الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جواب منطقي

9 يناير 2009 00:14
كان الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي يرسل إلى القاسم بن إسحق البصري، كتبا بجوائز ومكافآت في رسائل مغلقة ومختومة· فيرد عليها برسائل شكر مفتوحة· فضاق الفضل بذلك حتى كتب له: مالي أبعث إليك برسائل مختومة، فترد عليها برسائل منشورة؟ فكتب مجيبا يقول: إن رسائلك تشتمل على بر، ورسائلي تنطوي على شكر، فأنت تكتم برك، وأنا أنشر شكري! ثقافة لم تكن فصاحة أبي العيناء أمرا جزافيا، بل إنه مع هذه الموهبة قد تلقى العلم على أكابر عصره من أهل اللغة والأدب منهم أبوعبيدة· كذلك من أساتذه الأصمعي وعمرو بن بحر الجاحظ وغيرهم· وبالمقابل فقد تلقى العلم عن أبي العيناء كثيرون، منهم الإمام الأديب محمد بن يحيى الصولي ومحمد بن خلف المرزباني والإمام أبوزيد سعيد بن أوس الأنصاري، وغيرهم مما لا يتسع المجال لذكرهم· وكان أبوالعيناء حريصا على طلب العلم والاستزادة منه· وروى عنه صاحب (تهذيب الكمال) أنه توجه إلى عبدالله بن داود الخريبي (وهو من أهل الحديث) فقال له الخريبي: ما تريد مني يا ابن أخي؟ قال أبوالعيناء: الحديث· قال: إذهب فاحفظ القرآن· قال أبوالعيناء: قد حفظت القرآن· قال: فاقرأ (واتل عليهم نبأ نوح···) قال أبوالعيناء: فمضيت في التلاوة حتى قرأت العشر فاستوقفني وقال: اذهب الآن فتعلم الفرائض (أي المواريث)· قال أبوالعيناء: قد تعلمت أصولها· قال: فأيهما أقرب إليك؟ ابن أخيك أو ابن عمك؟ قال أبوالعيناء: بل ابن أخي· قال: ولم كان أقرب إليك؟ قال أبوالعيناء: لأن أخي من أبي· أما عمي فمن جدي· قال الخريبي: إذهب الآن فتعلم العربية· قال: تعلمتها قبل ذلك· قال الخريبي: فلم قال عمر بن الخطاب (أي حين طعن) يا لله للمسلمين، فلماذا فتح اللام في الأولى، وكسرها في الثانية؟ قال أبوالعيناء: فتح الأولى للدعاء، وكسر الثانية للاستغاثة والاستنصار· قال الخريبي: اذهب، فوالله لو حدثت أحداً لحدثتك!! أريحية روى صاحب المستجاد ورواه غيره أن المهلب بن أبي الصفرة مر ذات ليلة بالكوفة بحيّ من همدان فترامى إلى سمعه أنهم يتكلمون عنه، فوقف بعيدا دون أن يتنبهوا إليه وجعلوا يتكلمون بين مادح وقادح حتى قال أحدهم، من هذا المهلب؟ والله لا يساوي في نظري بوقه وثيابه أكثر من خمسمائة درهم! فخفّ المهلب إلى الدار فأحضر خمسمائة درهم ووقف على أولئك الفتية، فقال لهم من منكم قوَّم المهلب بن أبي الصفرة بخمسمائة درهم، فقالوا وهم لا يعرفونه إنه هذا، وأشاروا على الفتى الذي قال ذلك، فصبّ الدراهم في حجره، وقال هذا يا بني ثمن المهلب في نظرك ووالله لو زدته لزدناك فعرفوا أنه المهلب، فخجل الفتى وقال: واسوأتاه! فقال له المهلب: لا بأس عليك· فقال رجل كان مارا ورأى الحادث: والله ما أخطأ من سودك! (أي جعلك سيدا)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©