الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تحديات المسرح العربي.. والروائي وهويته المزدوجة

تحديات المسرح العربي.. والروائي وهويته المزدوجة
10 نوفمبر 2013 00:14
عصام أبو القاسم (الشارقة)- تزايدت على نحو لافت نسبة جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس الأول، وازدحمت كل أروقته وأجنحتها بأطياف مختلفة من البشر وبدا الحضور الآسيوي أكثر وضوحاً في هذا الإطار، كما كان لافتاً هنا تدافع بعضهم بالمناكب، على نحو ما يحصل في صفوف الخبز ببعض البلدان، لئلا يفوتوا على أنفسهم تخفيضات بعض دور النشر الآسيوية لأسعار كتبها. لكن التزاحم الذي شهدته عطلة نهاية الأسبوع اقتصر على محلات بيع الكتب، الأكاديمية منها على وجه التحديد، فيما حضر جمهور أقلّ ـ وهو أمر تسهل ملاحظته ـ الندوات التي نظمت في مواقيت متزامنة في عدد من القاعات بصالة إكسبو الواسعة. تحديات المسرح مما تابعناه ندوة غابت عنها المسرحية المصرية الرائدة فتحية العسال وشارك فيها كل من ميساء الشامسي وإسماعيل عبد الله وإبراهيم السعافين وأدارها محمد غباشي وهي جاءت تحت عنوان «تحديات المسرح العربي». تكلمت ميثاء الشامسي أولاً منوهة إلى الدعم الكبير الذي ظل يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، دفعاً وتطويراً للحراك المسرحي المحلي والعربي. وقالت ميثاء، التي حازت جائزة المعرض عن كتابها “درامية الأقنعة في مسرح القاسمي”، إن البنية التحتية المسرحية المتينة التي تعرفها الشارقة، إضافة إلى الحركية العالية التي ظلت تطبع مسيرة النشر المسرحي فيها وكذلك المناسبات والفعاليات المسرحية التي يجري تنظيمها بصفة دورية.. كل ذلك ساعد كثيراً في إحداث دينامية مسرحية وحفز أهل المسرح على الابتكار والتحديث. وأشارت الناقدة الإماراتية إلى ما تميزت به العروض المسرحية الإماراتية في السنوات العشر الأخيرة، مبينة أنها تطورت كثيراً وحققت مكانة مائزة في المشهد المسرحي العربي. من جهته، قال إبراهيم السعافين إن التحديات هي جزء من مسار المسرح العربي منذ بداياته وتطرق في هذا السياق إلى جملة من الأنشطة التي نظمتها اتحادات ونقابات مسرحية عربية في سنوات ماضية، مشيراً إلى أن الأسئلة المقلقة والصعوبات هي ذاتها وأنها ظلت تكرر نفسها في كل مرة؛ ومنها مسائل متعلقة بالكيفية التي يجب أن يكون عليها تعاطينا مع التراث وكذلك مهارات الأداء التمثيلي والإخراجي إضافة إلى فعالية النقد وحيويته. وفي هذا الجانب دعا السعافين إلى وضع استراتيجية جديدة تكون مستلهمة من الطبيعة المغايرة للوقت الراهن والذي يتميز بطابع تواصلي وتفاعلي بين كل جهات العالم، وكذلك شدد المسرحي المعروف على ضرورة الانتباه إلى وضع المسرح في المناهج التعليمية، وقال إن خطوة كهذه كانت بذلت في وقت سابق إلا أنها لم تتطور وبقيت في الأغلب مجرد أمنية. وتطرق السعافين أيضاً إلى الخطورة التي يمثلها المسرح التجاري بخاصة في نسخته المسفة التي تسعى إلى الإضحاك والتسلية السلبية، من دون وعي بحساسية هذا الفن وبالتأثير المباشر لرسائله وخطاباته. وعن الواقع العربي المتخلف في علاقته بالمسرح، قال السعافين إنه يستغرب قول البعض إن الواقع المتردي لا ينتج إلا مسرحاً على هيئته: ذلك حكم قيمة لا أتفق معه وأرى أن المسرح يمثل أداة نهوض وتطوير. واختتم السعافين حديثه داعياً إلى اهتمام أكثر بالنص المسرحي.. طباعته وتوزيعه وترسيخه. وأكد إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية، فكرة أن التحديات ظلت مرتبطة بالمسرح العربي منذ بداياته، ولكنه لفت إلى الكلفة العالية التي يمكن أن تمثلها الأحوال الكارثية التي تعيشها حواضر عربية مثل بيروت ودمشق والقاهرة وتونس في الوقت الراهن، وقال إن هذا الواقع الجديد الذي فرضته التحولات السياسية الأخيرة لا أحد يستطيع أن يقدّر أثره المستقبلي على حضور المسرح، وأضاف: أخشى ما أخشاه هو أن تحتاج هذه الحواضر وقتاً طويلاً حتى تستعيد سيرتها الأولى مع الثقافة والفن والجمال. وأعرب الكاتب المسرحي الإماراتي عن خشيته من أن يمتد أثر القوى الظلامية ويعيق مسيرة الثقافة العربية برمتها وقال إن التحدي الأبرز الذي علينا مقاومته هو هذا. وفي ما يتعلق بالمسرح الإماراتي وتحدياته، ذكر عبدالله أن صاحب السمو حاكم الشارقة استشعر باكراً ومنذ السبعينيات المخاطر التي تحيط بفن المسرح، ومن هنا بذل ما بذله لأجل حمايته ورعايته وتطويره فأقام العديد من البنيات التحتية (المسارح، المنشورات، المهرجانات، المسابقات)، وآخر ما حصل في هذا الاتجاه التطويري الذي وقف عليه سموه تمثل في إطلاق الهيئة العربية للمسرح التي سعت منذ تأسيسها 2007 إلى استنهاض الحركة المسرحية العربية، عبر مشاريع وبرامج متعددة جرى إعدادها وتنظيمها بمشاركة قطاع واسع من المسرحيين. وركز عبدالله حديثه على مشروع “الاستراتيجية العربية لتنمية المسرح”، الذي أعدته الهيئة ورفعته لمؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي ينعقد الشهر المقبل لإجازته واعتماده. بين ثلاث هويات من جهتها، قالت الروائية السودانية ليلى أبو العلا، في ندوة بالمعرض، إنها لم تكن محجبة في الجامعة “درست في اسكتلندا” بل كانت مواكبة للموضة والعصرية، وحكت صاحبة “المترجمة” عن مغالبتها مشاعر العداء التي طغت في الغرب ضد المسلمين في تسعينيات القرن الماضي على خلفية حرب الخليج ومع صدور الفتوى ضد الروائي سلمان رشدي، وذكرت أن وسائل الإعلام الغربية كانت تذكي خطابا عموميا ضد العرب والمسلمين، استنادا إلى بعض الوقائع وأن قلة من المسلمين كان يتاح لهم الدفاع عن دينهم وهويتهم في تلك الميديا المؤثرة ولكنها لم تكن بين أولئك الذين أتيح لهم أن يتكلموا، ولذلك توجهت إلى كتابة القصص التي وجدتها وسيلة مهمة لتقديم وجهة نظر ما. وتطرقت أبو العلا في الندوة التي أدارتها الكينية ليلى دبورا إلى علاقتها بالإذاعة والبير كامو وكيف أن صلتها مع الجمهور انطلقت من علاقتها بالراديو. وفي إجابتها على سؤال فيما لو كانت ترى أنها “مواطنة عالمية” باعتبار أن والدها سوداني وأمها مصرية وعاشت حياتها في بريطانيا وتعيش الآن في أبوظبي؛ ذكرت أبو العلا بعض الفروقات وقالت إن المرء لا يستطيع أن يكون بلا انتماء وفي هذا الإطار قالت إنها عاشت طفولتها في السودان، واعتادت على نمط المعيشة في الخرطوم ولكن لسانها تأثر قليلا بلهجة أمها المصرية، مشيرة إلى أنها كانت تتلقى ملاحظات من المصريين على لهجتها السودانية والعكس أيضاً. وتناولت أبو العلا أيضاً علاقتها بالأمكنة مبينة أن من الصعوبة بمكان التحقق من مسألة الانتماء إلى مكان محدد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©