الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مروة غريب: أفخر بثقة الأهل وأصبحت قدوة لجميع أفراد عائلتي

مروة غريب: أفخر بثقة الأهل وأصبحت قدوة لجميع أفراد عائلتي
14 نوفمبر 2011 12:20
تلقت المبتعثة الإماراتية مروة مختار غريب أجمل رسالة نصية على هاتفها المتحرك، والتي أرسلتها الجامعة التي تدرس فيها، وتضمنت خبر نجاحها بالمواد التي تقدمت لامتحانها، حيث إنها في زيارة للدولة والأهل حالياً، وتستعد للعودة إلى الجامعة في أواخر شهر نوفمبر الجاري. وبسبب هذه الرسالة قفزت المبتعثة مروة غريب إلى اقرب كمبيوتر لديها لتدخل إلى موقع الجامعة لتتأكد من النتيجة التي حصلت عليها في الامتحانات، لتجد أنها الآن في السنة الثالثة من التخصص الذي تدرس فيه، كما أنها أتمت النجاح بدرجات عالية، لم تتوقعها، ويبدو ان الحظ وقف إلى جانبها، حيث أنها لم تملك الوقت الكافي للإجابة عن كافة أسئلة الامتحانات في معظم المواد التي قدمتها، ومع ذلك فهي انتقلت إلى السنة الثالثة والأخيرة من التخصص الذي اختارته وتدرسه وهو القانون التجاري في جامعة ديكن بمدينة ملبورن الأسترالية. كانت الأحلام غير مستقرة فيما ستدرسه مروة، فقد غيرت رأيها في التخصص الذي حلمت بدراسته مرات عديدة، غير أن العامل المشترك الأكبر في جميع أحلامها أنها قررت الدراسة في الخارج منذ كانت طرية العود في المراحل الابتدائية. وأول ماتبادر إلى ذهنها في طفولتها هو دراسة الطب البشري والتخصص في الجراحة، ونبع ذلك من فضولها في معرفة طبيعة الجسم البشري واكتشاف أسراره، لكن ولعها في مشاهدة الأماكن السياحية، ورغبتها في أن تجوب العالم لتزور أهم معالم الدول، جعلها تغير في خطة مستقبلها كي تدرس الطيران المدني والتجاري، ولكنها عندما نجحت في الثانوية العامة، اتخذت القرار النهائي، وتوجهت لدراسة القانون وذلك بسبب قربها من والدها وحبها الكبير له وزهوها به، فهو خريج قانون عام، ولأنها تعشق التميز فقد اختارت فرع القانون التجاري، والدافع في أن تكون مختلفة عن الأخرين كان من أشد العوامل التي حثها على الدراسة في الخارج، وعن ذلك تقول مروة : «أحلم منذ صغري أن أكون مختلفة عن كل أقربائي، وحيث أني أول شخص من العائلة يدرس في الخارج، فهذا ميزني، حيث تبعتني أختَي التوأم في ذلك ومن ثم بنات خالي حيث حصلن على بعثة أيضاً، وأصبحت القدوة في العائلة كما يقول لي والدي، وأشعر بالفخر لذلك»، وعن فيما إذا واجهت أية ممانعات من العائلة في السفر للخارج تضيف مروة: «قبل الثانوية ومع التشجيع الكبير الذي حصلت عليه من والدي اضطرت والدتي الخائفة والرافضة لسفري إلى القبول بعد اقناعها من قبل والدي، خاصة اني البكر في أسرتي، لأفاجأ بوالدتي بأنها صارت تشجعني بعد حصولي على الثانوية، مع اني كنت أرى الخوف في عينيها». طيران ودفء بعد انهاء اجراءات القبول في جامعة ديكن بمدينة ملبورن الأسترالية، ولما تتمتع به من مستوى مرموق، والتي تمت بشكل سريع ومن دون أية عقبات تذكر، حان وقت المغادرة ولملمة الأوراق المبعثرة.. شعور جميل تملك مروة، كانت تريد أن يمر الوقت بشكل سريع، لدرجة أنها أحست بأن الزمن تجمد في مكانه.. وعن توديع والدتها وباقي الأهل في المطار تقول: «مشاهدتي لهم وهم يبكون عكر صفو حماستي، لكن سرعان ما اختفى هذا الشعور والفضل يعود لوالدي الذي كان برفقتي، وكان يمازحني ويقول لي كم هو فخور لما وصلت إليه وأني رفعت رأسه ورأس والدتي لأني حصلت على بعثة وأني أول شخص من العائلة سوف يدرس في الخارج»، وتضيف: « والدي رافقني في سفري وهذا الذي بعث في قلبي الطمأنينة، لدرجة أني طول مدة الرحلة، التي تجاوزت الأربع عشرة ساعة، كنت نائمة في حضنه، وكان هذا الشعور الأجمل الذي اختبرته في حياتي». صعوبات وصداقات بهبوط الطائرة، وفي أول خطوة لمروة داخل الأراضي الاسترالية، شعرت بالحماس الذي تحول لطاقة كامنة ساعدتها على تجاوز كل الصعوبات التي قد يتعرض لها الطلبة المبتعثون بعد وصولهم عادة، خاصة أنها قامت بتنظيم أمورها قبل السفر تحضيراً ليوم وصولها وذلك من خلال استفسارها من «منتديات شبكة طلبة الإمارات» والتي ساعدتها كثيراً في أن تكون على دراية بما سوف تواجهه بعد سفرها، حيث كانت على علم مسبق بكافة تفاصيل المنطقة التي توجد بها الجامعة، إلا انها تعترف بمواجهة بعض الصعوبات عندما تعمقت في الدراسة التي تختلف بنظامها عما تعود عليه الطالب في دولته وخاصة خريج الثانوية العامة الذي يدخل الجامعة مباشرة من دون دراسة لغة أو دراسة تأسيسية « فاونديشن» وهذا ما جرى معها في البداية، ثم مالبثت أن واجهت صعوبة في تكوين علاقات مع أصدقاء من جنسيات مختلفة ولكن سرعان ماتجاوزتها، تقول مروة عن ذلك: «في البداية واجهت صعوبة لأني كنت أرى أنهم مختلفون من ناحية الفكر والعادات والثقافة، لقد أخطأت في التقدير، ولكن الحمد لله سرعان ما وجدت الأصدقاء الجيدين ووطدت علاقتي بهم وإلى الآن صداقتنا مستمرة». وتصف مروة الشعب الاسترالي بالودود، ودائماً مايستقبلونها بالابتسامة والترحيب. اشتياق للأهل ولاتنكر مروة اشتياقها للأهل وتحلقها مع الأسرة حول مائدة الطعام، خاصة وأنها لا تجيد الطبخ، وتغلبت على ذلك بانضمامها إلى رابطة الطلبة المسلمين في جامعة ديكن الذين كانوا ينظمون وجبات يومية، ولا تنسى المبادرة الجميلة من الجامعة في رمضان الفائت، حسب ما أشارت مروة، حين قدمت إفطاراً يومياً لجميع الطلبة المسلمين. وتمارس مروة العبادات في مصلى الحرم الجامعي، وتشير إلى أنها لم تعان من أية مضايقات كونها مسلمة. مواقف طريفة مع وجود العديد من الفروقات التي لاحظتها المبتعثة مروة في طبيعة الحياة بين الإمارات وأستراليا، تفاجأت بالعديد من الحوادث التي مرت بها خلال مشاركتها الحياة العامة مع بعض الأستراليين، فقد سألوها عدة مرات عن أمور دفعتها للضحك، من سطحية التفكير بين الطلبة الأستراليين، كما أن معظمهم لايملك معلومات جغرافية حيث لاحظت ضحالة الثقافة العامة لديهم، حتى أنهم كانوا يعتقدون أنها من دولة أندونيسيا المجاورة، حيث أبدى البعض استغرابهم من كونها قادمة من دولة عربية، لاعتقادهم بأنه ممنوع على النساء الخروج من المنزل!!، ولكنها وبالاشتراك مع العديد من الطلبة العرب والمسلمين ساهموا بتغيير نظرة من قابلوهم على الأقل، علماً أنها النظرة السائدة هناك. ولكنها في نفس الوقت تكبر في الشعب الاسترالي أنهم يحترمون الآخرين، ووجدتهم دائمي الشكر لمن يقدم لهم خدمات عامة، بينما لاتجد ذلك في بعض الشباب العربي. هوايات وأنشطة تهوى مروة المطالعة وخاصة الروايات البوليسية، وتشارك في بعض الأنشطة والرحلات الجماعية التي تنظمها الرابطة الاسلامية في جامعة ديكن، والتي تضم طلبة الجامعة المسلمين، وتتبادل الزيارة مع أصدقائها الطلبة في المدن الأخرى وخاصة في المناسبات، كما أنها دائما ماتكون في صحبة الطالبات الإماراتيات في نفس الجامعة ويبلغ عدهن خمس طالبات وواحدة منهن تدرس معها في نفس الاختصاص. كما تستثمر وقت فراغها في الخروج في نزهة مع صديقاتها، مثل الاستمتاع بقضاء وقتها في الحدائق العامة وزيارة حدائق الحيوان. وكثيراً ما تحن مروة إلى البحر في دبي، لأنها تعشق الجلوس أمام البحر والتأمل في خلق الله، وكثيراً ماتفتقد والديها، الأمر الذي يحملها على البكاء أحياناً ولكن عصر التكنولوجيا الذي ينعم به العالم حالياً خفف عنها وطأة الشوق، لأنها تتواصل مع العائلة من خلال المكالمات المرئية عبر الإنترنت، ما يساعدها في تحمل الغربة، كما أنها تزور الدولة ثلاث مرات سنوياً حسب ماتقول. طموحات تطمح المبتعثة مروة مختار غريب للعودة إلى الدولة بعد التخرج قائلة: «أطمح أن أتخرج وأرجع إلى بلادي بشهادة ترفع الرأس وأرى فرحة نجاحي وتخرجي بعيني والدي الحبيبين، وأرى كم هما فخورين بي.. وهدفي الآخر هو أن أتميز وأساند والدي في مجال القانون»، وتضيف: «لدي الكثير من الطموحات أريد أن أحققها، وأهمها أن أشارك في تقدم وطني ورفعته».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©