رنا سرحان (بيروت)- تواصلت ردود الأفعال على موضوع وجبة الإفطار الذي نشر في الصفحة الرابعة بعدد الأحد الماضي لملحق دنيا، مطالبة بالمزيد من تسليط الضوء على هذه الوجبة التي يهملها كثيرون، خاصة من يتبع الحمية الغذائية بحثاً عن الرشاقة، من دون دراية منهم أن الإفطار من الوجبات اليومية، فقد أثبتت دراسات حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن عملية الآيض الغذائي في الجسم تنخفض أثناء ساعات النوم بشكل كبير لتصل إلى 40 سعرة حرارية فقط في الساعة، مما يؤكد أهمية وجبة الإفطار في حث عملية الحرق والتسريع منها بالشكل الذي يؤدي إلى حرق مزيد من السعرات الحرارية، والتخلص من الدهون بشكل أفضل.
ويمثل الإفطار الوجبة الأساسية في اليوم، التي يؤكد خبراء التغذية أهميتها.
استجابة الجسم
وأكد فريق من الأطباء أن عدم تناول الفطور يمنع استجابة الجسم بالشكل المطلوب لمادة الأنزولين الموجودة فيه، وبالتالي ترتفع نسبة الكولسترول، وأن هذه الوجبة مهمة جداً من أجل إمداد الجسم بربع الطاقة أي 20 إلى 25% من الطاقة اللازمة.
وأشارت الطبيبة ريناتا مارتينكوفا المشرفة على الدراسة، إلى أنه من الخطأ الاكتفاء بتناول وجببتين كبيرتين خلال النهار بل يجب توزيع كمية الطعام بالشكل المناسب، لذا من الضروري إعطاء الجسم خلال النصف الأول من النهار طاقة يومية يحتاجها، وتصل إلى 60%، ويصرفها لأنه يكون في كامل نشاطه، أما مدة ما بعد الظهيرة والمساء فلا يحتاج للطاقة نفسها فيقوم الجسم بتحويل الطعام إلى فائض يتكدس في الجسم مسبباً البدانة.?ويضيف صبرا: “إن وجبة الإفطار توفر للجسم نحو 30% من المواد الغذائية التي يحصل عليها طوال اليوم، حيث إن نوعية الأغذية المقدمة في هذه الوجبة تلعب دوراً كبيراً في عمل كل أجهزة الجسم. وقد بات معلوماً أن إهمال وجبة الإفطار قد يتسبب في الموت المفاجئ، بينما تناول وجبة خفيفة في الصباح ربما يقلل الإصابة بالسكتة القلبية، حيث إن خطورة إهمال وجبة الإفطار يؤدي إلى ارتفاع معظم حالات السكتات القلبية والجلطات المسببة للوفاة في ساعات الصباح الأولى، حيث تكون الصفائح الدموية في ذلك الوقت أكثر نشاطاً، وتميل إلى تشكيل تجلطات وتخثرات دموية، في حين أن تناول القليل من الطعام صباحاً ربما يقلل من نشاط تلك الصفائح، حيث تندفع كمية كبيرة من الدم إلى المعدة لإتمام عملية الهضم”.
الحفاظ على الطاقة
ويقول اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي الدكتور جمال صبرا: عند إهمال وجبة الفطور فإن الجسم بطبيعة الحال سيقوم بالاحتفاظ بمعدل حرق منخفض حتى وقت الغذاء بغرض الحفاظ على الطاقة الموجودة به مسبقاً، مما يتسبب له في الشعور بالإرهاق والتعب نتيجة القيام بأي مجهود بدني ولو بسيط، وعليه يجب أن تحتوي وجبة الفطور على جزء كبير من الكربوهيدرات المعقدة على بعض من الكربوهيدرات، والألياف الحبوب الكاملة، الفواكه، أو الخضراوات، وبعض مصادر البروتينات غير الدسمة مثل، البيض أو اللبن الزبادي، وبعض الدهون الصحية مثل تلك الموجودة في المكسرات، والتي تحتاج إلى وقت طويل لهضمها، مما يحافظ على توازن الجلوكوز في الدم وإمداد الجسم بالطاقة التي يحتاجها لبدء نشاطه في الصباح الباكر”. ويتابع: “إن عدم تناول الإفطار يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية من ناحية تنظيم امتناع الجسم عن الطعام وتناوله، ويعتبر الإخفاق في تناول الإفطار الصباحي أسوأ الإخفاقات، ولهذا السبب فإن تناول الطعام ولو بكميات قليلة خلال ساعة من الاستيقاظ هو فكرة جيدة، كما أن التزود بالطاقة في الصباح مهمّ جداً للأطفال والمراهقين على وجه الخصوص، الذين تكون عملية الأيض أي التمثيل الغذائي لديهم أنشط نسبياً مقارنة بالبالغين”.
وتشير الدراسات إلى أن تناول إفطار الصباح المنتظم يؤدي إلى تحسين الذاكرة، وتركيز الذهن، وخفض مستوى الكوليسترول منخفض الكثافة LDL الضار، وتقليل خطر السمنة، والسكري، وأمراض القلب.
وقد ركز عدد من الدراسات الأميركية على مسألة الحفاظ على الوزن، حيث وجد الباحثون أن متناولي إفطار الصباح هم، في المتوسط، أنحف من غير متناولي الإفطار، أي أن وضع شيء ما من البروتينات والألياف أوائل الصباح في معدتك قد يكبح شهيتك أثناء النهار.
إضاءة
تشير دراسة فرنسية إلى أن أهمية التزام مرضى القلب بتناول إفطار خفيف وقليل الدسم، والتوقف عن التدخين، وتقليل كميات الملح المستخدمة في الطعام، وممارسة رياضة المشي يومياً.
عدد اليوم
