الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإفصاح "بالتقسيط" يعمق خسائر إعمار والأسواق المحلية

24 مارس 2007 01:08
بقلم - زياد الدباس: تحولت المكاسب المحدودة والمتواضعة التي حققتها مؤشرات أسواق الأسهم المحلية خلال الفترة من بداية العام إلى الثامن من شهر مارس الحالي حيث ارتفع مؤشر بنك ابوظبي الوطني للأسواق المالية بنسبة 1,01% إلى خسائر متراكمة خلال الأسبوعين الماضيين بحيث بلغت خسائر المؤشر 4,28% في نهاية تداولات يوم أمس الأول، ووصلت وخسائر السوقين خلال الأسبوع الماضي إلى 11,5 مليار درهم· وبلغت خسارة سهم شركة اعمار خلال الأسبوع الماضي 7,6% من قيمته بعد انخفاضه من 11,80 إلى 10,90 درهم· وترجع أسباب انخفاض سهم ''إعمار'' من 13,45 درهم إلى 10,90 درهم خلال فترة زمنية قصيرة بنسبة 19% كما هو معلوم إلى انخفاض نسبة الارباح النقدية الموزعة على المساهمين والتي بلغت 20% من القيمة الاسمية لسهم الشركة· وتفاقمت خسائر سعر السهم بعد الإعلان عن صفقة الشراكة الاستراتيجية بين ''إعمار'' ودبي القابضة والتي ستحصل بموجبها دبي القابضة على عدد 2,36 مليار سهم تمثل 28% من رأسمال الشركة بحيث ترتفع حصة حكومة دبي في رأسمال الشركة من 32% حاليا إلى حوالي 51% في رأسمال الشركة وباقي المساهمين 49% من رأس المال· ويتخوف بعض المستثمرين من ارتفاع حصة الحكومة وبالتالي تصبح القرارات بيد رئيس مجلس إدارة الشركة· وساهم انخفاض مستوى الإفصاح والشفافية في موضوع التوزيعات والصفقة في تعميق التأثيرات السلبية على حركة الطلب والعرض وبالتالي سعر أسهم الشركة وهو عكس ما توقعه رئيس مجلس الإدارة عندما أعلن عن أخبار سارة سوف يفصح عنها خلال عشرة أيام من تاريخ انعقاد الجمعية العمومية حيث كان يتوقع أن ينعكس خبر الصفقة مع شركة دبي القابضة ايجابيا على معنويات وتوقعات المضاربين والمستثمرين في سوق الأسهم· ويعود ضعف مستوى الإفصاح وبالتالي تراجع ثقة المستثمرين إلى أسلوب ''تقسيط الإفصاح عن المعلومات الجوهرية والمهمة'' خاصة أن هناك حساسية مفرطة تجاه أي معلومات تصدر عن إدارة الشركة بعكس باقي الشركات· واشرنا من قبل إلى انه كان من المفترض ان تفصح الشركة عن توزيعاتها في الوقت نفسه الذي أفصحت فيه عن نتائجها المالية وهو ما درجت عليه معظم الشركات المدرجة في سوق الأسهم المحلية· كذلك كان من المفترض الإفصاح عن جميع المعلومات الجوهرية الخاصة بموضوع الصفقة مع شركة دبي القابضة وفي مقدمتها موقع الأراضي وتوقعات تقييمها وتأثير هذه الصفقة على ربحية الشركة في المستقبل حيث تخوف الكثير من المساهمين من اتساع قاعدة الأسهم إذا لم يقابلها نمو مماثل في قيمة الأرباح للمحافظة على عائد السهم وتوزيعاته· وبالتالي فإن قرار الشركة بتحويل السندات إلى أسهم في رأس المال على عدة دفعات يهدف إلى التوسع التدريجي في قاعدة رأس المال للمحافظة على ربحية السهم وتوزيعاته· وأدى ضعف الإفصاح في هذا الموضوع إلى قراءات مختلفة لتوقعات أداء الشركة في المرحلة المقبلة· ولاحظنا خلال بعض الأيام عمليات تسييل قوية على أسهم الشركة من شرائح مختلفة والبعض يشير إلى عمليات بيع قام بها استثمار مؤسسي أجنبي لترتفع حصة الأجانب في تداولات سوق دبي المالي يوم الخميس الماضي إلى 60% من إجمالي التداولات لأول مرة في تاريخ أسواق الإمارات بعد أن كانت تتراوح بين 25% و35% لفترة زمنية طويلة· وقابلت عمليات البيع على أسهم الشركة عمليات شراء من مستثمرين ينظرون بايجابية لهذه الصفقة على المدى الطويل وينتظرون توضيحات اشمل من إدارة الشركة لهذا الموضوع وما لفت انتباهي هو التأثير السلبي لتراجع سعر أسهم شركة إعمار على اسعار أسهم معظم الشركات المدرجة في سوق دبي وانتقال هذا التأثير إلى سوق ابوظبي للاوراق المالية دون وجود مبررات منطقية أو مبررات اقتصادية أو استثمارية لتراجع اسعار أسهم العديد من الشركات وهو ما يعكس عمق الاختلالات الهيكلية في السوق من حيث سيطرة سيولة المضاربين على حركة الطلب والعرض في الأسواق واستحواذ اسهم شركة اعمار على حصة الأسد في التداولات حيث شكلت التداولات على اسهمها خلال الاسبوع الماضي ما نسبته 46% من إجمالي حجم التداول في السوقين ليصبح سوق الاسهم سوق الشركة الواحدة اضافة الى ضعف الاستثمار المؤسسي والوعي الاستثماري· وتخفض هذه العوامل مستوى كفاءة الأسواق وتضعف مصداقيتها والثقة في الاستثمار بالأسهم المدرجة فيها· وقد تؤثر نهاية الربع الأول، التي تحل نهاية الاسبوع الجاري، بخسائر لمؤشر الأسعار على ربحية العديد من الشركات المدرجة والتي تستثمر جزءا من أموالها في سوق الأسهم، كما سيلقي موضوع صفقة اعمار بظلاله على حركة الأسواق خلال الفترة المقبلة مع توقعات دعوة الشركة مساهميها لاجتماع جمعية عمومية غير عادية توافق على هذه الصفقة باعتبار أن أي زيادة في رأسمال أي شركة تتطلب موافقة الجمعية العمومية غير العادية، لذلك نتوقع أن يبدأ العديد من المساهمين بالتحضير لشد الرحال الى دبي لحضور هذا الاجتماع المهم· إلى ذلك، أصبحت خسائر اسعار أسهم بعض الشركات خلال العام الجاري أصبحت قياسية بعد التراجع خلال الأسبوعين الماضيين فقد تراجع سعر أسهم أملاك بنسبة 38% خلال هذا العام بعد أن وصل سعره الى 3,18 درهم واللوجستية 25% والاتصالات المتكاملة ''دو'' 22,5% واعمار 11%، وأصبح الحذر والضبابية والترقب والتخوف أمور تسيطر على قرارات المستثمرين والمضاربين نتيجة تذبذبات الأسواق·· وبالتالي فمن الصعوبة الإجابة على سؤال يتكرر على مسامعنا يوميا عشرات المرات عن توقعات أداء السوق خلال الاسبوع المقبل او الشهر المقبل او الربع المقبل خاصة بعد فك الارتباط بين أداء الشركات وتحرك أسعارها السوقية وفك الارتباط بين قوة اقتصاد الإمارات وانتعاش قطاعاته المختلفة وأداء الأسواق المالية حيث يفترض أن الأسواق المالية بارومتر الاقتصاد فتعكس قوته ونمو قطاعاته·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©