مشاركات خليجية شبابية لتسويق المشاريع الناشئة عبر «إنستاجرام»

أبوظبي (الاتحاد) - مع أكثر من 130 مليون مستخدم ناشط شهرياً، يعتبر موقع «»انستاجرام» لتشارك الصور والفيديو من أسرع شبكات التواصل الاجتماعي نمواً في العالم، ورابع مواقع التواصل الاجتماعية شعبية في العالم العربي، وفقاً لتقريرٍ نشرته جامعة نورث وسترن في قطر «بعد فيسبوك وتويتر وجوجل». ومع هذا الانتشار المتزايد استطاع بعض الشباب الخليجيين تحقيق نجاحات فارقة بالاستفادة من موقع تشارك الصور في إنجاح وترويج مشاريعهم الناشئة، وهو أمر مرشح للارتفاع أكثر فأكثر في ضوء الخواص والأدوات الجديدة التي تعزز التفاعل على الموقع. كما سبق لفيسبوك وتوتير وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي، ازدادت مؤخرا النصائح التي أخذ يسديها خبراء التواصل الاجتماعي بهدف مساعدة أصحاب المشاريع الناشئة على ترويج أعمالهم، ومنها توفير محتوى حصري على «انستاجرام» والاهتمام بمظهر المشروع كي يعطي انطباعا جذابا للمتابعين «مثل صور من مكان العمل»، واعتماد مبدأ المحتوى الذي يولده المستخدم «مثل مسابقة لأفضل صورة مرتبطة بمجالك»، وتحليل التفاعل مع الحساب أولاً بأول لاستنتاج أفضل أوقات نشر الصور مثلاً. مشاركة الصور الفورية كذلك أخذت تنتشر نصائح للحصول على صور جيدة مثل استخدام المؤثرات لتنقيح وتحسين الصورة، والاستعانة بتطبيقات التصوير لإضافة مزيد من المؤثرات والتطبيقات التي تجمع أكثر من صورة مع بعضها، والبحث عن زوايا غير متوقعة لالتقاط الصورة واستخدام الإضاءة الطبيعية بطريقة مبتكرة. وبعد أن بات ممكناً نشر مقاطع الفيديو القصيرة (15 ثانية) على «انستاجرام» فينصح المختصون بأن يكون الفيديو مصوراً خصيصاً لهذا الموقع في مواضيع مثل تسجيل ما يحدث خلف الكواليس، عند التحضير لإطلاق منتج جديد، أو حدث هام ذي صلة بالعمل مثل حضور مؤتمر أو ورشة عمل. وتوقع محللون أن يتواصل ازدياد التفاعل على الموقع لناحية خاصة إبداء الإعجاب بالصور أو خاصية التعليق عليه، بعدما أدخل الموقع في مايو الماضي خاصة الوسم (التاج)، وهي الخاصية ذاتها التي كانت حققت نموا سريعا لموقع فيسبوك. وما يجعل الموقع المختص بالصور أسرع مواقع التواصل الاجتماعي نمواً، مشاركة الصور الفورية التي يلتقطها المستخدمون عبر تطبيق الهواتف الذكية الخاص بالموقع الذي يتوافر لمنصات «أندرويد» و»آي أو إس». واللافت في نجاح «انستاجرام» في المنطقة اعتماده من قبل بعض المشاريع الناشئة كقناة فعالة لترويج الأعمال بل كمصدر لابتكارات ومشاريع وعلامات جديدة. وكانت دراسة لوكالة متخصصة ذكرت أن معدل تفاعل المستخدمين مع الصور التي تقوم الشركات بنشرها على الموقع قد ازداد بنسبة 35? خلال العام الماضي، الأمر الذي عزز آمال انستاجرم بمزيد من إقبال الشركات والمؤسسات التجارية عليه فأقدم قبل أسابيع قليلة على بدء إدخال الإعلانات إلى منصته. تجارب مميزة ومن الشواهد على الانتشار الفعال لـ»انستاجرام» في المنطقة بعض التجارب الشبابية الخليجية الجاري تداولها حاليا، مثل تجربة المبادرة السعودية سارة دباغ (26 عاما) التي استطاعت تحقيق النجاح من خلال «انستاجرام»، وتسويق نفسها وعلامتها التجارية وتم تصنيفها من قبل البعض في مكانة متقدمة بين سيدات الأعمال الشابات. وكانت دباغ تخرجت في كلية سيمونز في بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية بتخصص تعليم الأطفال، وهو المجال الذي عملت به بداية بعد عودتها إلى جدة قبل أن تنتقل من ثم قبل عامين لمهنة تنظيم الفعاليات والأعراس وحفلات الاستقبال، وبدأت علامتها (لس ايفنت Lace Events) تلقى إقبالا واسعاً مع ظهور تطبيق مشاركة الصور «انستاجرام»، حيث يملك حسابها على الموقع الآن 38 ألف متابع لها، حتى كتبت عنها مجلة مارثا ستويرت للأعراس ومجلة سيدتي. وتؤكد دباغ أن عدد المتابعين لحسابها على «انستاجرام» يزيد بشكل كبير بعد تنظيم عرس أو فعالية. وفي تجربة خليجية أخرى يبرز الشاب البحريني يزين الرحيم (28عاما) ومشروعه «كانفاس.البحرين» (#canvasbh ) لطباعة الصورة الموجودة على «انستاجرام» وتحويلها إلى لوحات فنية بطريقة الطباعة على القماش عبر شركة صغيرة ناشئة حققت تقدماً سريعاً بفضل موقع تشارك الصور «انستاجرام» المتزايدة. وتتميز خدمات شركة الرحيّم الجديدة بأنها تستطيع أن تجعل من أيّ صورة، مهما كانت صغيرة لوحة قماشية جميلة «وخالدة» و»مكفولة على مئة عام»، كما يقول الرحيم، علماً أن الشركة انطلقت في أبريل الماضي بشكل رسمي ونمت قاعدة زبائنها بنسبة 140% بزيادة 90% من الطلبات، وبلغت قاعدة متابعي حسابه على «انستاجرام» نحو الخمسمائة متابع 35% منهم قاموا بطلبية واحدة. يذكر أن البحرين تتمتع بمعدل نمو سريع لجهة مستخدمي «انستاجرام» ويعادل وفق بعض التقارير أربعة أضعاف معدّل المنطقة. وكان الرحيم قد استمد فكرة شركته بعد حضوره ورشة عمل حول التصوير بجهاز الآيفون في حاضنة الأعمال «مركز البحرين لتنمية الصناعات الناشئة». ويقول عن تلك البداية: «لم أكن أدري ما عليّ توقعه، لكننّي شاركت رغم ذلك بما أنّ الأمر بدا مثيراً للاهتمام. وفي وقت الاستراحة أعطتني رشا يوسف مقدمة الدورة فكرة العمل باللوحات القماشية». وقد وجد الرحيم أن ليس في البحرين مطبعة للفنون الجميلة تقبل بالعمل على تكبير وتحسين صورة منتزعة من «»انستاجرام»، لأن الصور المنشورة على الموقع غالباً ما تكون صغيرة إلى حدّ لا يُصدّق، وعندها شعر بالتحدي بشأن كيفية توفير مثل هذه الجودة. تقنية خاصة وسرية لاقى عمل يزين الرحيم، من خلال «انستاجرام»، النجاح بسبب إقبال الكثير من الزبائن لتقديم الصور الكبيرة المطبوعة على القماش كهدايا، كما أن الرحيم يعمل مع مصورين محترفين لإعداد لوحات قماشية لصالات العرض والمعارض. وحفاظاً على جودة أعماله فهو يستورد أفضل المواد من الولايات المتحدة وألمانيا ويطبق تقنية خاصة وسرية لتكبير الصور وطباعتها على لوحات قماشية فقط.