الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السودان ... إلى أين؟!

24 نوفمبر 2014 00:16
يعتبر التوافق الوطني الركن الأساسي والعمق الاستراتيجي للمحافظة على الوحدة الوطنية، وحائط الصد الأول ضد التمزق والتشتت والانشطار، والقيادات السياسية التي تتحلى بالحكمة، تعمل دائماً على تعميق الشعور الوطني واصطفاف الجميع تحت مظلة واحدة من أجل البناء والتنمية. يعيش السودانيون ومنذ ما يزيد على العقدين أزمات سياسية متلاحقة، أفضت كما نعلم جميعاً لذهاب جزء مقدر من الوطن، وقد اعتقد من هندسوا ومهدوا لاتفاق تقرير المصير لشعب جنوب السودان أن في انفصال هذا الجزء، الدواء الناجع والناجز لمشكلات السودان المعقدة، ولكن هيهات.. فلا تزال الأزمات (محلك سر)، فقضية دارفور عصية على الحل حتى يومنا هذا، نزاع دام في جنوب كردفان والنيل الأزرق، اضطراب في مناطق متعددة من أجزاء الوطن الكبير، سياسة خارجية مع المحيط العربي والإقليمي ما بين المد والجزر، أزمات اقتصادية طاحنة ألقت بظلالها السلبية على الغالبية العظمى من الشعب وبالأخص الفئات الضعيفة. إذن نحن أمام مشهد سياسي واقتصادي معقد، يحتاج لحلول عاجلة، يحتاج لوصفة سحرية تخرج هذا الشعب الأسير من هذه القوقعة إلى رحاب السلام والاستقرار والتنمية، فقد مل الشعب كثيراً من الحوارات مفتوحة الآجال ومتعددة المنابر والعواصم، فما يهم شعب السودان الصامد الصبور إيجاد مخرج يضمن له العيش بكرامة كما كان. الناظر للمشهد السياسي السوداني لا يلمح في الأفق القريب أي بارقة أمل لحلول تفضي لاتفاق سياسي يجنب البلاد والعباد المزيد من الأزمات، فالحزب الحاكم الذي يقع عليه العبء الأكبر في الخروج بالبلاد من (عنق الزجاجة)، دعا إلى حوار وطني من أجل البحث في حلول لمشكلات البلاد المعقدة، وقد استجابت معظم الفعاليات والكيانات الحزبية لهذه المبادرة، ولكنها اشترطت بعض الشروط الموضوعية من أجل إنجاح الحوار الوطني والمجتمعي، في مقدمتها تهيئة المناخ بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وغيرها، ولكن في تقديري أن مضي الحزب الحاكم في الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أبريل المقبل يعتبر عقبة كبرى في سبيل الوصول للأهداف السامية من هذا الحوار. وما يدعو للإحباط والتشاؤم، تلك الجولات التي تنفض لتلتئم بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال برعاية أفريقية لإيجاد حل لقضية منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق، وهي عنوان للمماحكات عامة في الطريقة التي تدار بها قضية الوطن السوداني بأكمله، لشعب كل ما يتمناه استقراراً وتنمية وسلاماً. إن الشعب السوداني لا ينشد غير عودة السلام والأمن والأمان، ينشد حياة حرة وكريمة تتمثل في خدمات صحية وتعليمية وبيئية واجتماعية تتوافر للجميع دون تفرقة، ينشد أن يعود لمحيطه العربي والإقليمي كما كان من دون ملاحظات أو استفهامات … وللحديث بقية. الجيلي التجاني - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©