الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رايموند خوري يجول بين الرواية والسيناريو

رايموند خوري يجول بين الرواية والسيناريو
23 نوفمبر 2014 02:13
نوف الموسى (الشارقة) اللافت في تجربة الروائي والسينارست اللبناني الأصل رايموند خوري، مقاربته لأشكال متعة الكتابة بين الرواية وسيناريو الفيلم، حيث يصفها في حواره مع «الاتحاد»، قائلاً: «لنقارن مثلاً على مستوى عدد الكلمات، بين الكتاب والسيناريو، فالأخير يصل عدد كلماته ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف كلمة، بينما يتجاوز الكتاب ذلك العدد وصولاً إلى 150 ألف كلمة، والفكرة ليست بكمّ الكلمات، وإنما بما تستطيع معايشته من تفاصيل مع تلك الشخصيات التي ترافقك طوال الوقت، بل وتعيش ما تلاقيه من تطور للحدث في النص. وبالنسبة لي، يظل الكتاب هو الأغنى والأقدر على الإثراء، وعربياً للأسف، يكثر الإقبال على الفيلم، أمام تصدير الكتاب». رايموند خوري، وفي سياق مشاركته بمعرض الشارقة للكتاب، يوضح أثر الحرب اللبنانية عليه في صغره، إلى جانب مواجهته أخيراً لأصعب 5 سنوات مضت بين فقدانه لوالده، وحضور المرض بين أفراد عائلته، فإنه يعتبر الـ 10 ملايين نسخة التي بيعت من كتبه، وترجمت إلى 40 لغة، تحمل جزءاً من رؤيته للكتابة، باعتبارها هروباً، مبيناً أن أسئلته الوجودية، ومنها الموت، شكلت إحدى أهم بحوثه الروائية.  هل لعبت شهادته في الهندسة المعمارية دوراً في نسج بعضٍ من النقلات المتنوعة للكتابة لدى خوري؟ تتفق الوسائل الإعلامية، أن عمله في مجال الاستثمار البنكي، شكل جسراً لتلك النصوص، والتي بدأت على شكل سيناريوهات، واشتهرت منها في وقت لاحق، سلسلة «سبووكس» البريطانية، و»إيقاظ الموتى». يؤكد خوري بأنه يمتلك قدرة كبيرة على إنتاج الأفكار، التي عادةً ما يسجلها في كتيبات صغيرة، ومنها استطاع كتابة أهم السيناريوهات التي ناقشت أموراً اجتماعية أو سياسية. ويضيف أن ازدياد اهتمامه بالتحول من السيناريو إلى الكتاب، حضر بشكل أكبر، عندما شهد الإقبال الكبير على اقتناء الجمهور لكتاب، كان في الأساس سيناريو فيلم، حوله خوري إلى نص أدبي متكامل. وساهم الكتاب في جعل المضمون أكثر انتشاراً والتصاقاً بذهن الجمهور. وجاءت بعدها إنتاجات خوري المهتمة بالمغامرة، والتي شكلت تأثيراً واسعاً، ومنها: المعبد الأخير، وخلاص المعبد، إكسير الشيطان، وظل راسبوتين، إضافة إلى روايتين تشويقيتين هما: الملجأ والإشارة.  تأثر خوري بالكتب الفرنسية المصورة، مبيناً أنها تعد مجموعات ثرية، ويقرأها الصغار والراشدون وكبار السن في فرنسا، وذلك لما تحمله من معان عميقة. ويمتلك الخوري تجربة في الكتب المصورة، ويؤمن أن جلوسه في معارض الكتب ومشاركة التوقيع مع كتّاب في هذا المجال، جعله يقدر تلك الإنتاجات الفرنسية، بشكل أكثر، وقال حول ذلك: «دخولي إلى عالم الكتب المصورة، ذكرني بحبي لقراءة تلك الإنتاجات، في مرحلة مبكرة من عمري، لا زلت أحتفظ بسلسلة منها، وبالنسبة لفرنسا، فإن هذا النوع من الكتب، يصنف ضمن الكتب الجادة، ويهتم به الأشخاص في الخمسينيات والستينيات من العمر، وهو ليس حكراً على الأطفال فقط». القراءة والتفاعل بين عدة لغات، أسهما في وضع خوري أمام خيارات عدة، يصنع من خلالها منظوراً خاصاً به، للإنتاج القصصي والروائي.  قدم خوري روايته «ذا سانكتجوري»، نموذجاً حول شكل البحث عن أسئلته الخاصة في النص الأدبي، مبيناً أنه عبر الرواية طرح سؤال الموت، رغبةً منه بالوصول إلى ماهية بلوغ الإنسان مرحلة الشيخوخة، وهل هناك حل جذري، يمكن من خلاله معالجة معادلة المرحلة العمرية، كالذي توصل إليه العلماء أثناء بحثهم عن طريقة لعلاج الزهايمر، الذي اعتبر في السابق، أثراً للخرف والموت. ويؤكد خوري أنه في السنوات الـ 10 الأخير توصلت العديد من مراكز البحوث عن إمكانية تمديد عمر الإنسان إلى 200 أو 300 سنة، وهذا ما يمكن أن يستثمره الكاتب، لصياغة حدث إنساني، وتجربة قريبة من الواقع عبر فعل الخيال، وبالتالي المشاركة في التكوين الإبداعي للحياة والكون، وسردها عبر الرواية.  متعة نقل الشخصيات بين الماضي والحاضر، وتحريك الأحداث في النص، أجمل ما يعيشه الروائي والسينارست رايموند خوري، مبيناً أن متعة التشويق التي يعيشها الكاتب في سنة ونصف السنة من البحث، لإنجاز عمل الرواية، تمثل الجزء الأكثر إثارة فيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©