الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أخبار الساعة:أسواق النفط العالمية وضرورات المرحلة

23 نوفمبر 2014 22:15
أبوظبي (وام) قالت نشرة «أخبار الساعة» إن منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» اجتهدت طوال الفترات الماضية في تأمين الإمدادات الكافية لتلبية الطلب العالمي على النفط، مشيرة إلى أنه إبان الارتفاع الاستثنائي في أسعار النفط عام 2008 قامت المنظمة برفع إنتاجها أكثر من مرة حتى استعادت الأسواق استقرارها، وعندما اندلعت أحداث عدم الاستقرار الأمني والسياسي في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة وتسببت في تراجع الإمدادات النفطية من بعض المنتجين الرئيسيين مثل ليبيا والعراق وقبلهما إيران بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، عدلت المنظمة سياساتها الإنتاجية فزادت الإنتاج لتعويض نقص الإمدادات، ما جعل الأسواق تتحرك كما لو أنها مستقلة تماماً عما تشهده الساحة العالمية من اضطرابات سياسية وأمنية لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ عقود. وتحت عنوان «أسواق النفط العالمية وضرورات المرحلة»، أوضحت أنه خلال الأشهر القليلة الماضية شهدت أسواق الطاقة العالمية إضافة عامل جديد ومؤثر في توازنها، ألا وهو توجه العديد من الدول إلى استغلال احتياطياتها من النفط الصخري، ما دفع الأسواق إلى دخول مرحلة جديدة من مراحل تطورها تتمثل ملامحها في: أولاً حدوث ما يشبه الطفرة في إنتاج النفط. وثانياً تحول مستهلكين تقليديين للنفط مثل أميركا إلى منتجين رئيسيين له، إذ تخطى الإنتاج الأميركي مستوى الواردات لأول مرة منذ عقود، ما يفرض على مصدري النفط إليها ضرورة البحث عن أسواق جديدة. وبينت أن ثالث الملامح هو تصاعد دور الأسواق الآسيوية كوجهات رئيسية لتصدير النفط بدلاً من السوق الأميركية والأسواق الأوروبية، ورابعها أن ما يزيد من تغير ملامح السوق هو تصاعد التوتر بين روسيا ثاني أكبر منتجي النفط في العالم من ناحية، وأميركا وأوروبا أكبر مستهلكي النفط في العالم من ناحية أخرى، الأمر الذي يزيد ضبابية المشهد لما ينتج عنه من تضارب في المصالح بين الطرفين بشأن أسواق النفط والطاقة. وبينت النشرة التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أنه في ظل هذه المعطيات ينظر العالم بترقب شديد إلى اجتماع «أوبك» المزمع انعقاده في السابع والعشرين من شهر نوفمبر الجاري وما سيتمخض عنه من قرارات. وأضافت أنه لا بد من الإشارة إلى أمور عدة هي: أولاً أن أسواق النفط العالمية والمتغيرات المؤثرة في تحركاتها في المرحلة الراهنة باتت على درجة كبيرة من الحساسية والتشابك، الأمر الذي يقضي بضرورة أن تتفاعل الدول المنتجة والدول المستهلكة للنفط على حد سواء وليس دول «أوبك» فقط مع هذه المتغيرات والمستجدات بحرص وحساسية أيضاً في إطار من التنسيق يضمن مصالح الجميع، وهناك حاجة ماسة إلى أن ينظر الجميع إلى الأسواق العالمية في صورتها الإجمالية من دون تغليب الأهداف الوطنية على الأهداف العالمية أو العكس. وأوضحت أن ثاني الأمور المهمة هي أن ما تشهده أسواق النفط العالمية الآن من تغيرات سواء في داخل الأسواق ذاتها أو فيما يحيط بها من جوانب وقضايا اقتصادية وجيوسياسية وتكنولوجية واجتماعية وغيرها، يحتاج من الجميع مستهلكين ومنتجين إلى زيادة مستويات الشفافية وتبادل البيانات والمعلومات بشأن ما يحدث من أجل زيادة كفاءة الأسواق ومساعدتها على تحقيق أهدافها. وثالثها أن قراءة مدققة في السلوكيات السابقة لـ «أوبك» توضح أن المنظمة لم تهتم بحماية مصالح أعضائها فقط، بل إنها وضعت أهداف ضمان استقرار الأسواق ودعم الانتعاش الاقتصادي العالمي بين أولوياتها. وأكدت النشرة أن هذا أمر يبدو منطقياً إلى حد كبير، فاستقرار الأسواق والانتعاش يمثل ضمانة حقيقية لتأمين الطلب العالمي الفاعل على النفط، ويضمن استقراره بما يعود بالنفع مرة أخرى على أعضاء «أوبك»، ويحمي مصالحهم، وهو بالطبع لا بد من أن يشغل المنظمة في اجتماعها المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©