Tuesday 23 Apr 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بارقة الصحراء ريق الهوى.. بلل العراء

بارقة الصحراء ريق الهوى.. بلل العراء
1 نوفمبر 2012
أنت الناقة، أنت المهجة الرقراقة، أنت الولوج في الرمل، والنوايا الصادقة، أنت الحلم البهيج، والعبق والأريج، والنافلات الغارقات من عَرَقٍ وأرق، وعبق ورمق، وطفقٍ ومِزقٍ، ورِتقٍ، وعنقٍ، وصدق، ورزقٍ، وبرْقٍ، وفَلَقٍ، وعَلَقٍ، وغَسَقٍ، وأفقٍ، وشبَقٍ، وطرُقٍ، وبسَقٍ، ونسقٍ، وسُحقٍ.. أنت الحليب النجيب، الأريب، اللبيب، العجيب، الغريب، الرهيب، المهيب، الصبيب، الحبيب، السكيب، القشيب، الرحيب، الرطيب، الشبيب.. أنتِ.. أنتِ، ولا سواك في الأرض، فارعة، مانعة، دامعة، رافعة، بارعة، رابعة، نافعة، سامعة، شافعة، جمعة، خاشعة، قابعة، ضارعة، صارعة، ذارعة، زارعة، قارعة، كارعة، ماكرة، باكرة، شاكرة، ساكرة، ذاكرة.. أنت العقال والمقال والسؤال، والموال، والأحوال، والجدال.. الحوار المتجدد أنت الحوار المتجدد، في ثنايا الرمل، أنت الدُّوار المتمدد في حنايا الأمل، وأنت المسافة ما بين نقطة ونطفة، وما بين لحظة وحقبة، وما بين عقدٍ وعنق، وما بين بين، بيانك ولسانك، وتبيانك، وبنيانك، وشأنك، وأشياؤك، ورفقة الظل، والخل، والنشيد الصحراوي الشجي، واحتمالات اللظى في عروق السابحين على كثيب ووجيب. أنتِ قارئة الفنجان، عندما تشوى القهوة لسان الريح، وتذهب بالمزاج البدوي، عرفاً وعرفاناً، ومعرفة، وتجدل الصحراء شعر النوق، بتعرق العاشقات، ومن في قلوبهن دنف وكلف. أنتِ، في المحنة منحة، وفي خضم الرافلات ثوب الفاقة، تحدبين من تجاويف الرمل بللاً، ومن غدير الهوى تسكبين الرغاء رضاباً، حلواً شهياً ندياً، فتياً عطياً، سخياً، صفياً، وفياً، جلياً وتجلين عن كواهل ونواهل، وسواحل، ومفاصل وفواصل، ما أرَّق وعذَّب. أنتِ الجبل الخالد، السارد، حكايات رحلة الشتاء والصيف، وإيلاف الناس في الغياب القسري، في أتون الزمن.. وأنتِ الفضيلة والوسيلة، والحصيلة، والنبيلة، والجليلة، والأسيلة، والجميلة، والقبيلة، والفصيلة والجزيلة والدليلة.. أنت الجملة الفعلية، في عبارة الصحراء، أنت الفكرة الجدلية في فلسفة الشموخ، أنت الطلقة والانطلاقة، واللباقة واللياقة والأناقة.. أنتِ الطريق والرفيق والصديق والشقيق، والشفيق والبريق، والرحيق والسحيق.. أنتِ الخطوة والخطوط والخطا، وخطة الزمن الجميل، في النشوء والارتقاء، والقبض على جمرات اللظى، بكف وطرف وكتف، وتخصيب الأشواق، بأحداق تومض ولا تغمض، تفض ولا تنفض، ترفض ولا تحرض، تقرض ولا ترفض، وتملأ الوجدان بأشجان الخبيب والدبيب، ورائحة المسك، في الأبدان المبللة بالتعب. أنتِ الصدفة، أنتِ الورطة اللذيذة، ونبيذ الوقت الحالك.. أنتِ الحديث الأزلي والحكاية الأبدية، أنتِ رواية الصحراء، لم يكتبها أحد، غير الواحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد.. وأنتِ النسيج والوهج، في عيون امرأة، خرجت في الصباحات الباكرة، ترعى وتسعى، ودعو وتُدعى، وتراوغ العراء بحثاً عن مرعى، لتخصُب وتحطبُ، وتعشبُ، وتطربُ، وتحدبُ، وتصخبُ، وتصحبُ، وترتبُ وتهذبُ وتشذبُ، وتدربُ، وتسكبُ، وتحلبُ، وتخلبُ، وتجلبُ، وتسخبُ، وتشجبُ، وتسحُبُ، وتسربُ وتشربُ، وتطنبُ، وتحسبُ وتغربُ، وتعربُ. أنتِ كنهوض إمرأة، تنهدُ وتحصدُ، وتفندُ، وترعدُ، وتسردُ، وتغردُ، وتغردُ وتجردُ، وترددُ، وتبددُ، وتمددُ، وتحددُ، وتسددُ، وتشردُ، وتحردُ، وتنددُ، وتنشدُ، وتقصدُ، وتحمدُ، وتمجدُ، وتجددُ. أنتِ كعنفوان إمرأة، تحمل على كتفها أشواق الأيام، وأحلام تزدهر، كنبت المطر، وريعان صبا، يشعشع ويشقشق، ويرتقي قماشة الصحراء، بالأغاني والأماني، والانتماء إلى حضرة المضارب، والمناكب، والسواكب، والعواقب، ما ظهر منها وما بطن، وما تحرك وما سكن، وما جاش وما نابه الشجن.. أنت كامرأة، توارت عند تلة تسأل الله أن يحيي ضمائر الرجال، وأن يفنوا العمر، لخاطر عيني إمرأة، تشهت البلل، وناخت عند ربوة مبتهلة، متبلة، متزلزلة، من رفيف الطرف، ورجفة البدن، من رعشة هزت أطراف الليل، وردماً من النهار، من نخوة أنثوية، أشد مضاضة على القلب من جلجلة الرعد، من صبوة ترج الأرض رجاً، وتهز الجبال هزاً، وتسجر البحار سجراً، وتميد لها النجوم والغيوم. أنتِ والذي سوّاكِ لا سواكِ إلا أنتِ، أغنية الصحراء، أمنية البدوي العفوي، وسارية الرمل، عندما يعلو العنق قامة الأفق، وتبدين أعلى من “الغاف” وأعلى شموخاً من الغيم، تبدين قامة وقوامة واستقامة، تبدين إشراقة الصبح، ولباقة المساء، عندما تنسحب خيوط الشمس حريراً، والرعاة يمشون مجللين بالأحلام، مبجلين بالتساقي والتلاقي وإشراقة المآقي. أنتِ.. كأنثى بالغت في الصحوة، وألغت جل المواعيد، والحصص، وتفرغت لأجل أن تعطي الصحراء من نحيب ووجيب، وأن تهدي الزمان رونق الإتقان في الإتزان، وأن تفي ولا تخالف، وأن تعفو وتصفو، وتملأ وعاء الكون، بضجيج وعجيج، وأن تمارس الحب بوفاء النبلاء وصفاء النجباء، فلا تُفْرط ولا تُفَرط، ولا تحط ولا تشطط. أنتِ القصيدة التي لم يكتبها شاعر، بل حفرتها السماء على الأرض، بالنون والقلم، والله العالم والعَلَمْ، ولا سواه فواه وكلِمْ، وأنت في الرسم والوشم، والختم والحلم والفهم، والعلم والدم واللحم، والغيم والنجم، أنتِ النفرة والعِبرة والعَبرة والنبرة والسدرة والقدرة، والفكرة والصخرة والسفر والسفِرة، والخبر والخبرة، والسهر والسهرة، والبدر والبذرة، والجذر والشجرة، أنت البحر وأنت النحر، وأنت الأسور وأنتِ القشيب الأخضر، أنتِ الدر وأنت الضجر، وأنت النهر، وأنتِ الحُوَرُ، وأنتِ المدار وأنتِ الكِبرُ. الناقة والمسافرين أنتِ الرحلة في عيون المسافرين، السافرين عن وعي ودعاء، الرافلين بأجنحة الجموح والطموح. أنتِ الناقة.. والسابحات سبحاً والقادحات قدحاً، والراحجات رحجاً، والصادحات صدحاً، والمشيدات صرحاً، والكادحات كدحاً، والناصحات نصحاً، والنافحات نفحاً، والناضحات نضحاً، والمدبرات أمراً. أنت الناقة، الراجلة المسترسلة، المستبسلة، الباسلة، النابلة الفاضلة الفاصلة، الحادبة المتحدية، المتحدة والرمل، والناس، القابضة على حجر الهوى واللظى، المرتلة المتبتلة، المبتهلة، القديمة قدم الإحساس والحواس، الرحيمة برحمة التراب، والأسباب وما تفطر في الثنايا والسجايا، خببتِ وما خِبتِ يوماً، صببتِ وأصبتِ وصبوتِ، وشبّتْ جوانحك، وما شِبْتِ وما نِخْتِ، وحطَّتْ ركابِكِ على كتف الصحراء، واستعَرْتِ وأعَرْتِ فضول الناس، ونوايا ومحسنات بديعية، وزينت ولونتِ وزخرفت القلوب، بفرحٍ ونفحٍ وادرتِ الزمان كأرجوحةٍ تخض الفضاء خضاً، وترج العراء رجاً، وتصدَّ الانواء صداً، وتقدَّ البلايا قداً، وتشدَّ الخطام شداً، وترخي ذيول الخير من الرحمة، وتعطي وتبدي، وتسدي، وتجدي، وتغدي، وتعدو، وتشدو، وتحدو، وتفتح للحظ أفقاً، وألقاً، وحقاً، وشقاً، وحدقاً، وطرقاً ومنطلقاً، وتذهب بالحقيقة نحو الحق، والاستحقاق، وبلا إخفاق، ولا إغلاق، ولا استرقاق، ولا إحتراق، ولا استراق، ولا إملاق، وبأخلاق “إخوان شمّا” تذودين عن الحياض بنفرة الأوفياء، وتلونين التراب، بزبد الأنثى الحرور ببركة خفيفات الظل، والحِلِّ والدلل. أنتِ النسق المتناسق، الباسق السامق، الراشق، الماحق الساحق، الشاهق، البارق، الحارق، الرامق، الرفيق المرافق، الصادق اللاحق، الطارق. إنتِ لغة الصحراء المبجلة، أنتِ الشهباء المدللة، المجللة، بشهيق الانثيات الكاسيات الكاعبات المولعات، المشنفات بخزامى الزمن الأصيل.. أنتِ اللوعة المولعة، بالأنوف الشامخات، أنتِ جمهورية البيداء المزدهرة، المزهرة بالشوق والإخفاق الرائعة، أنتِ ناقة الله، وسقيا المتشظين شظفاً، وتأففاً، أنتِ الكعب العالي، والكف المتجلي، وأنتِ السؤال المتطور نسلاً من مطر، وبحر وجذر، وخِدر، وحَذَرْ وأنت علامة الاستفهام، والقامة الهُمام، والضرغام والهيام، وسدة الخيام، والسراح والأيام، وأنت الجاه المنيف والطور المحدج في أتون الأرض، وكبد السماء، وأنت الصوت والصيت والسياط، وأنت سَمِّ الخياط، لقماشة الصحراء، وقميص بدوي، ما شُقَّ من قُبُلٍ، وأنت الندامة والقيامة، وأنت الكلام المؤجل على لسان من سيأتون ويقرأون، ويحدجون ويسألون ويقولون: كيف هامت الصحراء وجداً بدون نشيد النوق وبدون قصيدة يرصعها البدوي النبيل، على صفحات التراب، وهو يضرب في اليباب بحثاً عن إياب، يزخر بفرحة الأحباب، وعيون نساء فارعات كأنهن الغصون المحدقة في ثوابت الفطرة، ونوابت العِبرة كأنهن الخصب والرطب، والبوح بلا عتب.. كأنهن التسرب في الخلايا والنوايا، وأحشاء الفضيلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©