الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السياسة القاتلة

السياسة القاتلة
1 نوفمبر 2012
يتناول خالد السعيد في كتاب “أشهر الاغتيالات في الإسلام”، عمليات القتل التي تحمل الطابع السياسي، والتي وقعت بدءا من زمن الخلافة الراشدة، مروراً بالعهد الأموي، وانتهاءً بزوال الخلافة العباسية في عام 656 هـ. ويقول المؤلف إنه لم يكن مخططاً عند البدء بالنبش في دفاتر التاريخ أن يكون الكتاب مقتصراً على الاغتيالات السياسية، ولكن سنجد عند تصفحه، إن لم يكن كل العمليات، قد وقعت في سبيل التنافس والتحاسد على السلطة. بل عمليات الاغتيال كانت في أواصر القرابة والمودة حيث تم التفريط بها والتخلي عنها من أجل صعود القمة وتسنم العرش. أراد المؤلف بهذا الكتاب أن يوسع الدائرة التاريخية لتستوعب مزيداً من الشخصيات، ولقد حرص على التجرد من أي عواطف تاريخية والتخلص من أي أحكام مسبقة في سبيل البحث عن الحقيقة حتى ولو كانت مزعجة وموجعة. إن التفسيرات التي سيطالعها القارئ في الصفحات اللاحقة لا ترقى بأي حال إلى حد اليقينيات. إنها مجرد شكوك وتساؤلات تعيد فتح ملفات قديمة تراكم عليها غبار القرون الطويلة. لا أحد عاقل يملك أن يدعي أن ما يقدمه من تصورات وتحليلات هي حقائق مؤكدة لا تخضع للنقاش ولا تقبل الشك، خصوصاً إذا تعلق الأمر بأحداث تاريخية موغلة في القدم. قصارى القول، إن التفسيرات هي مجرد اجتهادات شخصية مجردة من الأهواء الصرفة والأحكام المسبقة. ولقد ذكر المؤلف القول المأثور، “إن أصبنا فلنا أجران، وإن أخطأنا فلنا أجر الاجتهاد”. يتناول الكتاب ما يشاع عن “اغتيال” خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق/ فبعد عامين وبضعة أشهر أفناها أبو بكر في الحفاظ على تماسك الدولة الفتية وهيبتها، وفي قمع حركات الردة، وفي إخماد نوازع التمرد، وفي تحطيم أسطورة فارس والروم والتمدد داخل أراضيهم، أسلم أبو بكر الروح عن عمر يناهز الثالثة والستين. يسيّج ضباب كثيف وفاة أبي بكر، مما يجعل وفاته كما لو كانت سراً معلقاً يصعب حله. يعرض المؤرخون بحيادية روايتين حول وفاة أبي بكر من دون ترجيح إحداهما على الأخرى. الرواية الأولى، تقول إن اليهود عملوا على تسميمه بالأرزّ، وقيل في حريرة (نوع من الحساء)، فأكل منها هو والطبيب الحارث بن كلده، فكفّ الحارث، وقال: “إرفع يدك يا خليفة رسول الله، والله إن فيها لسم سنة، وأنا وأنت نموت في يوم واحد”، فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انقضاء السنة. أما الرواية الأخرى، فتقول إنه اغتسل، وكان يوماً بارداً فحُمّ خمسة عشر يوماً لا يخرج إلى صلاة، وكان يأمر عمر بالصلاة، وكانوا يعودونه، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه إلى أن مات. يحوي هذا الكتاب أيضاً من أسماء وشخصيات تعرضت للاغتيال هم، أم ورقة، سعد بن عبادة، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، كعب بن سور الأزدي، الزبير بن العوام، طلحة بن عبيد الله، مالك الأشتر، علي بن ابي طالب، خارجة بن حذاقة... وغيرهم ينتهي بشجرة الدر التي قتلت على يد ضرتها بعد ان رموها من سور القلعة إلى الخندق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©