الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تفتيش» هواتف الأزواج.. رحلة بحث عن دليل «خيانة»

«تفتيش» هواتف الأزواج.. رحلة بحث عن دليل «خيانة»
11 نوفمبر 2013 12:46
لا تخفي سعاد أنها تنتظر الفرصة تلو الأخرى لتبحث في هاتف زوجها بشكل دوري، حيث تترصد من خلال هذا التفتيش أية محاولة للتسلل هنا وهناك من زوجها. وزوجها بدوره كان لا يعلم عن مناورات زوجته هذه، ولما سألناها لماذا تقدم على هذا العمل؟ أجابت بأنها لا تستطيع أن تتوقف عن هذا التفتيش، لأنه يشعرها بالراحة والأمان بأنها في «السليم»، وأنه ليس لديه أي تحركات مريبة، ولا تحوم حوله أي شكوك. وليست سعاد وحدها من تقوم بذلك، حيث نقل لنا أحد الأزواج ما تقوم به زوجة أحد أصدقائه ودأبها على البحث عن رسائله الواردة والصادرة، وكذلك أرقام الهواتف التي استقبلها خلال اليوم، وكذلك التي صدرت عنه، ولما أعيته الحيلة مما تقوم به زوجته هددها بالإقلاع عما تقوم به وإلا سيكون فراق بينه وبينها. أشارت دراسة بريطانية حديثة إلى أن الرجال أكثر فضولاً وميلاً للتجسس على هواتف زوجاتهم من دون إذنهن مقارنة بالنساء في علاقتهن بأزواجهن، وذلك في استطلاع قام به موقع «موبايل فون شيكر» البريطاني على 2081 زوجاً وزوجة في بريطانيا، وقد اعترف فيه 62 % من الرجال بأنهم يتلذذون ويفضلون فتح هواتف زوجاتهم والاطلاع على الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني والمكالمات وغيرها، على الرغم من استناد العلاقة الزوجية على الثقة، بالمقارنة بـ34% من النساء اللواتي اعترفن بالقيام بذلك. وبسؤال كلا الجنسين عن الدوافع والأسباب جراء قيامهم بذلك، كانت إجابة الأغلب (89%) أنهم أرادوا مراقبة ومطالعة هواتف شركاء حياتهم، للتأكد عما إذا كان الطرف الآخر يقيم علاقة غرامية مع شخص آخر، في إشارة إلى الخيانة الزوجية، وفقاً لما ورد في موقع «تلغراف» البريطاني، بالإضافة إلى 52% من المستطلعة آراؤهم أوضحوا أنهم رغبوا في معرفة كلمة سر «باسوورد» الهاتف، لإمكانية الولوج إلى الهاتف، وقتما يحتاجون إلى ذلك سواء في حالات الطوارئ أو لأغراض أخرى. ووجدت الدراسة أن أكثر الأشياء التي يطلع عليها شريك الحياة، هي إما الرسائل النصية أو رسائل «فيس بوك»، و»تويتر»، للتأكد من صدق وحب وإخلاص هذا الشريك. إثارة الريبة والشك من هنا، يبقى تفتيش موبايل الأزواج مهمة يتنافس عليها الزوج والزوجة، فكلاهما سمحا لأنفسهما بالبحث والإطلاع على مكالمات ورسائل الآخر، وقد تلجأ الزوجة هنا حرصا منها على حياتها الزوجية أو للتأكد من سلوك الطرف الآخر، خاصة بعد صدور بعض الإيماءات التي تثير الريبة والشك في نفسها، وتضطر لفعل هذا الأمر، الذي قد يخلق العديد من المشكلات الأسرية، لأنه عندما تكتشف خيانة زوجها، تبدأ إثارة المشاكل والتي قد تنتهي بالطلاق. وفي هذا السياق، يقول المستشار الأسري بالمجلس الاستشاري بدبي خليفة المحرزي، إن مسألة تفتيش موبايل الأزواج هو سلوك مدمر للحياة الزوجية يؤدى إلى المزيد من حالات الطلاق والتفكك الأسرى. وأضاف أن ذلك قد ينتج عن وجود عقد تراكمية منذ الطفولة مثل الاضطراب في العلاقة مع الأم والخوف الدائم من فقدانها، أو عدم الشعور بالأمان بسبب فقدانها، ناهيك عن حالات كثيرة من النساء المصابات بالغيرة المرضية التي تدفعهن لمراقبة موبايل أزواجهن عوضا عن السلوك الصبياني، أو حالة من المراهقة يعيشها بعض الأزواج مع كبر السن، كما أن سوء اختيار شريك الحياة يعد عاملاً أساسياً في نجاح الزواج من عدمه. أسباب نفسية مرضية وأشار المحرزي إلى وجود أسباب أخرى بعضها يرجع إلى الناحية السلوكية أو الأخلاقية للزوج، فبعض الأزواج ربما كانت له علاقة قبل الزواج أو بعده، فيفقد الثقة في النساء، وكذا يقال أيضاً عن الزوجة، وقد تعود الأسباب لأمور نفسية مرضية، فقد يعاني الزوجان أو أحدهما من مرض نفسي يحدث الشك، وهذا موجود كما قرر أطباء وعلماء النفس، وقد تكون الأسباب اجتماعية بأن يتدخل في حياة الزوجين بعض أفراد المجتمع سواء الأقارب أو الأصدقاء، ويبدأ بإثارة الشكوك حول أحد الزوجين، ما يدعو الطرف الآخر للشك في شريكه. ولفت المحرزي إلى أن تفتيش المرأة لهاتف زوجها أو قيام الزوج بذلك، يعد سلوكاً غير أخلاقي وغير قانوني، ويفضي في حالات عدة إلى خلافات لا تحمد عقباها، ويساعد عـلى تنمية المشاعر الســلبية تجاه الزوجــة والزوج، وينتج عنه غياب السعادة الأسرية، وزيادة القلق والتوتر داخل المنزل، وكثرة الشجار بين الزوجين، وقد يفضي هذا الشجار إلى استخدام العنف، وقد ينتهي الأمر بالطلاق. ولفت إلى أنه يمكن إعادة الثقة بين الزوجين متى عولجت أسباب الشك، إما عن طريق المصارحة بين الزوجين، أو عن طريق من يثقون بدينه ورجاحة عقله. أسلوب مستفز في هذا الجانب، تعترف هند سعيد بأنها تتسلل بخفة إلى الجانب الآخر من الغرفة، بينما زوجها يغط في نوم عميق، لتتوقف أمام ذلك المقعد الذي استقرت عليه ملابس زوجها، لتدخل يدها بسرعة داخل الجيب، وتخرج الموبايل، قبل أن تتسلل بخفة لخارج الغرفة وتجلس بالصالة وهي تبحث في إصرار عن أي شيء، ُيمكّنها من مواجهة زوجها بالخيانة. وفي ظل المشاعر التى تتناوشها هذه الأيام بخصوص الموضوع، لم تجد شيئاً يستحق الذكر، لتعود من جديد لفراشها على أمل ان تعثر غداً على «دليل». وتضيف هند أن الشك هو الذي يدفع بها إلى هذا التصرف، حيث إن زوجها طوال فترة وجوده معها يحمل الموبايل ويبعث الرسائل تلو الأخرى، غير مهتم بوجودها أو مشاعرها، وهو ما يجعلها تتساءل لماذا كل هذا الحرص؟، لابد ان به ما لا يريدها أن تطلع عليه، ومن هنا بدأ الشك يساورها ويجعلها تفتش موبايله دائماً. فادية مصطفي، ربة منزل لا تنكر أنها تفتش موبايل زوجها يومياً، وقالت إن الذي يجعلها تتصرف هكذا أن بعض الرجال عقولهم صغيرة وبنات اليوم «ينخاف منهن»، وتضيف: «أكيد أفتش موبايل زوجي ولكن بين الفينة والأخرى، ليس شكاً فيه ولكن من باب الخوف عليه وعلى زواجنا، ففي هذه الأيام لا شيء مضمون، خاصة مع كثرة البنات الطائشات، وأذكر مرة حدث لي موقف من هذا القبيل حين فتشت هاتف زوجي فوجدت رسالة، من امرأة فاضطررت للسكوت وحينما وجدت رسالة ثانية وثالثة ورابعة لم أستطع السكوت، اتصلت بها وسألتها ما الذي تريده من زوجي؟ حاولت أفهمها أنه متزوج ولديه أولاد، لذا عليها أن تنسحب من حياته إذا كانت تحبه فعلاً، «فانسحبت» ، لذا أنا مضطرة أقلّب موبايله لأجل منع المصيبة قبل حدوثها، ربما الآن للمرة الأولى سيعلم بأني أفتش هاتفه ولكنه بالتأكيد «سيتفهّمني». أما بدور عيسى «موظفة، وزوجة»، فهي ترى في تفتيش هاتف زوجها متعة، قد تؤدي بها أحياناً إلى النكد، خاصة حينما تجد زوجها قد تغير بعض الشيء معها، هنا تدفعها حالته إلى الهرولة إلى تليفونه للبحث عن طرف خيط يوصلها لسبب تغيره عنها. ولكنها تعترف أن هذا الأسلوب مستفز خاصة إذا وجدت زوجها يفتش تليفونها، لأنها تشعر بالاستفزاز والغضب، لذا فهي تحاول كثيراً الابتعاد عن هذه العادة في أحيان كثيرة. الفكرة مرفوضة من جانبها، ترفض ميسون رشيد حمدان «موظفة وزوجة»، التلصص على موبايل زوجها بحجة الغيرة، كما أنها لا تسمح لزوجها أن يبحث في هاتفها على المكالمات الصادرة أو الواردة وكذلك الرسائل النصية التي تستقبلها، موضحة أن هذا عمل غير أخلاقي، قد يؤدي إلى تدمير الأسرة. ولا أسمح لنفسي أن أبحث وراءه، فكل منا له خصوصياته التي يجب أن تحترم. وتابعت قائلة: قبل أن يكون الزوج طرفا في أسرة فهو إنسان له حريته، والزوجة كذلك لها أحاسيسها وخصوصيتها وأسرارها، مشيرة إلى أن الزواج الذي يقوم على الحب والانسجام والتكافؤ بين الزوجين يعطي كلا من الزوجين إطارا أكبر من الخصوصية. وبدورها، عايدة الشاعر «زوجة وأم لثلاثة أبناء»، تجد أنه عندما تشك الزوجة في تصرفات زوجها من حقها أن تفتش وراءه، ويكون هو من يدفعها لذلك، لكن عن نفسها تؤكد أنها لا تسمح لنفسها بالبحث وراء زوجها، ولا تفكر في اقتحام خصوصياته، وفي نفس الوقت لا تقبل أن يكون لديه الكثير من الخصوصيات التي لا تعلم عنها شيئا، وترى أنه على الزوجة متابعة زوجها ولكن بذكاء اجتماعي حتى لا تشعل النيران في بيت الزوجية. مؤكدة أن الزواج ما هو إلا شركة بين الاثنين، أساسها الانسجام والمودة والتراحم، وأنه إذا استطعنا أن نفهم هذه المعاني وندركها سيصبح موضوع الخصوصية ذلك مساحة صغيرة في حياة الزوجين، وتتحقق راحة البال لكل منهما. رأي الأزواج يتفق في الرأي، سالم خليفة النعيمي «متزوج منذ 8 سنوات»، مؤكداً أنه لا توجد خصوصية بين الأزواج، وأنه يجب أن تكون هناك مصارحة بينهم في كل شيء، باستثناء ما يتعلق بعلاقة الزوج بأهله وعلاقة الزوجة بأهلها، وهذا من قبيل الحب والرضا وليس الفرض، وعلى الزوج أن يكون قادرا على تفهم هذا الأمر، مشيرا إلى أن هناك بعض الرجال الذين يطلبون من زوجاتهم إعلامهم بكل شيء حتى أدق التفاصيل المتعلقة بعلاقتهن بأهلهن، وإذا رفضن يعتقدون أنهن يخفين أمراً مريباً، مما يجلب المشاكل للطرفين. وأضاف قائلا: زوجتي تطلع على بريدي الإلكتروني، وكذلك كل ما يتعلق بي، ولا أرى أنه تعدٍّ على خصوصياتي. يحق لي ولا يحق لزوجتي يرفض عبدالله عبدالعزيز «متزوج»، أن تفتش زوجته هاتفه، أو تضطلع على الرسائل النصية التي ترده أو تغريداته على حساب توتير، مبينا أن ذلك من الأمور الشخصية التي يرفضها أن تعرفها زوجته، ويقول: «العلاقة القوية بين الأزواج لا تعني ألا تكون هناك خصوصية بينهم، فمن حق الزوج أن يخفي بعض الأمور عن زوجته، ولكن لا يحق للزوجة أن تخفي عن زوجها أي موضوع، حتى لا تقع في المشاكل ويكون الزوج آخر من يعلم، لذلك يجب على الزوجة ترك موبايلها الخاص تحت تصرف الزوج لمعرفة ما فيه من أرقام ومسجات لكي يطمئن قلبه. معلنا عبدالله، وبكل صراحة «رغم رفضه قيام زوجته بتفتيش هاتفه، يؤكد امتلاكه لأكثر من هاتف نقال دون علم زوجته، وذلك الأمر يدخل ضمن خصوصياته، فلا يحق لزوجته التدخل لمعرفة إن كان يمتلك أكثر من هاتف أم لا، لأن ذلك من شأنه زيادة المشاكل بينهما على حد قوله.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©