الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصن عجمان متحف متكامل لفلكلور وتاريخ وحضارة الإمارات

حصن عجمان متحف متكامل لفلكلور وتاريخ وحضارة الإمارات
14 نوفمبر 2011 12:19
حضارة الإمارات تمتد جذورها وأصالتها العريقة إلى آلاف السنين، وتؤكد الشواهد الحضارية التي لازالت شامخة وصلبة وباقية تتحدى الزمن، أن الأجداد العظام عاشوا على تراب هذه الأرض الطيبة وعمروها بإرادتهم الصلبة وعزيمتهم التي لا تفتر، ومن أشهر القلاع والحصون والأبراج في دولة الإمارات، والتي كان لها دور كبير في حماية المنطقة من المهاجمين الاستعماريين “حصن عجمان”. الحصن المنيع حتى اليوم لم يعرف الباحثون السنة التي تم فيها إنشاء الحصن على وجه الدقة، وإن كان المرجح أن يكون قد بني أواخر القرن الثامن عشر، حيث استعملت في بنائه المواد المحلية المتعارف عليها في أبنية الحصون في تلك الأثناء، كحجارة البحر المرجانية الرسوبية، إضافة إلى الجص، وتم تسقيفه بخشب “الجندل”، وهو نوع من جذوع الأشجار التي كانت تجلب في السابق من شرق آسيا، وتعاقبت على الحصن عمليات الترميم والإضافة طوال القرنين التاسع عشر والعشرين، وحيث بقي مقرا للأسرة الحاكمة حتى عام 1970، حينما انتقل المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي ـ رحمه الله ـ “1928-1981” إلى الإقامة بقصر الزاهر، وتحول الحصن إلى مقر للقيادة العامة لشرطة عجمان للفترة من 1970-1981، وفي أواخر عقد الثمانينات من القرن 20 م أمر صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، بإعادة ترميمه تمهيدا لتحويله إلى متحف وطني لتراث الإمارات، يتبع الحكومة المحلية لإمارة عجمان، وقد استغرقت عملية الترميم الأخيرة أكثر من ثلاث سنوات، وأشرف عليها مجموعة من الخبراء المتخصصين، وقام بافتتاح المتحف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ في 20/5/1991م. معلم تاريخي يتميز حصن عجمان كأحد المعالم الأثرية في دولة الإمارات ويمتد به التاريخ عبر السنين، لينقل واقع الحياة في عصورها المختلفة. إن هذا المعلم التاريخي الشامخ هو سجل لمآثر الأجداد وتراثهم الخالد، ومن ثم تحول الحصن إلى متحف متكامل يحوي نماذج من المقتنيات الأثرية والصناعات والمهن التقليدية وصورا من الحياة الاجتماعية القديمة. إن البعد التاريخي للتراث الحضاري الذي يحتويه المتحف يمثل أهمية كبرى ليس فقط في كونه إرثاً عظيماً يعتز به شعب الإمارات العربية المتحدة بل لأنه يعد أساساً فكرياً لحركة النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة حالياً. ويهدف المتحف لتعريف الأجيال بطبيعة الحياة في مجتمع الإمارات في الحقب القديمة ومرحلة ما قبل ظهور النفط، في الوقت الذي يعاني فيه الجيل الجديد من سرعة التغير الاجتماعي في مختلف جوانب الحياة، كما يسهم في تعريف المقيمين والزائرين والسياح العرب والأجانب بتراث الإمارات ونمط الحياة فيها قبل اكتشاف الثروة النفطية، ويعتمد أسلوب العرض الحديث الذي يتبناه المتحف وتم تنفيذه وفقا لها على تصوير البيئة المحلية في الماضي تصويرا واقعيا عن طريق المجسمات بالحجم الطبيعي بملابسها الشعبية والأثاث التقليدي القديم، مع خلفية صوتية تضفي على المشهد مزيدا من الواقعية خلافا لما هو متبع في بعض المتاحف، حيث يتم عرض المواد كل على حدة داخل خزائن زجاجية منفصلة عن البيئة التي استخدمت فيها. أقسام المتحف يعد متحف عجمان واحداً من أبرز المتاحف في دولة الإمارات، ويتميز بتفرده وجماله وبهائه العمراني قبل ثراء محتوياته، انطلاقا من المبنى التاريخي الذي يضم معروضاته وهو حصن عجمان، الذي كان معقل الرئاسة والسلطة السياسية في إمارة عجمان، وخط دفاعها الأول في الماضي، وهو اليوم معلم تاريخي شامخ يضم سجلاً حافلاً لمآثر الأجداد وتراثهم العريق بما يضمه من نماذج فريدة من المقتنيات الأثرية والصناعات والمهن التقليدية، وصور زاخرة من الحياة الاجتماعية القديمة في الإمارات، ما شكل نقطة من أجمل نقاط جذب للزوار الراغبين بمصافحة تاريخ الأجداد. ويضم المتحف في الدور السفلي القبر الأثري، وأقسام بيوت الجريد والسفن والصيد البحري وإذاعة عجمان والزراعة والمطبخ القديم، ومخزن التمور، والطرب الشعبي، وقاعة الثقافة والتراث، والألعاب الشعبية والآثار، والوثائق والمخطوطات، والمجلس و”اليازرة”، وفيما بعد أضيفت له قاعتان خصصت الأولى للطب الشعبي الذي يضم قسما للاستشفاء بالقرآن، وقسما لعلاج تجبير الكسور، وأقسام لأمراض أخرى كانت شائعة في الماضي، ويقوم على علاج بعضها الرجال فيما تقوم النساء على علاج بعضها الآخر مثل “الحجامة”، والعلاج عن طريق الكي. السوق الشعبي القاعة الثانية في المتحف لا تقل تميزا عن الأولى فقد تم تخصيصها للسوق الشعبي، الذي يضم مجسمات عديدة، تمثل مهنا وحرفا وعادات شعبية كثيرة من بينها مهنة الطواش والحلاق والمحلوي والخياط والحداد والقطّان وبائع الحصر ومهنة بناء الجص، وصناعة النسيج وتجار الجملة والقهوة الشعبية، وقد تم تجسيد كل ذلك عن طريق تماثيل مميزة ومعبرة تم تصميمها وتصنيعها بدقة وحرفية عالية حيث تم تزيينها وإبرازها بجميع الاكسسوارات، التي كانت تستخدم في كل مهنة وحرفة على حدة. كما يضم المتحف غرفة الشيخ راشد - غرفة الهدايا التذكارية -الشرطة والمحكمة -الأسلحة -الأزياء الشعبية -غرفة المعيشة -المطبخ القديم -بيوت الجريد-الطب الشعبي -الصحراء -الغوص واستخراج اللؤلؤ- تاجر اللؤلؤ- الطواش- الصيد البحري-السفن - التجارة والنقل البحري - السوق الشعبي- محلات البقالة - محلات بيع التمور- الخبازين وصناعة الحلوى- العطار- الحلاق- الخياطة وتجارة الأقمشة - المقهى الشعبي- الزراعة- المطوعة - الآثار- الوثائق والمخطوطات - إذاعة عجمان - الألعاب الشعبية - الطرب الشعبي الحرف النسائية – البارجيل. الدور العلوي الدور العلوي للمتحف يضم قسما خاصاً للمغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي، ويضم غرفته الأصلية التي كان يعيش فيها، كما يعرض المتحف كافة مقتنياته الشخصية “كالبشت”، والأسلحة والدفاتر والهدايا التذكارية التي تلقاها خلال فترة حكمه، كما يضم الدور العلوي أيضاً أقساما للصور التاريخية والأزياء التقليدية والحرف النسائية والمطوعة والشرطة والمحكمة وغرفة المعيشة ومعروضات الأسلحة. إضافات متحفية مهمة استحدثت هيئة التراث والمتاحف والآثار بدائرة الثقافة والاعلام في أواخر العام الماضي، قسمين جديدين للمتحف، الأول يعنى بمهرة “قص الأثر”، والثاني باسم “المحكمة أيام زمان”، والهدف من إنشاء القسمين الجديدين هو تسليط الضوء على فترة زمنية قديمة من تاريخ دولة الإمارات، حيث كانت فيها عملية “قص الأثر” من أهم الوسائل المتبعة للتعرف إلى مرتكبي الجرائم والتائهين في الصحراء والبادية، والتعرف أيضا على نشاط أمهر “قصاصي الأثر” في تلك الفترة، أما قسم “المحكمة أيام زمان” فيهدف للتعريف بنظام التقاضي، وكيفية الفصل في الدعاوى من خلال القضاة الشرعيين والمدنيين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©