الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ترودو».. آمال ووعود كندية

6 نوفمبر 2015 21:43
يأمل «جوستين ترودو» زعيم الحزب الليبرالي الكندي الذي فاز مؤخراً بحكومة أغلبية أن يأسر بحيوية الشباب وإيجابيته قلوب الناخبين الذين أظهرت استطلاعات الرأي سأمهم من رئيس الوزراء السابق «ستيفن هاربر» ومحافظيه. لكن «ترودو» البالغ من العمر 43 عاماً وهو ثاني أصغر رئيس وزراء في تاريخ كندا مازال شخصية لم تختبر إلى حد كبير، وهو أكبر أبناء رئيس الوزراء الراحل «بيير أليوت ترودو» أحد أشهر رؤساء وزراء كندا. وربما يكون قد ورث عن والده بلاغته باللغتين الإنجليزية والفرنسية لكن شخصيته الدافئة والتلقائية خاصة به. وهو بعيد تماما عن الطائفة السياسية الاعتيادية من المحامين ورجال الأعمال. فقد عمل معلما للتزلج وحارسا وممثلا ومعلما للدراما في المدارس العليا. ثم في عام 2008 فاز بمقعد في البرلمان عن حي بابنيو العمالي في مونتريال، وبعد أربع سنوات أصبح زعيما للحزب في وقت ألقت فيه فضيحة مالية كبيرة بالليبراليين إلى المرتبة الثالثة. ويرى «هارولد يانسن» أستاذ العلوم السياسية في جامعة «ليثربريدج» في ولاية ألبرتا الكندية أن فوز «ترودو» جعل «70 في المئة من الكنديين في اليسار يتنفسون الصعداء بقوة»، لكن الآن يتعين على «ترودو» أن يثبت نفسه، فهو مبتدئ جاء من المرتبة الثالثة ليفوز بانتخابات انصبت على التخلص من «هاربر» وليس انتخاب «ترودو»، ويؤكد «نيلسون وايزمان» أستاذ العلوم السياسية في «تورونتو» أنه مع اقتراب يوم الانتخابات «ما كان على ترودو، إلا أن يظهر ليفوز بالانتخابات». وبعد تسع سنوات من حكومة «المحافظين»، أظهرت استطلاعات للرأي أن أكثر من 60 في المئة من الناخبين يريدون رحيل «هاربر»، وأشار «يانسن» إلى أن الأسلوب الانعزالي لـ«هاربر» زاد من شعور الكنديين بالعزلة. فنادراً ما عقد «هاربر» مؤتمرات صحفية وهوجم لاتخاذه مواقف اعتبرها كثيرون من الكنديين تحابي اليمين بقوة. واتهم «هاربر» بالبطء في الاستجابة على أزمة اللاجئين السوريين، بعد أن أعلن أن الحكومة استقبلت عشرة آلاف لاجئ سوري فقط على مدار ثلاث سنوات. وأضعف «هاربر» قوانين حماية البيئة. وتعرض لانتقادات لمعارضته سعي النساء المسلمات لارتداء الحجاب في مناسبة تتعلق بالهجرة، ورغم أن «هاربر» فاز بثلاث دورات انتخابية، لكنه لم يحصد أكثر من 39.8 في المئة من الأصوات، وفاز بالغالبية في المرة الثالثة بفضل النظام الانتخابي الكندي الذي يفوز فيه الفائز بأكثرية الأصوات وليس الفائز بالأغلبية المطلقة. بينما انقسم ما بين 60 و70 في المئة من الأصوات بين أربعة أحزاب ليسار الوسط، وهذه المرة تكتل ناخبو «يسار الوسط» حول الليبراليين. ووعد ترودو بأن يعمل بسرعة كي يغير كثيرا من سياسات «هاربر»، وفي اليوم التالي لفوزه، أبلغ «ترودو» الرئيس الأميركي باراك أوباما في مكالمة هاتفية أنه يعتزم أن تسحب كندا بضع طائرات حربية من الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد «داعش» في العراق وسوريا. ويريد «ترودو» أن يؤكد على الدور التقليدي للجنود الكنديين باعتبارهم من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لكنه وعد بالإبقاء على نحو 70 مدرباً عسكرياً لمساعدة قوات الأمن العراقية. وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضاً بأن يتوقع تغيراً في العلاقة، فقد اُتهم «هاربر» بأنه لم يكن يعير مصالح الفلسطينيين اهتماماً كافياً، وأعلن «ترودو» أنه يعتزم قبول 25 ألف لاجئ سوري بحلول نهاية العام. وبينما سحب «هاربر» كندا من اتفاقية «كيوتو» لتغيير المناخ، ورفض التبرع بأموال لصندوق المناخ للدول النامية أعلن «ترودو» أنه يعتزم جعل كندا لاعباً أكبر في مفاوضات باريس لتغير المناخ التي تبدأ 30 نوفمبر الجاري. وتعهد رئيس الوزراء الشاب أن يقدم برنامجاً لتقليص الانبعاثات في غضون 90 يوماً يتضمن تقديم تبرعات لصندوق المناخ للدول النامية. وتعهد «ترودو» أيضاً بأن يعيد فتح البرلمان في ديسمبر بحكومة متساوية بين الجنسين وأن يدشن إستراتيجية اقتصادية للتخلص من العجز في الموازنة للخروج بالبلاد من الركود الذي انزلقت إليه مؤخراً. ومن المتوقع أيضاً أن يغير سياسات البلاد العلمية والبيئية. فاستطلاعات الرأي تظهر أن الكنديين لطالما وضعوا حماية البيئة في قمة أولوياتهم، أو بالقرب من هذه القمة، ويؤكد علماء أن حكومة «هاربر» خفضت الإنفاق على الأبحاث العلمية المهمة، وقلصت قدرة العلماء على مراقبة البيئة، لكن «ترودو» أعلن أن العلماء في عهد حكومته أحرار في الحديث إلى الصحفيين. * وليام مارسدن *صحفي ومؤلف ومخرج أفلام ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©