الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«سليمان».. عن العواطف القاتلة والقتيلة

«سليمان».. عن العواطف القاتلة والقتيلة
8 نوفمبر 2015 01:51
محمد نجيم (الرباط) في منجزه السينمائي الأول: «سُليمان»، يُقارب المخرج المغربي محمد البداوي المُقيم منذ سنوات في إسبانيا، إشكالية اجتماعية يعيشها المجتمع المغربي في مدن الشمال، وتحديداً في مدينة «الحسيمة» حيث تدور أحداث الفيلم، وهي مدينة سياحية معروفة بجمال معمارها وشواطئها الممتدة. المدينة التي تستقبل السياح من مختلف أنحاء العالم، تحتضن أيضا شرائح من الفقراء الذين يعملون في الحقول وفي مجال الصيد البحري لكسب قوتهم اليومي، ومنهم بطل الفيلم «سليمان». ينقل لنا الفيلم المغربي/ الإسباني، تجربة إنسانية تُلامس هؤلاء الفقراء، وفي وصف سينمائي يحمل كل الأحاسيس الإنسانية، وبأبعاد شاعرية، يروي الفيلم قصة أسرة تتكون من: البطل «سليمان» الذي برع في تقمص أداء دوره مخرج الفيلم محمد البداوي، الزوجة «عائشة» والطفل «إسماعيل»، والذي تقمص دوره ببراعة فائقة الصبي الموهوب عمر بوعمار، المُصاب بمرض السرطان، وهو داء منتشر بكثافة في تلك المنطقة بسبب الغازات السامة التي استخدمها الإسبان لصد المقاومة المغربية التي طالبت بتحرير المنطقة من الغزو الإسباني، والى جانب البطل «سليمان» وزوجته «عائشة» وابنه «إسماعيل» هناك السائحة الإسبانية الشقراء «إيفا» وهو دور تقمصته الممثلة الإسبانية القديرة نينا إكونن، إضافة إلى زوج السائحة «إيريك». يسرد الفيلم كيف تنقلب حياة أسرة سليمان الصغيرة حين يتعرف على السائحة الشقراء التي سحرته بمفاتنها وتحررها وثقافتها الواسعة، فتنشأ بينهما علاقة حب عنيفة، وهى العلاقة التي تجعل «سليمان» ينساق وراء شهواته فيُهمل زوجته وابنه المريض. وحين تكتشف الزوجة المسكينة خيانة زوجها مع السائحة الشقراء «إفا» تترك بيت الزوجية لتعيش مع طفلها في كوخ من القصب بعيد عن بيت زوجها، وحين يكتشف زوج «إيفا» خيانة رفيقته يقرر العودة، وحيدا الى بلاده منهياً علاقته بها، ولم تفلح زوجة سليمان في لَمّ شمل الأسرة الصغيرة وإصلاح أخطاء الزوج العاطفية رغم ما بذلته من التضحية ونكران الذات في مشاهد ومواقف وصور درامية تشد المُتفرج إلى آخر لقطات الفيلم. وتنتهي أحداث الفيلم بمشاهد مأساوية حين يصبح البطل «سليمان» وحيدا، حيث سيفقد زوجته وابنه وتتخلى عنه السائحة الشقراء التي اختارت العودة الى بلدها ليجد نفسه أمام إحباطاته التي تقوده أمراض نفسية مستعصية. يُذكر أن هذا الفيلم صُوّر بالكامل في مدينة الحُسيمة، ويتحدث باللهجة الريفية التي ينطق بها أهل المنطقة التي ينتمي إليها المخرج محمد البداوي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©