الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي تحفر اسمها في ذاكرة العصر

أبوظبي تحفر اسمها في ذاكرة العصر
20 مارس 2009 02:36
في هذه الأيام، تصنع أبوظبي حضورها الثقافي الاستثنائي على خريطة الساحة الثقافية العربية والعالمية، وتحفر اسمها عميقاً في ذاكرة العصر، طامحة إلى أن تكون عاصمة للثقافة العالمية، ليس قولاً ولا أمانيّ، وإنما بأفعال كبيرة تجترحها على أكثر من صعيد· معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي تشيع موسيقاه هذه الأيام في أروقة المدينة وجنباتها، يبدو سانحة مناسبة تماماً لتقدم فيها أبوظبي ما يعزز ويرسخ مكانتها الثقافية التي باتت تتبوأها، فالمعرض لم يعد مجرد مكان لعرض الكتب بقدر ما هو فعل ثقافي يعمل على خلق حراك اجتماعي يطال شرائح المجتمع المختلفة، ومبادرة للاهتمام بالكتاب والقراءة بصورة حقيقية، عبر مشاريع مدروسة ومناهج عصرية تخرج الكتاب من خزائنه ورفوفه لتضعه، فعلاً وليس مجازاً، بين يدي القارئ· بدءاً من طريقة التنظيم، وأساليب العرض وتوزيع الأجنحة، ومروراً بالفعاليات الثقافية المتنوعة والمميزة والبرنامج الغني والأركان المخصصة للنشاطات النوعية، وانتهاءً بالمبادرات الكبرى التي تُعلي من شأن الكتاب، أصبح معرض أبوظبي الدولي للكتاب واحداً من أهم المعارض العربية والإقليمية والدولية· مبادرات نبيلة عديدة شهدها المعرض لعل أكثرها تميزاً ودعماً للكتاب والقارئ والناشر والثقافة بشكل عام هي مكرمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بشأن تخصيص 4 ملايين درهم لدعم مشتريات طلبة المدارس والجامعات، ما جعل المعرض يحظى بإقبال أوسع حيث شهدت أجنحته آلاف الأطفال الذين توافدوا لاقتناء الكتب وتأسيس أبجديات علاقتهم بالكتاب· إلى ذلك يحظى المعرض بإقبال جماهيري واسع لما يتضمنه من فعاليات تناسب الجميع، فعشاق الكتاب يجدون في انتظارهم 637 دار نشر جاءت من 52 دولة وفي جعبتها كل ما تشتهي العقول· والباحثون عن كنوز التراث والمخطوطات والكتب النادرة، يمكنهم الاطلاع على أكبر نسخة مخطوطة من القرآن الكريم، وأكبر أطلس ملون للعالم، وأضخم كتاب مرجعي مصور للقدس· كما أن بإمكان القراء أن يلتقوا مؤلفيهم وروائييهم وشعراءهم في ''منبر الحوار'' أو ''مجلس كتاب'' ليستمعوا إليهم يحكون عن أعمالهم، أو في ركن توقيع الكتب ليحصلوا على نسختهم ممهورة بتوقيع كاتبها· ومما زاد في بهجة المعرض وجود الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب واستضافتهم في أكثر من فعالية للحديث عن أعمالهم، فضلاً عن عشرات الكتاب المشهورين من العرب والأجانب والخبراء المتخصصين في شتى المعارف· ليس صعباً أن يلاحظ القارئ العادي والمتفحص أيضاً أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يطير بجناحين كبيرين هما: الحفاظ على التراث ومواكبة العصر، إذ أن للأول ندوة كاملة تناقش تطويره ونقله للأجيال، والثاني تحققه الترجمة التي تلعب دور البطولة بامتياز·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©