السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حياة القلب

8 نوفمبر 2015 22:20
الحياة أكبر من أن نعيشها لأنفسنا، أنفسنا بحاجة لأن تعطي وتغدق في العطاء للآخرين للذين يحتاجون ولا نقصد بذلك الفقراء، بل عديمي الضمائر والإنسانية الذين تقلبت عليهم أنانيتهم ومصالحهم الذاتية، وحب المادة وتربع الجشع في نفوسهم. ضمائرهم نائمة خاملة عن رؤية الحياة من منظــور سام وخال من حب الـــذات وتعظـيمها، هم قد أصبحوا يفعلون الخير ليـــس لأجل الخير نفســــه والآخرين بل لأجل حــــب الظهـــور والشــــهرة، ليس لديــــهم قـيم ومبادئ لذلك يقلبــون كل مفهوم يعجبهم ويغلفــونه بغلاف شكلي لايمت للمضــمون بأي صلة، لكن وجب عليهم ذلك أو بالأصح قد اختاروا أن يفعلوا ذلك لأجل استمالة بعض الناس ممن يتــأثرون بالشكليات والمظاهر الخارجية، ويضعون لأنفسهم أهدافاً استغلالية للوصول إلى ما يريدون. يصمون آذانهم عن سماع صوت الضمير وهم عمي عن رؤية ما أمامهم، فالإنسان عندما يريد ويسعى له، عيناه لا تبصران ما أمامه مهما كان فيمضي قدماً نحو هدفه مهما كلفه الأمر فقط لأجل الوصول إلى مايصبو إليه. إن الضمير المتيقظ هو الذي يحرك ويشكل أفعالنا وهو بمثابة المنبه الذي ينبه الإنسان ويجعله يفرق مابين ماهو صحيح وماهو خاطئ وانعدام الضمير يعني انعدام القلب، انعدام الإنسانية، انعـدام حياة بأكملهــــا، لأــنه هو المحــــرك الذي يديــر وجهة الإنسان ويجعله يعيد تفكيره فيما فعله وماسوف يفعله. الضمير حياة القلب إذا انعدم فقد مات القلب وعميت بصيرته. عائشة عبود يسر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©