الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

امرأة.. تهز عرش الميلان!

9 نوفمبر 2013 23:19
جميلة.. شقراء.. طويلة.. ممشوقة القد وذات أنف أذلف.. سليلة الحسب والنسب.. تملك المال والسلطة والشهرة.. وفوق كل شيء بيدها الناعمة مصير أنجح أندية إيطاليا وأكثرها شعبية دولياً، أصبحت تهز عرش الميلان بمجرد أن ترفع سماعة الهاتف. هي باربارا ابنة الملياردير الإيطالي الشهير سيلفيو بيرلسكوني رئيس ومالك الميلان؛ الابنة الكبرى من الزوجة الثانية التي حين كبرت لم تجد من مملكة أبيها الإعلامية شيئاً بعدما استولت مارينا الابنة الأخرى من الزوجة الأولى على شركات الدعاية والإعلام. لذلك قررت باربارا في أبريل 2011 أن تدخل مجلس إدارة الميلان لتزاحم فرعون الميلان ومديرها التنفيذي أدريانو جالياني الذي يشغل هذا المنصب منذ قرابة ثلاثين عاماً. عرش الميلان الإداري لم يهتز منذ أن سقط رئيس النادي كولومبو في فضيحة التوتونيرو (التلاعب بالنتائج 1980)، ومنذ أن استولى الرئيس اللاحق جوزيبي فارينا على ما في خزينة النادي من أموال ليتخذ من جنوب أفريقيا ملاذاً آمناً، تاركاً الميلان يغرق في مستنقع الافلاس. كان ذلك في 1986 وقتها كانت باربارا للتو تخطو خطوتين ثم تسقط طفلة بريئة يقبلها والدها بيرلسكوني بين عينيها قبل أن يستعد لمغادرة مقره الخاص على متن طائرته المروحية التي تهبط في مركز تدريبات الميلان معلناً نفسه رئيساً للميلان.. منقذاً الفريق من الإفلاس وصانعاً منه أعظم ما عرفته كرة القدم الأوروبية الحديثة. ومن وقتها وحتى وقت قريب لم يتورط أحد من أبناء الزوجة الأولى في دهاليز كرة القدم لتضرب جذور جالياني في النادي ضرباً بالغ التأثير والأثر، خصوصاً مع تفرغ بيرلسكوني للهموم السياسية والاقتصادية للدولة الايطالية. إلا أن باربارا كان لها رأيٌ آخر وهي تشاهد الميلان يبتعد عن مقعد الصدارة بفارق 19 نقطة؛ ويبتعد عن مقعد دوري الأبطال الاستراتيجي بفارق 16 نقطة؛ أصبح الفرق بين الميلان ومقعد الهبوط للدرجة الثانية فقط 3 نقاط، فقط نتيجة مباراة واحدة ونحن نستعد للدخول للأسبوع الثاني عشر. إنها أسوأ بداية للروسينيري منذ 1982 وهو الموسم الذي انتهى بالميلان هابطاً. لذلك لم تشأ الشقراء أن تلعب دور الصمت. فأثارت زوبعة في فنجان الإدارة. بعد الخسارة من فيورنتينا الموسم الماضي (2012-2013) قام بيرلسكوني بزيارة الميلانيللو، حيث مقر تدريبات الميلان مرتين في أسبوع واحد داعماً النادي في واحدة من أسوأ فتراته. والآن في موسم (2013- 2014)، وللمصادفة أيضاً، بعد الخسارة من فيورنتينا تقوم الابنة باربارا باتصالات مكثفة مع والدها تطلب منه تغير فلسفة النادي ومنهجيته الشرائية في الميركاتو. بل أصبحت تطلب بعض الملفات السرية والتي يأتي في مقدمتها العلاقة الغريبة في سوق الانتقالات بين الميلان وجنوه. لا أحد ينكر الوضع الاقتصادي المحرج الذي تمر به الكرة الإيطالية؛ ولكن فشل جالياني مؤخراً بالسوق ليس بسبب شح المال فقط بل يبدو إنه قد أضاع لمسته الذهبية؛ يكفي أن نرى قيمة العمل الرائع الذي يقوم به دانيلي برادي في فيورنتينا فهو استطاع الحصول على ثلاثة لاعبين من فياريال (المدافع جونزالو بمليونين؛ لاعب الوسط فاليرو بـ7 ملايين؛ المهاجم جوزيبي روسي بـ 9 ملايين) وهؤلاء الثلاثة يشكلون عمودا فقريا للفيولا الذي يبدع منذ موسم ونصف؛ ولكن جالياني حين ذهب لسوبر ماركت فياريال لم يشتر إلا زباتا الذي مرة ينكب الميلان ومرة ينكب نفسه بإصابة، بل حتى صفقات روما المميزة صحبة المدير الرياضي سباتيني وضعت إدارة الميلان بحرج شديد، وحتى اليوفنتوس استطاع الحصول على العملاق الإسباني يورنتي مجاناً والأباتشي تيفيز مقابل 9 ملايين؛ في حين الميلان يشتري ماتري بـ 12 مليونا وباتزيني بـ 7 ملايين وفوقها موهبة كاسانو. لقد صدقت حسناء الميلان حين طالبت والدها بتغيير فلسفة النادي في سوق اللاعبين، وسوف نرى في أقرب فرصة في يناير كيف سيكون تأثير باربارا على سياسية النادي. ولكن ماذا عن المدرب أليجري؟. قديماً، كان جالياني هو من يحمل حقيبة المدرب الشهير أريجو ساكي في الحل والترحال؛ ثم كان جالياني هو من يحمل في كفيه قدر ومستقبل المدرب الحالي ماسيميانو أليجري.. لكن مستقبل جالياني نفسه أصبح على طاولة الأنثى الشقراء. سعيد المنصوري | Saeedalmansoori81@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©