السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قمة آسيا المحيط الهادئ تبدأ أعمالها في الولايات المتحدة

قمة آسيا المحيط الهادئ تبدأ أعمالها في الولايات المتحدة
12 نوفمبر 2011 23:33
بدأت أمس في هونولولو بالولايات المتحدة، القمة السنوية للدول الأعضاء الـ 21 في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ (أبيك). وإذا كانت أعمال القمة تتمحور حول النمو، استأثر بالاهتمام مشروع إقامة منطقة للتبادل الحر تضم الولايات المتحدة واليابان، وتترك جانباً العملاق الصيني. وأعلنت البلدان العشرة المطلة على المحيط الهادئ (أستراليا وبروناي وتشيلي والولايات المتحدة واليابان وماليزيا ونيوزيلاندا والبيرو وسنغافورة وفيتنام) الخطوط العريضة لمشروع “الشراكة بين دول المحيط الهادئ”. وترى الولايات المتحدة في هذا المشروع “ميثاقاً للقرن الحادي والعشرين”. وهو يقضي بفرض معايير اجتماعية وبيئية على المشاركين في مقابل التبادل الحر. وشددت اليابان القوة الاقتصادية العالمية الثالثة على أهمية هذا المشروع بإعلانها أمس الأول عزمها على المشاركة فيه. وصدر الإعلان عن رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الذي وصل إلى هونولولو لحضور القمة التي تستمر يومين. ويأتي انضمام اليابان كثالث قوة اقتصادية في العالم في اللحظة الأخيرة إلى المشروع ليزيد من عزلة الصين، ثاني قوة اقتصادية، بسبب تشكيك رعاة المشروع بنواياها، خصوصاً من بينهم الولايات المتحدة. كما يعقد انضمام اليابان جدول المفاوضات غير المعلن بعد نظرها لحرصها على حماية سوقها. وأشاد السناتور الأميركي مارك كيرك من جهة أخرى بإعلان اليابان، محذراً من أن على طوكيو تعديل سياستها التجارية. وأشار المسؤول الأميركي الكبير إلى أن “على اليابان أن تكون مستعدة للتقيد بمعايير تحرير التجارة الواردة في “الشراكة بين بلدان المحيط الهادئ”. وقال إن على طوكيو أيضاً “تبديد هواجس الولايات المتحدة على صعيد العوائق التجارية في قطاعات الزراعة والخدمات والصناعة”. ويستبعد المشروع الذي عرض على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي آسيا - المحيط الهادئ 11 بلداً من أبيك، بالإضافة إلى كندا وكوريا الجنوبية وروسيا، وخصوصاً الصين القوة الاقتصادية العالمية الثانية. وتأسس منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ عام 1989، ويضم أستراليا وبروناي وكندا وتشيلي والصين وهونج كونج وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة وبيرو والفلبين وروسيا والمكسيك وسنغافورة وتايوان وتايلاند والولايات المتحدة وفيتنام. وتشكل اقتصادات الدول الأعضاء الإحدى والعشرين في المنتدى، والتي يقطنها 2,7 مليار نسمة، نحو 55% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وكشفت مشادة غير معتادة خلال القمة أمس، حجم التوتر بين الولايات المتحدة والصين وذلك في دليل آخر على عمق التنافس بين اكبر اقتصادين في العالم في منطقة المحيط الهادئ. وتزايد التوتر قبيل التجمع السنوي لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) بسبب اتفاقية تجارة حرة مقترحة تقودها الولايات المتحدة التي تريد أن توازن النفوذ الصيني، لكن بكين تراها محاولة لإجبارها على اللعب وفقاً للقواعد الأميركية. دبت المشادة خلال مؤتمر صحفي عشية اجتماع زعماء المنطقة الذي يستضيفه الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما اختلف مسؤولون تجاريون كبار بشأن شراكة مقترحة عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة وما لا يقل عن ثمانية اقتصادات أخرى من الدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادئ. بدأ مساعد وزير التجارة الصيني يو جيانهوا الهجوم قائلاً بوضوح أن بكين لم تطلب الانضمام إلى المحادثات بشأن الاتفاقية لكن “إذا تلقينا يوماً ما هذه الدعوة فسندرسها بجدية”. ورد الممثل التجاري الأميركي رون كيرك مشدداً على أن الاتفاقية المقترحة ليست “منتدى مغلقاً”. وقال بابتسامة فاترة “جميعكم محل ترحيب. لكنه أيضاً ليس المحفل الذي ينبغي أن تنتظروا فيه الدعوة”. ولم تقدم إدارة أوباما حتى الآن أي إشارة على رغبتها في ضم الصين للمحادثات. واستقبلت الصين بفتور فكرة الشراكة عبر الأطلسي لقلقها على ما يبدو من أنها قد تدفعها إلى فتح أسواقها بدرجة أكبر بناء على طلب واشنطن. ويريد أوباما استخدام تحرير التجارة في إطار استراتيجية لتأكيد القيادة الأميركية في المنطقة النشطة اقتصادياً ولمواجهة الصين كتهديد يزداد تنافسية. كما تعكس المشادة العلاقات الأميركية الصينية المحاطة بسلسلة من الخلافات المتعلقة بالممارسات الصينية المتعلقة بالتجارة والعملة ومبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان والحشد العسكري الصيني في المحيط الهادئ وسجل الصين في مجال حقوق الإنسان. وعبر مقالة نشرتها أمس صحيفة جلوبال تايمز الصينية، أعربت الصين عن أسفها للصلة التي أقامتها الولايات المتحدة بين التبادل الحر وحقوق الإنسان وقللت أهمية الشراكة بين بلدان المحيط الهادئ من دون الصين. وفي الانتظار، انتقدت الحكومة الصينية مشروعاً أميركياً آخر لخفض الرسوم الجمركية لبلدان أبيك على المنتجات “الخضراء” كتلك التي تتيح توفير الطاقة. وبدأت قمة أبيك مساء أمس بعشاء شارك فيه 21 رئيس دولة وحكومة تلقوا دعوات من الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقرر الزعماء أيضاً عقد اجتماعات ثنائية، وأجرى أوباما محادثات مع نظيريه الصيني هو جينتاو والروسي ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا على أن يعقد مؤتمر صحفي مساء اليوم قبل التوجه إلى أستراليا، حيث يشارك في قمة أخرى لدول آسيا والشرق في بالي بإندونيسيا. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد محادثات أولية مع مسؤولين في أبيك “نعتبر أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستكون مركز الثقل الاستراتيجي والاقتصادي للعالم في القرن الحادي والعشرين”. وقالت كلينتون: “نحاول جميعاً تحفيز نمو متوازن وشامل ومستدام، يوفر فرص عمل جيدة لمواطنينا ويحقق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لبلادنا والرخاء المشترك لمنطقتنا”. وأضافت أنه “من أجل تحقيق هذه الأهداف، ينبغي علينا إنشاء نظام قائم على قواعد، يتسم بالانفتاح والحرية والشفافية والنزاهة”. وأوضحت كلينتون أن 21 من الدول الأعضاء في منتدى “أبيك” حققت بالفعل “تقدماً ملموساً” في تسهيل التجارة فيما بينها، ومساعدة الشركات الصغيرة وتقديم حوافز للمنتجات والخدمات التي لا تضر البيئة. وأشارت كلينتون إلى أنه رغم ذلك ما زالت هناك خلافات بشأن “مناهجنا الفردية في صناعة القرارات الاقتصادية”. وذكرت الوزيرة الأميركية أن الوزراء رفعوا توصيات إلى قمة أبيك التي يستضيفها باراك أوباما. واليوم، ستلتقط للزعماء الصورة التقليدية بالزي المحلي. ترحيب حذر بانضمام اليابان هونولولو (رويترز) - رحبت الولايات المتحدة بطلب اليابان الانضمام إلى المحادثات المتعلقة بإبرام اتفاقية للتجارة الحرة لمنطقة المحيط الهادئ، ولكنها قالت إنه يجب على طوكيو أن تثبت أولاً للمتشككين أن بإمكانها تلبية المعايير العالية للأسواق المفتوحة. ويمثل تحرك اليابان انفراجة كبيرة للمحادثات التي تقودها الولايات المتحدة والتي تعتبرها إدارة الرئيس باراك أوباما مؤشراً لجودة الاتفاقيات التجارية وثقلاً مضاداً لوجود الصين في المنطقة. وتواجه محاولة اليابان تحديات سياسية كبيرة في الولايات المتحدة. وقالت شركة فورد موتور إنها تعارض هذه الخطوة وطالب نواب ديمقراطيون وجمهوريون بضمانات أن تجري اليابان تغييرات هيكلية لفتح أكبر ثالث اقتصاد في العالم أمام المنافسة الخارجية. ورحب كريج ايمرسون وزير التجارة الأسترالي بحرارة بحرص اليابان على إبرام اتفاقية شاملة وذات نوعية عالية، واصفاً ذلك بأنه”تطوير إيجابي للغاية”. والمحادثات متقدمة بشكل طيب وقد يؤدي دخول اليابان إلى إبطاء العملية. وعقد الأعضاء التسعة ثماني جولات ومن المقرر إجراء خمس جولات أخرى بهدف غير رسمي هو الانتهاء من المحادثات العام المقبل. والتقى زعماء الدول المتفاوضة وهي الولايات المتحدة واستراليا ونيوزيلندا وماليزيا وسنغافورة وفيتنام وبورناي وتشيلي وبيرو أمس لبحث وضع المحادثات وطلب اليابان الانضمام لها. ويجب أن توافق كل الدول التسع على انضمام اليابان.
المصدر: هونولولو (الولايات المتحدة)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©