الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معلم يكسر قواعد «الحفظ والتلقين» بالتوعية البيئية خارج المدرسة

معلم يكسر قواعد «الحفظ والتلقين» بالتوعية البيئية خارج المدرسة
11 نوفمبر 2013 12:50
إيماناً بأن مياه البحر تتميز بخصائص وصفات طبيعية وبيولوجية تنعكس على الحياة في البيئة البحرية، ولهذا فإن أي ملوث وإن كان قليلاً في البداية سيعمل على إتلاف حياة بكل مكوناتها في حال تم تجاهله، لذا قام أحمد صالح النقبي من منطقة الزبارة التابعة لمدينة خورفكان وهو معلم في مدرسة الخليل بمنطقة الزبارة وأحد المهتمين بالبيئة البحرية بمبادرة توجيه أبناء المنطقة نحو الاهتمام بالبيئة. وتعتمد المبادرة على تطوع الطلبة يوم إجازتهم حيث يلتقي الجميع بالمنطقة الساحلية من أجل البحث عن أية مخلفات، خاصة تلك التي تبقى لمئات السنين، مسببة اختناق الكائنات البحرية أو البيئة المحيطة بها، مستخدمين الأكياس الصديقة للبيئة والتي تذوب بعد ثلاثة أيام من رميها، متحولة إلى مادة سائلة مثل الماء. حماية الحياة وعن تفاصيل وأهداف المبادرة قال أحمد النقبي: حماية الحياة في البيئة البحرية جزء مهم ضمن المسؤولية الملقاة على عاتق الجهات، خاصة تلك التي ترعى وتهتم بهذا المصدر المهم، الذي يوفر لنا الغذاء، ولذلك علينا ألا ننتظر وكأن البيئة ورعايتها واجب على الجهات البيئية فقط، فهذه البيئة تكمل جوانب التنمية الاقتصادية، وهناك تأثير للممارسات البشرية على البيئة البحرية في العالم، مما أدى إلى انتشار الأمراض بين الأسماك، ومن هنا يأتي دور كل فرد ليعمل على أن يكون مسؤولاً بيئياً يصطحب معه أبناءه وأيضاً أبناء الأقارب من الأسرة أو الجيران، للبحث عن المخلفات، وهذا أمر لم يكن غريبا على الآباء والأجداد، فقد كانوا يقومون بتنظيف المنطقة المحيطة بمنزل الأسرة والبيوت التي على يمين باب بيتهم وعلى الشمال، معتبرين ذلك من حرم البيت لأن الجار جزء من الأسرة. البيئة المحيطة اليوم ربما يمر الأبناء أو أبناء الجيران ويجدون بعض المخلفات، لكنهم يمرون عليها وكأن الأمر خاص فقط بعامل النظافة التابع للبلدية، وهذا وفق ما يراه أحمد النقبي هو تفكير خاطئ، داعياً كل عضو في المجتمع أن يعني بالبيئة المحيطة به، وبما أننا أبناء بيئة ساحلية جميلة فإن من واجبنا أن نعمل على إبقائها جميلة وأن نلتقط أي مخلفات ربما تحملها الأمواج، بعيداً لتزيد من الأعباء التي تتحملها البيئة البحرية وتشكل مصدراً خطراً على الأسماك التي هي غذاؤنا الرئيسي. وتابع: علينا أن نعمل على نقل الفكر الواعي بالبيئة إلى الأجيال عبر التوعية وأن تكون هذه التوعية عن طريق الخروج إلى الشاطئ، في أي وقت يستطيع خلاله الطلاب أو أبناء المنطقة الذهاب إليه مثل الإجازات، من أجل أن يستمتعوا بتواجدهم قرب البحر وفي الوقت ذاته، يتعرفون إلى الدور المهم الذي يستطيع كل واحد منهم أن يقوم به وهي أدوار كثيرة مثل المراقبة والإبلاغ عن مخالفات مثل رمي المخلفات، سعياً إلى المساهمة في حفظ المكان من الملوثات عن طريق جمع النفايات بالتعاون مع الأهل. انتقال الأسماك وقال النقبي إن للبيئة على الإنسان واجبا في أن نعمل على توعية أنفسنا وأهلنا وأن يعرف كل من نحبهم ومن نعرفهم ما هي البيئة؟ وما الذي يسيء إليها ويسبب لها مشاكل؟ خاصة أن الإنسان هو المتضرر في النهاية بعد أن تتضرر كل الأماكن التي يستفيد منها، وهناك أضرار تصيب الثروة السمكية، ليس للإنسان القريب من تلك المياه دخل في إصابتها حيث يكون لعملية انتقال الأسماك عبر الحدود الكثير من الآثار الضارة تصل لحد التدمير على المجتمعات السمكية، كما وصل أيضاً إلى انهيار تام لنظم الاستزراع السمكي في بعض المناطق من العالم، وتشمل البيئة البحرية الكائنات الحشرات والفطريات والبكتيريا والفيروسات ولهذه الكائنات إقليمها أو قطرها الجغرافي الذي يعتبر موطنها الأصلي ولكن كي تبقى ولا تهرب إلى أماكن بعيدة، باحثة عن بيئة صحية مناسبة للتكاثر علينا نحن أهالي المناطق القريبة من البحر المساهمة في إبقاء تلك البيئات آمنة ومستدامة. التغير المناخي وأضاف: أسماكنا تعيش على الشعاب المرجانية وهي من أوائل البيئات الطبيعية التي عانت من الآثار السلبية لعوامل التغير المناخي فقد كان لارتفاع حرارة سطح البحر وطول أمدها أبلغ الأثر على تشويه أشكال الشعب والمرجانية وبروز ظاهرة الابيضاض، ولهذا فإن جهاتنا المسؤولة تعمل على الاستزراع وعلى حماية البيئة البحرية، من أجل أن تعيد للشعاب المرجانية مجدها لأننا فقدنا الكثير منها في بعض المناطق ومن أسباب تدمير الشعب المرجانية الحركة العمرانية الكثيفة على الشريط الساحلي. ووفقا لما يراه النقبي، نحن نريد أن نكون جزءا مساهما، وأبناؤنا عليهم أن يتعلموا أن هذا واجب وطني وفي كل إجازة ربما سيكون جيداً أن تحصل مجموعة جديدة على توعية بيئية تعد تربية بالنسبة لنا وواجباً تجاه أبنائنا ووطننا، خاصة أننا جزء من العالم نؤثر فيه ونتأثر بما يحدث فيه والمشكلة لا تكمن بشكل حصري في إجراء الحوارات والنقاشات أو الخوف من فقدان التنوع بل ستكون لهذه المشكلة انعكاساتها السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في حال ترك منا الأمر وكأنه لا يعنيه. الوسائل بحرية أكد أحمد النقبي أن كلنا نستفيد مباشرة أو غير مباشرة من وجود الشعب المرجانية، وأي ملوثات أو استخدام أية وسائل بحرية بطريقة خاطئة ستضر بها، مثل الصيد البحري في مناطق الشعب المرجانية، ومن خلال تعاوننا وممارسة النشاطات المستدامة سنؤثر على البيئة البحرية بشكل إيجابي، لأن سواحلنا ومياهنا هي المهد الأساسي للثروة السمكية والتي يتزايد اهتمام كثير من الجهات والهيئات بتنميتها والحفاظ عليها. وقال إن العمل على توعية الأطفال والطلبة بأهمية الحفاظ على هذه البيئة سليمة وخالية من الملوثات والمخلفات التي تشوه جماله الطبيعي، سيعمل على أن يكبر كل واحد منهم ليصبح قائداً بيئياً وهو ما نطمح له، مشيراً إلى أن المنطقة نظيفة وعلى الصيادين المواطنين أن يقدموا توصياتهم وإرشاداتهم للبحارة من العمالة الآسيوية حتى يقل تلويث المناطق، التي تعد أماكن تكثر للأسماك.
المصدر: خورفكان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©