في بداية المشوار، وحين كانت بعض الآراء والتحليلات الصحفية تسرف في الأمنيات وتضع منتخب الكويت على رأس قائمة المرشحين لنيل لقب كأس الخليج، قلت إن قواعد اللعبة الخليجية تغيرت، وأن علينا أن نُحسن قراءة المتغيرات والتحولات، كي لا تكون رهاناتنا دائماً غير واقعية، ولعل الخروج المهين لمنتخبنا من «خليجي 22» لخير دليل على صحة رؤيتي.
تُرك «أزرقنا» في الرياض تحت رحمة تخاريف فييرا، فيما راح «أبو العرّيف» يتبختر أمام الكاميرات وحده لا يشاركه إلا منسقه الإعلامي، وتزامناً مع تحقيق الأزرق نتيجتين إيجابيتين جاءتا بـ «البركة»، بدأ الغرور يتسلل إلى نفس الرئيس، وسيطرت لحظة النشوة على وجدانه في توقيت قاتل، حيث كان منتخبنا يحضِّر لجولة الحسم أمام عُمان، في الوقت الذي أطلق فيه المنسق الإعلامي سهامه المترنحة تجاه رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم يوسف السركال، التي أخطأت الهدف، وإذا بها ترتد سلباً على وضع منتخبنا ككل، نتيجة انشغال الشيخ طلال الفهد بحربه الأهم في نظره، وتفرغه للتصدي لقضية إيقاف منسقه الإعلامي، معتبراً إياها تحدياً شخصياً له، ما أدى إلى انشغاله عن مهمته الرئيسية.
ولم يتوقف الشيخ طلال الفهد عند هذا الحد، بل إنه وسَّع نطاق حربه المصطنعة والمستترة خلف شعار «حماية الأزرق»، وقام بفتح جبهة جديدة مع لجنة الحكام الآسيوية والحكم الأسترالي بنيامين ويليامز، ثم أعلن فجأة عن نية الكويت تقديم مرشح لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الانتخابات المقبلة، وأتت تلك المناورة مكشوفة لمن يعرف «البير وغطاه».
وما زاد طين «الأزرق» بلة هو قدوم رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الشيخ أحمد الفهد للرياض في يوم الكارثة، وما شهدته زيارته القصيرة من إدلائه بتصاريح أقل ما يقال عنها، إنها غير متزنة وتفتقر إلى الحكمة.
وهنا يجدر التذكير بأن الشيخ أحمد الفهد صرح عبر لقاء متلفز خصَّ به «أبوظبي الرياضية» قبل انطلاق منافسات «خليجي 22» قائلاً: «منتخب الكويت سيكون مفاجأة البطولة»، فكانت المفاجأة ما تعرض له «الأزرق»، والـ «سوبر ستار» طلال المحطب!. ومع كل الحب والتقدير، أقول للشيخين العزيزين أحمد وطلال الفهد: والله لقد سئمنا اختلاق الأزمات وصناعة الصراعات، صفوا حساباتكم الشخصية مع خصومكم، ولا تخوضوا حملاتكم الانتخابية القارية على حساب الأزرق، لأنه منتخب الوطن، وليس ملككم.
عدد اليوم
