السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

5 أسباب وراء «النجمة الرابعة» لـ «النسور الذهبية» في «الإمارات 2013»

5 أسباب وراء «النجمة الرابعة» لـ «النسور الذهبية» في «الإمارات 2013»
10 نوفمبر 2013 00:31
أمين الدوبلي (أبوظبي) - لم يجد منتخب نيجيريا لكرة القدم للناشئين أي صعوبة في أن يفرض اسمه على ملكاً على عرش الكرة العالمية، بعد فوزه مساء أمس الأول بسهولة على المكسيك بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في المباراة النهائية التي استضافها ستاد محمد بن زايد بالعاصمة أبوظبي، فهو المنتخب الوحيد في البطولة الذي يفوز دون معاناة، والذي يلعب الكرة دون تعقيد، والذي يسجل من أنصاف الفرص، ويزور شباك كل المنافسين بمنتهى السهولة. وكانت مباراة «نسور أفريقيا» مع أصحاب القبعات الكبيرة حافلة بكل أنواع المهارة الممزوجة بالتكتي ك، والسرعة، والدقة، والانضباط، والحماس، والانتشار النموذجي بالكرة وبدونها، والتمركز الصحيح في الحالتين الدفاعية والهجومية، وإذا سألنا أنفسنا لماذا فاز «النسور» فالأسباب واضحة وكثيرة. الفريق النيجيري يكون أخطر، عندما لا تكون الكرة معه، فهو لا يهتم بالاستحواذ، ويلعب على أخطاء منافسه، ويملك مهارات استغلال تلك الأخطاء بأعلى درجة، وفي لقاء المكسيك كان الاستحواذ لمصلحة «أصحاب القبعات» بنسبة 58 % مقابل 42 % لنسور أفريقيا، ومع هذا فلا معنى ولا قيمة للاستحواذ عندما تملك فريقاً يلعب على المرتدات السريعة، ويستطيع أن يحقق كل ما يريده منها وبأعلى درجة من الكفاءة. «النسور الذهبية»، بما أنه ينطلق من ملعبه، فهو يدافع بشكل قوي بـ «كتيبة الموت» التي يقودها الحارس العملاق ألامباسو، وأمامه الخماسي، موسى محمد، وصامويل أوكون، وأكيندي أودو، وأليو أبوبكر، وعبداللة ألفا، وهؤلاء اللاعبون مثلما يملكون مهارات دفاعية قوية وصلبة، يملكون أيضاً مهارات هجومية خطيرة، ولا يمكن رقابتهم في الحالة الهجومية. يضاف إلى ذلك طريقة التحول السريع التي ينتهجها المنتخب النيجيري، عندما يستخلص الكرة من المنافس تستعصي على أي فريق أن يراقبها أو يحد من خطورتها، فكل الخطورة تأتي من المؤخرة، وتحديداً القادمون من الخلف، والغريب أنهم في 3 لمسات فقط يصل «النسور» إلى شباك المنافس، في 4 ثوان ولا يعتمد أبداً على التحضير، ولا التمريرات الكثيرة، رغم أنه يجيد تنفيذها في الأوقات التي يضمن فيها النتيجة لمصلحته، وأبلع توصيف للطريقة التي يفوز بها النسور هو «اخطف واجري». كما يملك نسور أفريقيا أطراف مثل الأجنحة الطائرة، يكفي أن موسى محمد مثل الصداع في رأس وسط ودفاع المكسيك 90 دقيقة، لا يمكن إيقافه لأنه يملك مهارات عالية مع السرعة في الجبهة اليمني، ويقوم كل من أبوبكر، وعبدالله ألفا بإغلاق مساحات الخطورة أمام «القبعات» في هذا التوقيت، من خلال عملية الترحيل التي يقومان بها، وعندما يملك الطرفان سواء موسى محمد الكرة، أو صامويل أوكون فإن فإن كليتشي ايهيناتشو، وتشييديري تواكالي، وتايوو أوونيي، وزهرا دين بيلو، وموسى يحي كلهم في مهمة القنص السريع ينطلقون من الخلف للأمام مثل الصواريخ في وقت واحد، وفي خطوط متوازية، يفتحون زوايا التمرير لكل من يملك الكرة، ويربكون أي منافس مهما كانت دفاعاته، وحينما يفقدون جميعاً الكرة، فهم في مهمة العودة السريعة لغلق المساحات كل في أقرب مكان لهم، بحيث يجري الترحيل حتى تمر الكرة العكسية، وتعود المياه لمجاريها من جديد. قائد الأوركسترا النقطة الخامسة تكمن في أن كل هذه المعطيات لا يمكن أن تتوافر في فريق دون عقل مدبر يمكنه أن يستغل كل المهارات، ويوظفها بالطريقة المثالية، ويبني جسور التعاون القوية بينهم، ويكرس بينهم نوعا من تكامل الأدوار، بحيث يكون الفريق قوياً في الدفاع، خطيراً في الهجوم، بالتأكيد أنه مانو جاربا المدير الفني قائد أوركسترا النجاح والعزف بالأهداف في كل شباك المنافسين. اللعب الإيجابي وضرب منتخب النسور في المباراة النهائية مثلاً رائعاً في اللعب الإيجابي على مرمى المنافس عندما قام بتسديد 17 كرة على مرمى منتخب «القبعات الكبيرة» سجل منها 3 أهداف، مقابل 11 تسديدة لمنتخب المكسيك لم تسفر عن أي أهداف، رغم أن نسبة الاستحواذ في مصلحة المنتخب المكسيكي الذي كان يملك لاعبوه الكرة، لكنهم لا يجدون الطرق المؤدية إلى الأمام. ضد الثأر والأهم في الفوز الذي حققه المنتخب النيجيري أنه ضرب عشرة عصافير فيه بحجر واحد، لأنه أكد بكل ثقة أنه الأفضل من كل المنافسين بمراحل، حيث سجل 26 هدفاً، ولم يستقبل سوى 5 أهداف، آخرها في دور الـ 16، وانتقم من فكرة الانتقام التي كان يتبناها منتخب المكسيك في النهائي للثأر من خسارته في المباراة الأولى بالدور التمهيدي، في منافسات المجموعات بنتيجة فادحة وهي 1- 6 ، وبذلك أكد أنه يعاقب من يحاول الثأر منه، وسبق وأن تعامل بالمنطق نفسه مع منتخب السويد الذي تجرأ عليه وتعادل معه في مباراة الجولة الثانية بالدور التمهيدي بنتيجة 3- 3 ، ووضع «النسور» حداً لمغامرة «أحفاد الفايكنج» في نصف النهائي وأوقفوهم بثلاثية نظيفة هذه المرة حتى يعرف كل طرف حجمه الطبيعي. تصريحات مثيرة ومثلما كانت المباراة قوية ومثيرة جاءت تصريحات مانو جربا قائد أوركيسترا التميز مثيرة أيضاً، حيث أكد أن فريقه قدم واحدة من أفضل البطولات في التاريخ، وأن الفريق الذي لم يخسر مباراة واحدة من 7 مباريات، والذي يسجل 26 هدفاً، ويستقبل 5 أهداف فقط في كل هذه المواجهات ببطولة عالمية كبيرة، فإنه يستحق اللقب عن جدارة واستحقاق، لأن تلك الأرقام لم تتحقق بذاتها. منظومة متكاملة وقال مانو جربا: الأهداف لا تحرز نفسها، لابد أن أن هناك لاعبين يصنعونها، وآخرين يسجلوها، وأن هناك آخرين يدافعون عن مرماهم بشكل جيد، حتى يهيئوا الفرص لزملائهم، ولابد أن هناك مهارات عالية قادت إلى تحقيق الانتصارات، وأن جهداً كبيراً مبذول من أجل الجمع بين هذه المهارات، ووضعها مع بعضها البعض من أجل أن تتكامل الأدوار، ولابد أيضاً أن يكون العمل الجماعي والتضحيات شعار الجميع، وأن يكون الحب سائداً بين المنظومة بكاملها بداية بقائد الفريق، وهو المدير الفني، ومروراً بالجهاز المعاون واللاعبين، وانتهاءً بالجهاز الطبي، وباقي أعضاء البعثة. وقال مانو: قدمنا كرة جميلة سهلة، وأكثر ما كنت أركز عليه هو التنويع، في الهجوم، تارة نركز على الجبهة اليمنى، وتارة أخرى على اليسرى، وثالثة على العمق، وأحيانا بالضغط الجماعي للأمام، وكلها تتوفر لها أدوات النجاح من لاعبين يملكون المهارات الدفاعية والهجومية، ونحن لم نصل لهذا المستوى إلا بعد اجتهاد طويل وعمل شاق. مفتاح الحظ وقال مانو جربا: أسيا مفتاح الحظ لنا فقد فزنا بكل البطولات في آسيا، حيث كانت النسخة الأولى من كأس العالم للناشئين في الصين عام 1985، وأحرزنا لقبها للمرة الأولى، وفزنا بالنسخة الثانية عام 1993 في اليابان، وأيضاً في كوريا الجنوبية عام 2007، وأكملنا الرباعية على أرض آسيا في الإمارات 2013، وعندما نظمناها في عام 2009 لم نفز بها وخسرنا المباراة النهائية أمام سويسرا بنتيجة صفر- 1 ، ونحن نتفاءل بآسيا، وأقول إن بطولة الإمارات من بين كل البطولات والألقاب السابقة لها خصوصيتها، ومن حيث المهارات أقول بكل ثقة إننا قدمنا أعلى مهارات فيها، ومن حيث التاريخ حسمنا الشراكة وفضينا الارتباط مع البرازيل وأصبحنا منفردين بصدارة الدول الفائزة بها لأكبر عدد من المرات «4 ألقاب»، ومن حيث الجمهور وجدنا دعماً جماهيرياً كبيراً في تلك البطولة لم نجده في كل البطولات السابقة، ونحن اعتبرنا من البداية هذه البطولة أن الجمهور هو اللاعب رقم واحد. منافسون أقوياء وأضاف: من يتابع نتائجنا في البطولة ربما يعتقد لأول وهلة أن المنافسين ضعفاء، لكن الحقيقة عكس ذلك، فقد واجهنا منافسين أقوياء بمعنى الكلمة، لكننا دائماً كنا من نضع المنافسين في موقف رد الفعل، وكنا دائما نحسب لهم ألف حساب، وفي كل مرة كنت أقول للاعبين أريد أن تستمتعوا بالكرة، وأن تمتعوا الجماهير، وحاولت بقدر ما أستطيع أن أرفع الضغوط عن اللاعبين ونجحت في ذلك بالنهاية، وساعدني اللاعبون من خلال مهاراتهم، وتغلبنا على البنيان البدني القوي للمنافسين بالسرعة والمهارة والذكاء والعمل الجماعي. الأخطاء والسلبيات وقال: لن تغنينا الفرحة عن التحدث مع اللاعبين في السلبيات والأخطاء التي ارتكبناها في بعض المباريات، ويجب أن نستفيد منها ونعالجها، وسوف أسلم هذا الفريق لمدرب آخر يدعى نيكولاس لضم منهم من يجده مناسباً لمنتخب الشباب، وسأقوم أنا بالتنسيق مع اتحاد الكرة بالإشراف على فريق جديد، سوف أبدأ معه من جديد حتى أصل به لهذا المستوى، لكني سوف أفتقد هذا الجيل، وأنا أقول إن سياسة الاتحاد النيجيري في عمل الأكاديميات سواء بالأندية أو الاتحادات بدأت تحقق نتائج طيبة من خلال توفير الاستقرار. بطولة الشباب وأضاف: هذا الفريق مع نيكولاس أعتقد أنه لابد أن ينافس على لقب كأس العالم للشباب إذا لم يفز بهن فهو لا ينقصه شيء سوى الاستمرارية في العمل، ونحن يمكن الآن أن نعد بأن مستقبل الكرة النيجيرية مشرق، وأن الكرة الأفريقية تطورت كثيراً، وأن المنتخب الأول بعد 5 سنوات، ربما ينافس على لقب عالمي، ونحن نملك مهارات وسرعات هائلة، وقدرات يجب أن نطورها بالشكل المطلوب في المراحل القدمة. الأمل يتجدد وقال: كنت في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة أقول إنني انتظر اسعد لحظة في حياتي وهي لحظة التتويج بالنجمة الرابعة من كأس العالم للناشئين، والآن أقول الحمد لله، لتحقيق الأمنية، ومرت اللحظة، والحياة يجب أن تستمر، ولابد أن أجدد طموحي، وأنا من جهتي أشكر كل من تعاون في هذا الفريق، وأصبح لدي أمل وحلم آخر، ولحظة أخرى أتمنى أن أعيشها، وهي عندما أتوج بجيل جديد بلقب عالمي جديد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©