السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دعم الأميركيين لأحد زعماء الحرب اختبار حاسم لسياسة جديدة

22 فبراير 2010 00:49
قال مسؤولون عسكريون وخبراء مستقلون إن الولايات المتحدة تساعد زعيم حرب أفغانياً كان عدوا لدودا لها للسيطرة على منطقة واقعة على حدود باكستان. وتشكل استراتيجية دعم الملا صديق بصفته الحاكم الفعلي لمنطقة كامديش شرق ولاية نورستان، جزءا من محاولة أوسع لإحلال الاستقرار في أفغانستان لتتمكن القوات الدولية من مغادرتها. وصديق قائد سابق للحزب الإسلامي المجموعة المسؤولة لسنوات عن هجمات على قوات التحالف والجيش الأفغاني والمدنيين. ويسبب الدعم الأميركي لصديق الذي قال إنه يريد الانضمام إلى حكومة الرئيس حميد كرزاي ضد طالبان، خلافا بين طاقم السياسة الخارجية الأميركية في أفغانستان والعسكريين. وقال ضباط كبار إن صديق يمكن أن يؤمن دعم سكان نورستان لكرزاي ويسمح باختراق في المعركة ضد متمردي طالبان. لكن المسؤولين في الخارجية الأميركية وخبراء مستقلين يخشون أن يكون صديق يسعى إلى تحالف مؤقت مع القوات الأميركية لدحر الفصائل المحلية لطالبان قبل أن يسيطر على المنطقة الحدودية الجبلية ويجعلها معقلا له. وقال القومندان راسل ماكورماك الذي يترأس فريق إعادة الإعمار في ولاية نورستان إن الولايات المتحدة يجب أن تعمل مع صديق. وأوضح ماكورماك أن صديق “كسب تأييدا شعبيا هائلا بمحاربته طالبان وإعطاء أمل في المستقبل عن طريق الحكومة المركزية التي ستنقل المدارس والتنمية والحياة إلى القرن ال21 وليس إلى القرن الخامس عشر”. وأكد ماكورماك أن صديق الذي يرأس المجلس المحلي في كامديش يشكل أحد السبل لتسوية الوضع في أفغانستان. وتشكل هذه الخطة جزءا من استراتيجية جديدة لمكافحة التمرد لتعزيز ثقة الناس في حكومة كرزاي وإنهاء الحرب. ومع الإعلان عن بدء انسحاب القوات الأميركية في يوليو 2011، أطلق كرزاي الشهر الماضي دعوة الى “المصالحة” مع المتمردين. ويجري اختبار هذا التكتيك الجديد في ولاية هلمند ايضا في الجنوب الافغاني حيث يشن 15 ألف جندي من القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (ايساف) ومن الجيش الأفغاني هجوما على مرجه التي يسيطر عليها متمردو طالبان ومهربو المخدرات منذ سنوات. وبينما يشكل الهجوم على مرجه احد جوانب خطة الرئيس باراك اوباما في افغانستان، قال خبير في شؤون نورستان إن التفاؤل في الاتفاق مع صديق ليس سوى آمال يبنيها القادة الأميركيون في مواجهة يأسهم المتزايد. وصرح الأستاذ الجامعي الأميركي ريتشارد ستراند الذي يزور نورستان بانتظام منذ 1967، في اتصال هاتفي من اريزونا “ندعي أننا تمكنا من تغيير هذا الرجل وانه يحاول الآن إقناع الناس بالتخلي عن طالبان والقاعدة للانضمام إلى الحكومة لكنني اشكك في نجاعة هذه الخطة”. وجاء الدعم الأميركي لصديق بعدما قتل ناشطون ثمانية جنود أميركيين في كامديش في اكتوبر الماضي بينما كانت الولايات المتحدة تنسحب من شرق ووسط نورستان. ويخشى عدد من المسؤولين الأميركيين في كابول أن يكون صديق يستخدم العسكريين. وكان صديق أحد قادة “الحزب الإسلامي” الذي يتزعمه زعيم الحرب القوي قلب الدين حكمتيار. وأعلن هذا الفصيل الشهر الماضي انه منفتح على الحوار. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية متخصص في شؤون غرب أفغانستان طالبا عدم كشف هويته إن “العسكريين مهتمون جدا بصديق ويريدون كسبه وكسب تأييده لمعسكر الحكومة”. لكنه تساءل “هل يشكل هذا اختراقا أم أن الأمر يتعلق برجل ذكي يستخدم أي تحالف ليتمكن من الانتصار على عدوه، أي طالبان في منطقته، الذي سيفعل ما يريده ليرضيه؟”. وأضاف هذا المسؤول أن صديق طلب مقابل تعاونه منحه حق تعيين قادة الشرطة والمسؤولين المحليين. وتابع أن “العسكريين يرون في الملا صديق “صوت الشعب” لكنه في الواقع زعيم حرب محلي واذا قام بتعيين كبار مسؤولي الشرطة والإدارة سيكون هؤلاء موالين له”.
المصدر: كالاجوش، أفغانستان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©