الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمي حياتي

أمي حياتي
23 نوفمبر 2014 00:44
عندما نكون صغاراً يكون حضنها عالمنا.. وعندما نكبر قليلاً يكون طرف ثوبها دليلنا.. وحين نصبح في عمر السابعة: تكون الأمان عند عودتنا من المدرسة.. وفي العاشرة: هي المرأة ونحن نمتص من كلامها وتصرفاتها ما يبصم شخصيتنا.. وفي الثانية عشرة: تصبح الصديقة في لحظة والعدو عند الغضب، لكننا لا نستطيع النوم من دون ابتسامتها.. وفي الرابعة عشرة: نهرب منها لنؤكد استقلالنا في محاولات مضحكة.. وفي السادسة عشرة: نواجهها بأنها جيل ونحن جيل آخر! وفي الثامنة عشرة: لا نفرح بنجاحنا إلا من خلال فرحة عينيها ودمعة زهوها.. وفي العشرين: قد نودعها لنلتحق ببعثة أو نظن أننا نسيناها إزاء حب العشرين العاصف.. وفي الرابعة والعشرين: نخجل من قبلتها أو توددها وحرصها ونتأفف لأننا لم نعد أطفالاً يا أمي! وفي الثلاثين: ننشغل بزواجنا وأبنائنا وقد نهاتفها أو نزورها.. وفي الخامسة والثلاثين: تجمعنا وعائلاتنا الصغيرة، فنحاول أن نوازن بين انشغالنا عنها والبر بها.. وفي الأربعين: تداهمنا لحظات الصحو بين وقت وآخر. أريد أمي.. أريد أن أعود إلى حضنها وأتذكر أكلاتها الشهية وكلماتها الظريفة.. أما ما بعد الأربعين.. فنكتشف فجأة أننا أصبحنا نسخة منها وما كنا نرفضه من توجيهاتها نكرره مع أبنائنا، وما كنا نغفله من حكمتها أو نتجاهله من نصائحها يداهمنا بقوة لأنه يجري في دمنا وفي إيقاع نبضاتنا.. أسامة محمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©