرايا التي تجمع أشعة الشمس في نقطة واحدة فوق برج بارتفاع 100 متر في مركز الحقل. مصفوفة لندن كما تشارك “مصدر” في تنفيذ مشروع “مصفوفة لندن” لطاقة الرياح البحرية، والتي تقع على بعد نحو 20 كم قبالة شواطئ كنت وإسكس في منطقة مصب نهر الثيمز في المملكة المتحدة. وتم افتتاح “مصفوفة لندن” رسمياً خلال شهر يوليو الماضي، وبدأ العمل على المرحلة الأولى من المشروع في مارس 2011 والتي تضم 175 توربين وباستطاعة 630 ميجاواط، وذلك مع تركيب أول الأساسات. ويتم تطوير “مصفوفة لندن” من قبل تحالف شركات (كونسورتيوم) يضم كلاً من “مصدر” و”دونج إنرجي” الدنماركية و”إي أون” الألمانية. وانطلق العمل في المصفوفة في أغسطس بتركيب الكابلات التي يتراوح طول كل منها بين 650 و1200 متر لربط توربينات الرياح ببعضها وبالمحطات الفرعية في البحر. وبشكل إجمالي، تم تركيب أكثر من 200 كيلومتر من الكابلات في المشروع، الذي سيتم ربطه عبر كابلات بحرية بمحطة برية جديدة في كليف هيل على الساحل الشمالي لكينت، حيث ستقوم المحطة الفرعية بتغذية الشبكة الوطنية في بالتيار الكهربائي. بدأت العمليات الإنشائية في المرحلة الأولى من المشروع في مارس 2011 واشتملت على تركيب 175 توربيناً، ومحطتين فرعيتين وأكثر من 400 كليومتر من الكابلات. وتم تركيب المحطتين الفرعيتين في يوليو بعد أن تم بناؤهما على 3 مستويات بوزن يزيد على 1260 طناً لكل منهما.كما تقوم “مصدر” أيضاً بتنفيذ مشاريع عديدة في مختلف أنحاء العالم، منها محطة للألواح الكهروضوئية باستطاعة 15 ميجاواط في موريتانيا، ومحطة لطاقة الرياح في السيشل، ومحطة للطاقة الشمسية في تونجا. محطة سيشل وافتتحت “مصدر” العام الحالي محطة ميناء فيكتوريا لطاقة الرياح في سيشل، باستطاعة 6 ميجاواط، والتي تعد أول مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة على نطاق المرافق الخدمية في هذا البلد. وتسهم المحطة في تأمين أكثر من 8% من إجمالي الاستطاعة المركبة في جزيرة “ماهي”، التي يقطنها ما يزيد عن 90% من سكان جمهورية سيشل، وتعد أكبر جزرها. وتتكون المحطة من ثمانية توربينات رياح مثبتة على امتداد جزيرتين صغيرتين قبالة ساحل “ماهي”، حيث تتواجد خمسة توربينات على جزيرة رومينفيل، وثلاثة عند ميناء “إيل دو”. وتبلغ استطاعة التوربين الواحد منها 750 كيلوواط، وقامت بتوريدها شركة “يونيسون” الكورية الجنوبية، المتخصصة في مجال المقاولات وتصنيع معدات طاقة الرياح. وسيسهم الاعتماد على طاقة الرياح النظيفة والمستدامة لتوليد الكهرباء في الحد من حالات انقطاع التيار الكهربائي في سيشل وسيساعدها على تحقيق هدفها المتمثل في تحقيق أمن الطاقة على المدى البعيد وخفض بصمتها الكربونية.وستنتج المحطة حوالي 7 جيجاواط/ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً، كما ستسهم في تفادي إطلاق 5500 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون كل عام، إلى جانب إمداد أكثر من 2100 منزل بالكهرباء.وتمثل محطة ميناء فيكتوريا لطاقة الرياح في سيشل خطوة مهمة ضمن جهود سيشل لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في توليد 15% من إجمالي احتياجاتها من الطاقة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.وتم تمويل المشروع من خلال منحة بقيمة 28 مليون دولار (102,8 مليون درهم) قدمها “صندوق أبوظبي للتنمية”، المؤسسة المملوكة من قبل حكومة أبوظبي والتي تسعى إلى دعم الدول النامية وتحسين مستويات المعيشة فيها. وقد قامت “مصدر” بتسليم ملكية المشروع لحكومة سيشل التي ستتولى أيضاً مهمة تشغيله وصيانته. الإمارات تنفذ محطة الشيخ زايد للطاقة الشمسية في موريتانيا خلال العام الحالي تم تدشين “محطة الشيخ زايد للطاقة الشمسية في موريتانيا”، والتي تولت تنفيذها “”مصدر”، في العاصمة الموريتانية نواكشوط والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 15 ميجاواط وتعد أكبر محطة للطاقة الشمسية بتقنية الخلايا الكهروضوئية في إفريقيا. وبلغت تكلفة المشروع 117,5 مليون درهم “31,99 مليون دولار” وتمثل المحطة 10 ? من إجمالي قدرة شبكة الكهرباء في موريتانيا وسوف تسهم في تفادي إطلاق 21,225 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا. وتبلغ القدرة الحالية لشبكة الكهرباء في موريتانيا نحو 144 ميجاواط يتم إنتاج معظمها من مولدات الديزل مما أوجد نقصا في إمدادات الطاقة. وبالتالي ستساعد محطة الطاقة الشمسية على مواكبة معدلات نمو الطلب على الطاقة في موريتانيا والتي تقدر بـ 12 ? سنويا. وستوفر المحطة إمدادات تكفي لتزويد نحو 10 آلاف منزل بالكهرباء. وتضم المحطة 29826 لوحا شمسيا زودها مصنع مصدر للألواح الكهروضوئية. وتم اتباع طرق مبتكرة لتطبيق مبادئ الاستدامة خلال تشييد المشروع، بما في ذلك استخدام قواعد خشبية عوضاً عن أسمنتية أثناء تركيب الألواح الكهروضوئية، الأمر الذي ساهم في خفض كل من تكاليف المشروع وبصمته البيئية. وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة تاريخا عريقا في مساعدة الدول النامية على تحفيز نموها الاقتصادي وتقليص معدلات الفقر بدءا من إنشاء البنى التحتية لمشاريع المياه والطرق وصولا إلى تشييد المستشفيات والمدارس. ويشكل تسريع نشر حلول ومشاريع الطاقة المتجددة جزءاً رئيسياً من التزام دولة الإمارات تجاه البلدان النامية، وذلك في ضوء الجدوى الاقتصادية لتقنيات الطاقة المتجددة ودورها في تعزيز أمن الطاقة وتسهيل الاستفادة من خدماتها، كما أن الطاقة المتجددة النظيفة والمستدامة تشكل عوناً كبيراً للدول النامية في التخلص من أعباء وتكاليف استيراد الوقود التقليدي. وتعمل “مصدر” على تشغيل وتطوير العديد من مشاريع الطاقة المتجددة الأخرى في جميع أنحاء العالم، سواء على مستوى المشاريع واسعة النطاق أو المشاريع الصغيرة لتوليد الطاقة، والتي تحقق فائدة كبيرة تعزز إمكانية وصول خدمات الطاقة إلى مجتمعات الدول النامية. وفي هذا الإطار تشمل مشاريع “مصدر” محطة سيشيل لطاقة الرياح ومشروع أفغانستان لتوفير أنظمة الطاقة الشمسية بالألواح الكهروضوئية خارج الشبكة والذي سيزود 600 منزل في البلاد بالطاقة الكهربائية ومحطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 500 كليوواط في جزيرة فافاو في مملكة تونجا والتي ستؤمن نحو 13? من الطلب السنوي على الطاقة في البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©