الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العرب متخلفون عن ركب السينمات القريبة والمستجدات زادت الإنتاج تراجعاً

العرب متخلفون عن ركب السينمات القريبة والمستجدات زادت الإنتاج تراجعاً
8 نوفمبر 2015 01:50
إبراهيم الملا (الشارقة) «السينما العربية بين الازدهار والنكوص» كان عنواناً للندوة التي احتضنتها قاعة ملتقى الكتاب مساء أمس الأول ضمن الفعاليات الثقافية للدورة الـ34 من معرض الشارقة الدولي للكتاب. تحدث في الندوة ثلاثة من المشتغلين في الشأن السينمائي المحلي إخراجاً وإنتاجاً ومساهمة أكاديمية وهم: المخرج الشاب حمد صغران، والشاعرة والمخرجة نجوم الغانم، والمخرجة والمنتجة أمل العبدولي، وقدم المشاركين الإعلامية سارة المرزوقي التي نوهت بداية إلى أن السينما العربية قادرة على فتح أبواب قد تبدو للوهلة الأولى مستحيلة أو ساكنة فقط في مخيلة المخرج العربي، ولكن يمكن نقلها إلى أرض الواقع من خلال الأمل والطموح والمثابرة، وهو توصيف ذكرته المرزوقي للتعبير عن حال الكثير من المخرجين السينمائيين العرب الذين يواجهون صعوبات جمّة ومتعددة الأشكال فيما يتعلق بعمليات الإنتاج، وحيازة التقنيات المتطورة، والميزانيات القادرة على نقل أعمالهم من أوراق السيناريو، إلى فضاءات التصوير، والعمل السينمائي الحقيقي أمام الكاميرا، وخلف كواليسها وتحدياتها التقنية. وقبل الشروع في مداخلتها استعانت المخرجة نجوم الغانم بإحصاءات عالمية حول مداخيل الأفلام وإيراداتها في بلدان غربية وآسيوية لتضع مقارنات بينها وبين إيرادات السينما العربية، فكان الفرق شاسعاً ومخيفاً ومقلقاً فيما يخصّ السينما العربية شكلا وإنتاجاً ووعياً مجتمعياً وثقافياً. وقالت الغانم: «إن السؤال الذي يفرض نفسه على حيثيات عنوان الندوة، هو أين موقع السينما العربية على خارطة السينمات الأخرى»، مضيفة أن الإجابة ستكون محبطة دون شك خصوصاً فيما يتعلق بتحديات إنتاج الفيلم الروائي الطويل الذي يفرض حضوره دائماً في صالات السينما والمهرجانات المختلفة حول العالم، كما أن الفيلم الطويل، كما أوضحت، هو الذي يحدد إمكانات ومواهب المخرجين، وإلى أي درجة وصلت الصناعة السينمائية في البلدان المنتجة لهذه النوعية من الأفلام والتي تتطلب عملا شاقاً، وميزانيات كبيرة وتحضيرات شديدة التنوع والثراء تقنياً وأدائياً ولوجستياً. وفي استدعاء للتحولات والانعطافات التاريخية أشارت الغانم إلى أن البلدان العربية التي حكمها الاستعمار الغربي لفترات طويلة، شهدت حضوراً سينمائياً من خلال الاستوديوهات التي أنشأها الأجانب هناك، ومن خلال تمويل بعض الأفلام المبكرة ومشاركة ممثلين ومساعدين عرب فيها، وأضافت أن العرب ما زالوا متخلفين عن ركب السينمات القريبة مثل الهند والفلبين وهونج كونج ونيجيريا، رغم وجود ثروات وإمكانات طبيعية كبيرة في الدول العربية. وقالت بأنه رغم وجود سينمائيين عرب مميزين إلا أن حجم الإنتاج العربي شهد تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الأربع الأخيرة، خصوصاً بعد التغيرات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلدان العربية المركزية مؤخراً مثل مصر وسوريا وتونس والعراق غيرها، والتي أدت إلى توقف الكثير من شركات الإنتاج وتقلص إيراد الصالات السينمائية بعد عزوف الجمهور، وتضخم المشاكل الاجتماعية. بدوره أشار المخرج حمد صغران أن إشكالات السينمائية العربية تتوزع على عدة عناصر منها غياب الجودة الفنية وارتباط ذوق الجمهور العربي بنوعيات معينة من الأفلام، وقلة الاهتمام بالجانب التقني وبجوانب أخرى مهمة مثل التمويل والتوزيع وضمور الطبقة المثقفة والواعية لدور السينما وأهميتها حضارياً وإنسانياً. ونوه صغران أن المتلقي العربي بات محاصراً بالنتاج التلفزيوني الضعيف فنياً وتقنياً الذي اعتاد عليه، ومن هنا فقد أثر هذا الذوق العام على المنتجين والمخرجين السينمائيين العرب أنفسهم، موضحاً أن الرقابة الخارجية والرقيب الداخلي عند كتاب النصوص السينمائية العربية، باتت عوامل تشكل عائقاً كبيراً أمام هذه السينما لتقديم أفلام أكثر جرأة وتحليلا وكشفاً للمشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، حيث إن التفكير الجمعي في منطقتنا، كما قال، مازال مشحوناً بالكثير من الريبة والتوجس بإزاء القضايا الحساسة والملحّة التي يمكن للسينما أن تساهم في خلق وعي مختلف تجاهها، وقراءتها من زوايا جديدة ومدهشة. أما المخرجة أمل العبدولي المتخصصة في صناعة الأفلام الدعائية والترويجية والتي تعمل أستاذة للإعلام في جامعة الشارقة، فعبرت عن رغبتها وحلمها في أن تواكب السينما العربية مسيرة السينما العالمية وأن يكون لها دور فاعل ومؤثر في هذا السياق، وأشارت أن السينما العربية لا ينقصها الخزين الثقافي والفني والتاريخي والحضاري، ولكن مشكلتها الأكبر، كما أوضحت، تتعلق بقلة الكوادر المؤهلة، وضعف التقنيات التي لا تستطيع أن تترجم هذا الزخم الفكري والإنساني إلى منتج بصري ناضج يخاطب الآخر وينقل إليه قضايانا وهمومنا وتطلعاتنا من خلال وسيط حافل بالرؤى والإبداعات والجماليات المعبرة عن خصوصية الثقافة العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©