الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مفاوضات «النووي الإيراني» تراوح مكانها في فيينا

مفاوضات «النووي الإيراني» تراوح مكانها في فيينا
23 نوفمبر 2014 02:17
ستار كريم، طهران (فيينا، وكالات) تواصلت أمس في فيينا المفاوضات المعقدة بين إيران والدول الكبرى للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي لطهران دون أن تحقق أي إنجاز ملحوظ قبل ثلاثة أيام من نهاية المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق. وقال مصدر أوروبي مطلع على المباحثات أمس، إن احتمال التوصل لاتفاق شامل ونهائي بحلول يوم غد الاثنين وهو المهلة النهائية للمفاوضات «ضعيف للغاية». وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن مناقشات بشأن إمكانية تمديد المفاوضات بعد انقضاء المهلة المحددة يوم الاثنين قد تبدأ اليوم الأحد. وتابع المصدر أنه لم يتم إحراز تقدم ملموس حتى الآن بشأن القضايا الرئيسية سواء فيما يتعلق بقدرات تخصيب اليورانيوم أو رفع العقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي. لكن إصرار الدبلوماسيين من الطرفين وعدم مغادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري فيينا ومباحثاته المكثفة مع نظيره أمس وأمس الأول، أمر ينبئ بأن هذه المهلة التي تنتهي يوم غد الاثنين سوف تمدد على الأغلب. وتجتهد مجموعة الدول الست الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا) مع إيران لبلوغ اتفاق يضع حدا لاثني عشر عاما من التوتر الدولي. ويريد المجتمع الدولي من إيران أن تقلص قدراتها النووية تفاديا لاستخدامها لأغراض عسكرية. وفي المقابل، تطالب طهران التي تؤكد أن برنامجها سلمي بحت، بحقها في امتلاك قدرة نووية مدنية في موازاة مطالبتها برفع العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها. وقال كيري أمس، إنه ما زالت هناك فجوات كبيرة في المحادثات رغم إشارات إلى إحراز بعض التقدم. وأضاف قبل اجتماعه بوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير «نعمل بجد.. نأمل أن نحرز تقدما حذرا ولكن ما زالت هناك فجوات كبيرة نعمل على جسرها». ومن جانبه، قال شتاينماير إن نتائج المحادثات «مفتوحة تماما». وقال شتاينماير الذي انضم إلى محادثات الدول الست في فيينا إنه رغم الفجوات الكبيرة في المحادثات «لم نكن أقرب (إلى اتفاق) منذ أكثر من 10 سنوات». وأضاف للصحفيين «إذا كانت إيران مستعدة للإفادة من هذه الفرصة، فسيكون التحرك ممكنا.. مسألة تحقيق نتيجة هي الآن مفتوحة تماما». أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يشارك في المفاوضات، فقد عاد أمس إلى باريس وسيعود اليوم الأحد إلى فيينا لمواصلة المحادثات. وقال رومان ابرو الناطق باسم وزير الخارجية الفرنسي في بيان، إنه «بعد مناقشات معمقة في فيينا الجمعة، يعود فابيوس إلى باريس صباحا، حيث سيجري اتصالات مع شركاء عدة». وفي طهران انشغلت وسائل الإعلام الإيرانية بأنباء المفاوضات. ويؤكد مسؤولون إيرانيون أن رفع الحصار دفعة واحدة هو شرط لن تحيد عنه طهران. وقال النائب محمد حسن أصفري: «إيران تقرأ إيجابية المباحثات من خلال رفع العقوبات الاقتصادية وإذا لم يحصل ذلك فإن على الغرب ألا يتوقع عدولها عن برنامجها النووي». وحذر ممثل خامنئي في مدينة مشهد أحمد علم الهدى، الحكومة من مغبة استغلال أي نجاح للمفاوضات النووية في فيينا، وقال «في حالة نجاح مفاوضات فيينا فلا يحق لأي جناح سياسي استثمار ذلك الفوز لمصلحة حزبه». وأضاف «لولا دعم خامنئي للفريق النووي لما تمكن من السفر إلى فيينا». وأكد أن العداء الإيراني لأميركا لن يذهب لأنه راسخ في القلوب ومؤسسات الثورة. وحذر الفريق النووي من أي انحراف عن وصايا وإرشادات المرشد. وقال «نرفض أن يشرب قائدنا مرة أخرى السم بحجة توقيع اتفاق مذل». وفي ظل تردي الأوضاع المعيشية بسبب العقوبات الاقتصادية، يتمنى الإيرانيون العاديون نجاح المباحثات. وتقول مريم إسماعيلي، المدرسة في جامعة طهران، إن العقوبات تركت آثارا سلبية علي إيران، وأن «سيف العقوبات مسلط على الشعب بالدرجة الأولى.. صحيح أننا ومنذ 30 عاماً نعيش في ظل حصار تمكنا من إيجاد الطرق البديلة، لكن على كل حال نريد التواصل مع المجتمعات الغربية». وسائل الإعلام الإيرانية منقسمة طهران (أ ف ب) انقسمت افتتاحيات الصحف الإيرانية أمس حول المفاوضات النووية مع القوى الكبرى. ورأت صحيفة كيهان المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، أن فريق المفاوضين يجب أن يحصل على رفع تام للعقوبات الدولية. وقالت في افتتاحيتها «إذا لم نتوصل إلى هذه النهاية، فيعني أننا لم نتوصل إلى أي شيء». وعلى العكس، يبدو أن صحيفة «جوان» التي تعتبر مقربة من «الحرس الثوري»، تقبل بفكرة بقاء العقوبات. وكتبت تقول إن «التعقيدات المستمرة تفيد بأن نتيجتنا المثالية، وهي الرفع التام للعقوبات، لن يتم بلوغها». لكن «أياً تكن النتيجة، فسنكون رابحين»، كما أضافت الصحيفة موضحة أنه «كان سيتعين علينا الشعور بالهزيمة لو أننا سعينا للحصول على القنبلة الذرية وفشلنا. لم تكن لدينا هذه النية أبداً». أما صحيفة «أرمان» الإصلاحية، فرأت أن محادثات فيينا هي الأفضل، وهي الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق قبل أن يشدد مجلس الشيوخ الأميركي الجديد الذي بات تحت سيطرة الجمهوريين، سياسته حيال إيران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©