الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا؟!

22 فبراير 2010 20:39
لماذا نتشارط على بائع الخضار، والفاكهة الهندي المسكين، متفذلكين، ونسأله بنبرة غضب، مثلاً:»هذا بطيخ تمام؟، حلو.. زين.. أحمر من داخل؟!..إذا ما في زين يا ويلك!، يعني لازم كل هذه «اللغوَة» مع هذا الفقير؟، إشترِ، وأنت ونصيبك! يعني، إذا ما كانت حمراء، وحلوة مثل العسل، بترجْعها عليه؟! أو هو لأنك دائماً ما تكتشف غشه معك، في أقفاص الفواكه، والخضار التي يبيعها لك، التي غالباً ما يصْف وجهها بالحبات الطازجة الرويانة، و»يدحب» أسفلها بحبات من «الحشف» التعبانة؟! - لماذا نرتكب ذات الخطأ نفسه، على الرغم من أننا نعرف الصح، وكأننا نكرره عن عمد، فقط لأننا نريد تسيير بعض الأمور على مزاجنا، وبطريقتنا، فماذا يعني أن تواصل الساعتين من الزمن، في حرق الشحوم، واللحوم المتراكمة حول خصرك، في صالة «الجيم»، و بعد «الشاور» بربع ساعة، «تهبد لك» صينية منسف أردني معتبر، شغل يد أم حمزة، إلى أن تعْن عليك الزائدة الدودية، والمرارة مرةً واحدة، وأنت تعلم بأنّ لا يجوز ممارسة التمارين الرياضية إلاّ بعد الأكل بساعتين، وضرب الصواني لا يصح، إلاّ بعد ممارستها بساعتين، ومش كل يوم بعد! - لماذا لا تظهر شطارتنا، وبعض عُقدنا، إلاّ على الدراويش المساكين، لنبخسهم حقهم من فائدة، في درهم، أو درهمين، وتغيب أمام اختصاصيي فنون النصب والاحتيال، الذين يملأون المعارض ببضاعتهم الكاسدة كل عام، مغتريّن بأشكالهم النظيفة، اللامعة، ليبيعوننا مضارب العطور الفرنسية المركزة، كخلاصة المسك، واللافندر، لنكتشف بعد شرائها، والحساسية، والطفح الجلدي، أنها خلاصة «سبريه» ملطف الغرف، والمراحيض، مخلوطاً بمياه معدنية! - لماذا يُصر بعض الممتلئين الأكثر من اللازم، بلبس بلوزة صوف «هاي نك»، أو تيشرت مقلمة بالعرض، فتتخيله في لحظة، أنك أمام «تانكي» مقسوم إلى نصفين!.. «يا أخي شو فيه التيشرت المقلم بالطول»؟! - لماذا يُصْر بعض المثقفين، وعند تقديمهم ال» C V» الخاص بهم، إضافة فقرة: «كتاب.... قيد الطبع»، وتمْر السنين، ولم يُطبع، فما أهمية تسجيل عنوان لم يُنجز، ولم ير النور بعد، هل هو ملء للفراغات، أو هي حالة من تعظيم الذات، أو....؟!. -لماذا، عندما تسأل مطرباً صاعداً، عمره «بالطعشات» فما فوق، ضرب نجمه في الساحة فجأة، وتصدرت أغانية بورصة ال TOP» TEN»، مكتسحاً شهرة كل الذين سبقوه، والذين خاووه، ومن تلووه، ومتجاهلاً كل من عرفوه، وإللي خلْفوه!، فتسأله سؤالاً فنياً وهو: بمن تأثر؟ ومن هم الفنانون الذين يحب أن يستمع إليهم، وما هي الأغنية التي تمنى أن يغنيها، وغناها مطرب غيره؟، فيأتيك جوابه فوراً من جهة المكتبة الغنائية القديمة، قسم المراحيم، مثل عبد الوهاب، أم كلثوم، عبدالحليم، فريد!، أما الأغنية التي تمنى أن يغنيها، فهي بالتأكيد أغنية الفنان القدير، والعملاق الخطير، شعبان عبدالرحيم: وهييييي!!! فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©