الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الوزاري العربي» يعلق عضوية سوريا في «الجامعة»

«الوزاري العربي» يعلق عضوية سوريا في «الجامعة»
13 نوفمبر 2011 11:07
قرر مجلس الجامعة العربية في ختام اجتماعه الطارئ أمس بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية تعليق مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم الاربعاء المقبل الموافق 16 نوفمبر الجاري وإلى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها، بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية والتي اعتمدها مجلس الجامعة الوزاري في اجتماعه يوم الثاني من نوفمبر الجاري. كما قرر المجلس - الذي ترأس وفد الإمارات فيه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية- توفير الحماية للمدنيين السوريين، وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية، وفي حال عدم توقف أعمال العنف والقتل يقوم الأمين العام للجامعة بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بما فيها الأمم المتحدة وبالتشاور مع أطياف المعارضة السورية، لوضع تصور بالإجراءات المناسبة لوقف هذا النزيف وعرضها على مجلس الجامعة الوزاري للبت فيها في اجتماعه المقرر يوم “الاربعاء” القادم 16 نوفمبر الجاري. ودعا المجلس الوزاري العربي الجيش السوري إلى عدم التورط في اعمال العنف والقتل ضد المدنيين وقرر توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الحكومة السورية ودعا الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق، مع اعتبار ذلك قرارا سياديا لكل دولة. كما اعترف ضمنا بالمعارضة السورية ودعاها الى اجتماع في مقر الجامعة خلال ثلاثة ايام لبحث “المرحلة الانتقالية المقبلة”، على أن ينظر المجلس في نتائج اعمال هذا الاجتماع ويقرر ما يراه مناسبا بشأن الاعتراف بالمعارضة السورية وعقد اجتماع على المستوى الوزاري مع كافة اطراف المعارضة السورية، بعد توصلهم إلى اتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا، وتضمن القرار إبقاء المجلس الوزاري العربي في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف. وأكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر ورئيس مجلس الجامعة مجدداً حرص الجامعة العربية على أن يكون حل الأزمة في سوريا عربيا خالصا. وقال - في مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي - إن أي حديث عن فرض حظر جوي على سوريا أو المطالبة بتدخل اجنبي أمر لم يتم تداوله أبداً خلال الاجتماع. واصفا ما يترد في هذا الشأن بأنه تفسيرات إعلامية الهدف منها خلط الاوراق. وأضاف “لقد اتخذنا قرارا بتعليق عضوية سوريا في الجامعة ومنظماتها اعتبارا من 16 نوفمبر الجاري ونحن نتألم لهذا القرار”، مشيرا إلى أن هناك دولتين اعترضتا على القرار هما لبنان واليمن ودولة واحدة امتنعت عن التصويت وهي العراق. وكان الوزاري العربي قد علق أعمال جلسته الطارئة أمس لمدة 15 دقيقة بناء على طلب الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الاجتماع، لإعطاء فرصة لعقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا للتشاور حول الصيغة الجديدة لمشروع القرار الذي سيصدر عن الوزاري في ختام أعماله. وقال مصدر مسؤول ان اجتماع اللجنة الوزارية خصص لمناقشة كيفية التعامل مع رفض بعض الدول العربية مقترحا بتجميد عضوية سوريا في الجامعة ومنظماتها. وأضاف المصدر أنه كان هناك اتجاه قوي داخل اللجنة الوزارية في اجتماعها مساء أمس الأول بطرح موضوع تجميد عضوية سوريا للنقاش، الا أن بعض الدول العربية رفضت طرح موضوع التجميد في الوقت الراهن وطلبت اعطاء فرصة جديدة للحكومة السورية لتنفيذ ما تعهدت به، ولهذا دعا رئيس الاجتماع لعقد اجتماع عاجل للجنة على هامش اجتماع المجلس الوزاري لتدارس كيفية الخروج من هذا المأزق. وأوضح المصدر أن المندوب السوري لدى الجامعة السفير يوسف أحمد ألقى مداخلة خلال الاجتماع أكد فيها التزام بلاده بتنفيذ بنود خطة العمل العربية لحل الازمة في سوريا. وقال انه تم سحب المظاهر المسلحة من الشوارع وإن سوريا تتعرض لحملة اعلامية مضللة تتزعمها قنوات تعمل لصالح أطراف خارجية، وينبغي إتاحة الفرصة أمام بعثة الجامعة العربية لزيارة سوريا والاطلاع على الوضع على الأرض. وسارع السفير السوري لدى جامعة الدول العربية يوسف احمد إلى رفض قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية بلاده واصفا القرار بأنه “غير قانوني ومخالف لميثاقها ونظامها الداخلي”. واكد يوسف احمد انه قرار “ينعى العمل العربي المشترك واعلان فاضح بأن إدارتها للجامعة تخضع لأجندات أميركية غربية”. وكان مندوب سوريا قد اعرب عن استغرابه للدعوة لهذا الاجتماع الوزاري رغم وجود اجتماع سابق للجنة الوزارية على مستوى المندوبين يوم 3 نوفمبر الحالي، أعطى مهلة 10 أيام للحكومة السورية لتنفيذ المبادرة متسائلا لماذا التعجل؟. وقال إن سوريا جادة ومستمرة في تطبيق جميع بنود المبادرة وقد قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ هذه البنود، رغم محاولات جهات مسلحة في الداخل مرتبطة بدول واطراف في الخارج إجهاض الخطة العربية منذ اليوم الأول لإعلان التوصل إليها وافشال أي دور عربي إيجابي، يسعى إلى تهدئة الاوضاع وخلق مناخ سلمي آمن على الارض تمهيدا لإجراء حوار وطني تطالب به أغلبية الشعب السوري على حد قوله. ولفت مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة إلى أن قوات الجيش السوري باشرت بالانسحاب من جميع المدن والأحياء السكنية منذ اليوم التالي لصدور الخطة العربية، وتم استبدال عناصر الجيش بقوات من حفظ النظام، مؤكدا بشكل رسمي - وفق قوله ـ ان السلطات السورية أنهت عملية سحب مختلف المظاهر العسكرية والآليات الى خارج المدن. ونفى في الوقت نفسه ما وصفه بالمزاعم والادعاءات الواهية حول استخدام الجيش السوري لآليات عسكرية أو اسلحة ثقيلة في عمليات داخل المدن والأحياء السكنية. وحذر في مداخلته مما اعتبره تطورا خطيرا في موقف الولايات المتحدة تجاه الأزمة في سوريا، وتجاه جهود الجامعة للتوصل الى تهدئة والمتمثل في دعوة المسلحين لعدم تسليم أسلحتهم. ورأى ان ذلك يشكل مؤشرا فاضحا على حجم التدخل الاميركي السافر في الشأن الداخلي السوري ويعكس تحريضا علنيا على اللجوء الى العنف والقتل، وعلى رفض أي حل سلمي يعيد الأمن والاستقرار للبلاد ويفتح المجال أمام حوار وطني حقيقي يكفل تحقيق المطالب المشروعة. وعبر مندوب سوريا عن استغراب حكومة بلاده للتصريحات التي وردت على لسان الامين العام للجامعة العربية، والتي تحدث فيها عن عدم التزام سوريا بالمبادرة في الوقت الذي تجاهل فيه المواقف التحريضية الخطيرة التي صدرت عن الولايات المتحدة وفرنسا ضد الخطة. وطالب اللجنة الوزارية العربية بممارسة دور فاعل وجاد وقيامها بالتواجد الحقيقي والمبرمج لها ولبعثة الجامعة على الارض، بما يساعدها ويساعد الأمانة العامة للجامعة على اتخاذ مواقف متوازنة وحيادية وواضحة في تحديد مسؤوليات والتزامات وخروقات كل اطراف الأزمة بشكل حقيقي، يعتمد على ملامسة الوقائع على الارض وليس بناء على تقارير مفبركة - على حد وصفه. إلى ذلك، نظم العشرات من المصريين والسوريين امس احتجاجات خارج مقر جامعة الدول العربية في القاهرة دعوا خلالها إلى تجميد عضوية دمشق في الجامعة. وقال نشطاء إن المحتجين احرقوا صورة للرئيس السوري بشار الأسد وحملوا لافتات معارضة للحكومة السورية، كما رددوا شعارات تطالب برحيل الرئيس السوري عن الحكم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©