الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إنقسام في المعارضة السورية بسبب جينيف (2)

إنقسام في المعارضة السورية بسبب جينيف (2)
10 نوفمبر 2013 09:53
ابدت المعارضة السورية المنقسمة اليوم اكثر من اي وقت مضى، خلال اجتماع لها السبت في اسطنبول تحفظها الشديد حيال مشاركتها في مؤتمر للسلام يمكن ان يعقد في جنيف بحضور النظام السوري، تحت ضغط داعميها في الاسرة الدولية. وفي هذا الاطار، كرر ائتلاف المعارضة السورية السبت انه لن يشارك في مؤتمر جنيف 2 الا بعد "مبادرات "من نظام دمشق وحليفته روسيا، وذلك في اليوم الاول من اجتماعه في اسطنبول. وصرح المتحدث باسم الائتلاف خالد الصالح للصحافة "لطالما قلنا اننا نؤيد بالكامل عملية جنيف لكننا نخشى ان ذهبنا الا يكون نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد جديا في تطبيقه". وتابع "الكل يعلم ان نظام الاسد سيحاول مجددا كسب الوقت وقتل مزيد من المدنيين السوريين". واضاف "نرغب في الذهاب الى جنيف لكن على الجميع التحلي بالجدية، وليس نظام الاسد فحسب بل كذلك حليفته روسيا. نريد ان يمارس الروس ضغوطا قوية" على دمشق مذكرا انهم تمكنوا من ذلك لفرض تفكيك اسلحة سوريا الكيميائية. وتواصلت محادثات اسطنبول مساء السبت بين مختلف فصائل المعارضة. ومن المتوقع ان تستمر حتى مساء الاحد "على الاقل"، بعد فترة توقف خلال الليل، وفق ما افادت مصادر الائتلاف السوري المعارض. ومنذ اسابيع اعلن رئيس الائتلاف احمد الجربا الشروط الصارمة للمشاركة في مؤتمر جنيف. فهو يطالب بان يؤدي هذا الاجتماع الى رحيل الرئيس بشار الاسد وبوقف لاطلاق النار طوال فترة المفاوضات. والسبت، جدد المتحدث باسم الجربا هذا المطلب. وقال صالح "بات جليا للجميع ان الاسد لا يمكنه ممارسة اي دور في حال طبق جنيف 2 فعلا، سواء في مرحلة انتقالية ام لاحقا". وبعد محادثات استمرت يومين مع الروس والاميركيين لم تسمح بتحديد موعد لاجتماع جنيف، لخص الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية رهان اجتماع اليوم. وقال الاخضر الابراهيمي الثلاثاء "يجب ان يكون هناك وفدان لسوريا في جنيف-2، الحكومة والمعارضة". وعبر عن اسفه لان "المعارضة منقسمة وليست جاهزة". وقال ان "المعارضة هي احدى المشاكل". وهددت مجموعة من حوالى 20 مجموعة من مقاتلي المعارضة بمحاكمة المشاركين في المفاوضات بتهمة "الخيانة" متوعدين بامكان تصفيتهم لهؤلاء. وفي المقلب الاخر، تدفع الدول الـ11 الغربية والعربية في مجموعة "اصدقاء الشعب السوري" الداعمة للمعارضة ضد نظام بشار الاسد، باتجاه مشاركة المعارضين السوريين في مؤتمر جنيف 2 بوصفها الطريقة الوحيدة بنظر هؤلاء لايجاد حل سياسي للنزاع. لكن دمشق رفضت بشكل قاطع سيناريو تنحي الاسد. وقال وزير الاعلام عمران الزعبي "لن نذهب الى جنيف لتسليم السلطة". ويبدو ان مشاركة قياديين من الصف الاول من خصوم النظام السوري غير مرجحة، باستثناء بعض اعضاء الائتلاف المستعدين تحت ضغط "اصدقائهم" الغربيين، لحضور المؤتمر. وقال النائب السابق لرئيس الحكومة قدري جميل الذي اقيل من منصبه مؤخرا، انه سيتوجه الى جنيف. وكذلك الاكراد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان معارضين آخرين وافقوا على عرض لقاء ممثلين عن النظام السوري في موسكو. وردا على ذلك، اعلن المجلس الوطني السوري اكبر مكونات الائتلاف انه لن يتوجه الى سويسرا وهدد بالانسحاب من الائتلاف اذا وافق بعض اعضائه على ذلك. وفي هذه الظروف، تبدو محادثات اسطنبول صعبة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية ليفينت غومروكجو ان المعارضة "مترددة بوجه حق" بشأن صيغة جنيف-2 ومستقبل الرئيس الاسد. واضاف الدبلوماسي التركي "لكن قمة لندن ردت على هذا القل نحن على اتصال دائم مع المعارضة"، مؤكدا بذلك جهود الغربيين لاقناع المعارضة بحضور مؤتمر جنيف-2. وكانت 11 دولة غربية وعربية من "اصدقاء سوريا" اعلنت بالاجماع في نهاية تشرين الاول/اكتوبر انها تؤيد الا يكون لرئيس الدولة السوري الحالي "اي دولة في الحكومة المستقبلية". الا انها لم تتمكن من تهدئة مخاوف خصومها. وقال دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان "الوضع صعب جدا بالنسبة للمعارضة". واضاف ان "جيش الاسد يحقق نجاحات ووضع سكان المدن المحاصرة هش جدا والمجموعات المسلحة رفضت سلطتها". وتابع ان "مبررات رفض (مؤتمر) جنيف موجودة". وقال احد اعضاء الائتلاف سمير نشار لفرانس برس "نتوجه الى عدم مشاركة في المؤتمر". واضاف "هل سيتغير هذا الموقف؟ لا اعرف لكنني استطيع القول ان نشاطا سياسيا مكثفا يجري". واكد الجربا ان الائتلاف لن يذهب الى جنيف "الا موحدا". وفي غياب برنامج زمني لمؤتمر جنيف، يراهن مراقبون على تراجع المعارضة عن موقفها في وقت لاحق. وقال دبلوماسي غربي "يجب ان نتوقع مناقشات صعبة ومتوترة ولكن ليس قرارات نهائية"، بينما يرى مراقبون ان المعارضة يمكن ان ترجىء قرارها الى وقت لاحق. ميدانيا، استعاد مقاتلو المعارضة وجهاديون السيطرة على قاعدة عسكرية مكلفة حماية مطار حلب الدولي في شمال سوريا كان الجيش النظامي قد تقدم في اجزاء منها اثر اشتباكات عنيفة، حسبما ذكر السبت المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "اشتباكات عنيفة جرت مساء الجمعة بين القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وبين مقاتلي المعارضة وجهاديين ينتمون للدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة". واشار المرصد الى ان هذه المواجهات ادت الى سقوط 53 قتيلا على الاقل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©