السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اتحاد الصحفيين العرب».. تحديات مهنية وبحث عن قاعدة صلبة

«اتحاد الصحفيين العرب».. تحديات مهنية وبحث عن قاعدة صلبة
10 نوفمبر 2013 21:18
أبوظبي (الاتحاد) - كثير هم الصحفيون العرب الذين يتمنون أن يتمكن اتحاد الصحفيين العرب من الانطلاق إلى مرحلة جديدة، وهؤلاء ينتمون لأجيال متعاقبة منذ تأسيس الاتحاد قبل 49 عاما. مثل هذه الآمال انتعشت ربما لدى البعض خلال اجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم للاتحاد، التي استضافتها الكويت في الأسبوع الأول من الشهر الجاري (3-5 نوفمبر)، حيث كثرت الدعوات لخروج الاتحاد من الجمود التاريخي الذي يعاني منه. تحقيق نقلة مهمة وبدوره، فَضل الأمين العام للاتحاد الزميل حاتم زكريا، أن يعبر عن خاطره بهذا الشأن مستخدماً صيغة التساؤل إذا كان الاتحاد قادراً على تحقيق ما سماه «نقلة مهمة»، بحيث يدخل «مرحلة جديدة يقدم خلالها خدمات متقدمة ومفيدة للصحافة العربية وللصحفيين الشباب من الجنسين بصفة خاصة إلي جانب الاجتماعات والمؤتمرات التقليدية؟». ولكن القراءة الهادئة لمسيرة الاتحاد بعد السنوات العجاف التي مر بها لأسباب عديدة جداً، تطرح فوراً على طاولة البحث والتشريح مدى فعالية الحيثيات التي يمكن بناء التفاؤل عليها بمستقبل أفضل، رغم كل النوايا الطيبة والآمال العريضة التي يكنها البعض في رئاسة الاتحاد وأمانته العامة. وبغض النظر عن حماسة البعض، فإن تحقيق النقلة المهمة بانتظار ترجمتها على أرض الواقع. قد تكون حيثيات هذه النقلة كثيرة، ولكن إحباطاتها السابقة كانت أيضاً كثيرة. وعلى سبيل المثال فإن رغبة القيادة الجديدة للاتحاد، الذي يرأسه الآن رئيس جمعية الصحفيين الكويتية الزميل أحمد يوسف البهباني، تنتظر - وفق حاتم زكريا- تعاون جميع النقابات والاتحادات الوطنية الأعضاء، لكن البعض قد يرى في ذلك جعل اتحاد الصحفيين العرب مثل مؤسسة رسمية لن تختلف كثيرا عن جامعة الدول العربية وحالها غير المحسودة عليه، فالمنظمات التي تكون أسيرة المعيار الكمي، أو التي تجتاحها حمى القوي والضعيف بدل عقلية الصح والخطأ، أي العلمي والفوضوي، لا يمكن أن يُكتب لها النجاح في المجال المهني مهما تهيأت لنا إمكانيات «التناغم والتفاهم بين الجميع». والرهان الأجدى كان ويبقى هو سعي المسؤولين عن الاتحاد إلى رؤية جديدة تخلصه من عقلية الجمود التي شكت منها ولا تزال جميع القيادات التي تسلمت مسؤولية الاتحاد. تجنب فخ الإنشائية من جهة ثانية، فإن انتشال الاتحاد من الجمود يحتاج، إضافة إلى القرارات والتوصيات الواقعية والفعالة إلى روح تدفع لجانه وأعضائه «من النقابات الـ19»، إلى الإيمان بأنه ما زال بوسعه مواكبة العصر رغم كل ما مر به في السنوات السابقة، وتحقيق هذا الأمر ممكن فقط عبر جعل الاتحاد يصب اهتماماته نحو هذا الهدف أياً كانت الأوضاع السياسية والعلاقات الدبلوماسية بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. ومن هنا فحري بالاتحاد في اجتماعاته القادمة، أن يتجنب الاستمرار فيما استمرت عليه أغلبية الاتحادات العربية الحكومية وغير الحكومية الفاشلة، فهو غير مضطر على سبيل المثال إلى تقديم التوصيات السياسية على القرارات المهنية، علماً أن أهم نتائج الاتحاد قرار المكتب الدائم بعقد اجتماع الأمانة العامة المقبل في شهر أبريل في فلسطين المحتلة، واستحداث جائزة باسم «القدس» وتشكيل لجنة لمتابعة هذا الموضوع ووضع لائحة داخلية للجائزة. يُذكر أن الأمانة العامة للاتحاد التي تضم 15 عضواً، تجتمع مرة كل ستة أشهر، في حين أن المؤتمر العام يجتمع مرة كل أربع سنوات بينما يجتمع المكتب الدائم مرة كل عام. هذا القرار الإيجابي بشأن فلسطين والقدس كان يمكن أن يتراكم بعديد من القرارات المهنية المهمة لتجنب الوقوع في فخ الإنشائية. وفي نفس السياق، ولتجنب الوقوع في فخ الفشل الذي عانى منه الاتحاد سابقا، يتوجب الحرص الكبير على أن تكون احتفاليته المزمعة العام القادم بمرور 50 عاماً على تأسيسه «اليوبيل الذهبي للاتحاد»، أكثر من احتفال بروتوكولي، بل مناسبة لإطلاق مشاريع ملموسة يستشعرها الصحفيون العرب، وهم بالآلاف، أو مشاريع تجيب عن أسئلة آلاف الصحفيين الجدد ومثلهم ممن ينتظرون التخرج في السنوات القليلة المقبلة، وهم جميعهم تساورهم العديد من الأسئلة القلقة حول مستقبل الصحافة العربية ودورها وموقعها في العصر الرقمي، وكيف ستستطيع مواكبة التحولات «التي لم تنل أي قدر من الاهتمام في البيان الختامي»، وكيف يستطيعون هم القيام بدور الصحفي الحر والنزيه فيما القلق بشأن معيشته يلاحقه على مدار الساعة. مرصد صحفي ولا شك أن التوجه لتدشين موسوعة تاريخ الصحافة العربية في هذه الاحتفالية والتفكير بإنشاء مرصد صحفي لرصد وتحليل الصحف العربية ولمشاكلها الصحفية والإدارية، هي خطوات تلقى احتراماً ولكنها وحتى تكون فعلا «مرحلة فارقة بين عهدين من العمل في هذه المنظمة العربية الكبرى» فلابد للاتحاد أن يكون مبنياً على قاعدة صلبة، بما في ذلك التمويل وتأمين المصادر المستقلة والذاتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©