محمد حامد (دبي) - «صغارنا رمز وحدتنا ومصدر فخرنا»، بهذا العنوان خرجت الصحف في أبوجا وغيرها من مدن ومناطق نيجيريا احتفالاً باللقب التاريخي الذي حصل عليه منتخب نيجيريا للناشئين تحت 17 عاماً، والذي نجح في الفوز بمونديال «الإمارات 2013»، بعد تفوقه على نظيره المكسيكي بثلاثية «خضراء»، وهو اللقب الرابع في تاريخ النسور الذهبية، الذين أصبحوا الأكثر تتويجاً باللقب المونديالي عبر التاريخ، وكانت الصحف النيجيرية تقصد بكلمة «رمز وحدتنا» أن تبعث برسالة للشعب النيجيري بأن التكاتف والوحدة يقودان إلى تحقيق الإنجازات، في إشارة إلى أن نيجيريا التي يسكنها 175 مليون نسمة، تواجه في بعض الفترات صراعات سياسية ودينية وطائفية، وجاء هذا المنتخب الناشئ الذي تم تكوينه من مختلف مناطق نيجيريا بكل ما فيها من اختلافات ليوحد قلوب الجميع.
وفي تفاعلها مع الإنجاز التاريخي، تابعت صحيفة «فانجارد»: «هؤلاء الشبان يمثلون الجيل الجديد في نيجيريا ليس على المستوى الكروي فحسب، بل على مستوى الفكر والثقافة والتركيبة الإنسانية، إنهم يؤمنون بوحدة هذا الوطن، وثقتهم في مستقبل واعد لنيجيريا لا تتزعزع، لقد نجحوا في العمل سوياً بصورة متناغمة وصولاً إلى الظفر بلقب مونديال الناشئين، على الرغم من أنهم أتوا من خلفيات عرقية ودينية وثقافية مختلفة، إنهم رمز الوحدة ومصدر الفخر لملايين النيجيريين».
وطالبت الصحف النيجيرية بضرورة المحافظة على كيان منتخب الناشئين، على أمل الظفر بمونديال الشباب، والمنافسة الجادة على مونديال روسيا 2018، ثم قطر 2022، وهي إشارة إلى قدرة كليتشي إيهيناتشو وموسى يحيى وغيرهم من النجوم الصغار على انتزاع ثقة الجميع، وبث الطمأنية حول المستقبل الواعد للكرة النيجيرية مع كتيبة الصغار.
وقالت صحيفة «ذي نايشن»: «نسور 2013 الأفضل في التاريخ»، وأكدت أن هذه الحقيقة لا تحتاج إلى الكثير من الوقت لإثبات صحتها، فالمنتخب النيجيري للناشئين تحت 17 عاماً، والمتوج بمونديال الإمارات 2013، فاز في جميع مبارياته، وحقق تعادلاً واحداً أمام نظيره السويدي في مرحلة المجموعات، كما أنه أحرز 26 هدفاً طوال مبارياته بالبطولة والتي بلغ عددها 7 مواجهات، ودخل مرماه 5 أهداف، وهو بقياس ما له وما عليه وفعاليته الهجومية والتي تجلت في الوصول للمرمى 138 مرة في 7 مباريات، يعد المنتخب الأفضل ليس في نسخة الإمارات فحسب، بل في تاريخ المونديال سواء من الناحية الرقمية أو بالنظر إلى الأداء الراقي وفارق المستوى الواضح مع جميع منتخبات البطولة».
وكشفت صحيفة «الجارديان» النيجيرية عن كيفية تكوين منتخب الناشئين الذي أبهر العالم في مونديال الإمارات، مؤكدة أنه لا يوجد به لاعب واحد ينشط في صفوف الفريق الأول بأي ناد، وجميع اللاعبين لم يكن لهم أي نصيب من الشهرة والجماهيرية قبل انطلاق مونديال الإمارات، على العكس من نجوم بعض المنتخبات الأوروبية واللاتينية، في إشارة إلى الين خاليلوفيتش الذي يلعب للمنتخب الكرواتي الأول، وجابرييل لاعب البرازيل الذي يشارك مع الفريق الأول لنادي سانتوس البرازيلي، ولكن عناصر المنتخب النيجيري تم اكتشافهم من دوري المدارس، والأكاديميات الكروية، وصفوف الناشئين ببعض الأندية، ولكن الغالبية العظمى منهم أتوا من الأكاديميات ودوري المدارس.
وتتمتع نيجيريا بقاعدة ممارسة كروية كبيرة، في ظل وصول عدد سكانها إلى 175 مليون نسمة، ولم يتردد الاتحاد النيجيري لكرة القدم في تقديم الدعم الكامل، والإعداد الجيد لمنتخب الناشئين، والذي يقوده مانو جاربا وهو أحد خبراء التدريب لمراحل الناشئين، ويعمل معه النجم النيجيري الشهير إيمانويل أمونيكي أحد أشهر نجوم الجيل الذهبي للكرة النيجيرية ولاعب برشلونة السابق، كما قام الاتحاد النيجيري بإخضاع اللاعبين لاختيار كشف العمر «إم أر أي»، والذي يستخدمه «الفيفا» في الوقت الراهن لمعرفة العمر الحقيقي للاعبين المشاركين في بطولات «الفيفا» للناشئين والشباب، وسعى النيجيريون إلى التأكد من عدم وجود حالات تزوير في أعمار اللاعبين تجنباً لأي مشكلات أو تشكيك من جانب المنتخبات المنافسة.
وخلال مشواره وصولاً إلى قمة المجد خاض المنتخب النيجيري 3 مواجهات في تصفيات التأهل إلى بطولة أمم أفريقيا، نجح خلالها في تسجيل 21 هدفاً، وخلال البطولة التي أقيمت في المغرب في أبريل الماضي أحرز 18 هدفاً وصولاً للنهائي الذي شهد هزيمته على يد كوت ديفوار بركلات الترجيح، كما نجح منتخب النسور الذهبية في اكتساح الجميع في مونديال الإمارات 2013، محرزاً 26 هدفاً وهو رقم قياسي غير مسبوق، ليصل مجموع أهدافه منذ خوضه للتصفيات القارية وصولا لقمة المجد والحصول على المونديال إلى 65 هدفاً .
وفقاً لما نقلته الصحف النيجيرية، سوف يستقبل الرئيس جودلاك جوناثان بعثة النسور الذهبية اليوم في القصر الرئاسي في أبوجا، في إطار حرصه على دعم المنتخب.
وقالت صحيفة «الصن» النيجيرية: «تقديراً للإنجاز الكبير الذي حققه منتخب الناشئين يستقبل الرئيس بعثة المنتخب العائدة من الإمارات الأحد، وسط مشاعر من السعادة والفخر، وأشاد الرئيس بانضباط وسلوك اللاعبين، والتفاني من أجل الوطن، ووحدة الهدف التي أظهروها في مونديال الإمارات حتى حققوا اللقب، وأصبحوا أبطالاً للعالم، ويطلب الرئيس من اتحاد الكرة الحفاظ على هذا الجيل ودعمه بشتى السبل لكي يتمكن من جلب المزيد من البطولات والانتصارات في المستقبل».
وعلى الرغم من الاهتمام اللافت بمنتخب الناشئين تحت 17 عاماً في نيجيريا، سواء على المستوى الرسمي أو الإعلامي أو الشعبي، إلا أن المكافآت المالية التي تم تخصيصها لأبطال العالم قد لا تتناسب مع حجم الإنجاز الذي حققوه، حيث تشير لائحة الاتحاد النيجيري الرسمية إلى أن كل لاعب سوف يحصل على 7 آلاف دولار، وهي محصلة اجتياز الأدوار جميعاً وصولاً إلى النهائي، والمدهش في الأمر أن مكافأة التأهل إلى دور الـ 16 لم تكن تتجاوز 500 دولار لكل لاعب، ولكن من المرجح أن يتم تكريم المنتخب الواعد بواسطة رئيس البلاد وبعض الشركات والرعاة خارج إطار المكافآت الرسمية المخصصة من اتحاد الكرة النيجيري.
عدد اليوم
