محمد عريقات (عمان)
في اليوم العاشر من فعاليات مهرجان المسرح الأردني، عرض مساء أمس الأول على خشبة المسرح الرئيسي بالمركز الثقافي الملكي المسرحية الأردنية «عصابة دليلة والزيبق» سينوغرافيا وإخراج حكيم حرب ومن تمثيل الفنانين: محمد القباني، وأسماء مصطفى، وإبراهيم مدحي، وأحمد أبو صيام، وإياد الريموني، ومحمد المغاريز، وقيس حكيم، وحكيم حرب.
تقوم فكرة المسرحية على مقاربة درامية بين شخصية «دليلة» في التراث العربي، وتحديدا في حكايات ألف ليلة وليلة، وشخصية «ميديا» في الأسطورة الإغريقية، فثمة تقاطعات كبيرة بين الشخصيتين، تؤكد أن جوهر التجربة الإنسانية واحد، وأن جذرها مرجعيتها ومعرفتها قد يكون مشتركاً على الرغم من اختلاف الزمان والمكان، فهنا تلتقي ثقافة الشرق بثقافة الغرب بهدف التعبير عن أزمة الإنسان وعن الصراع الأزلي بين واقعه وأحلامه التي لا تحدها حدود.
ويوضح المخرج حكيم حرب في كلمته أن العاشقين في هذا العمل يتصارعان صراعاً يتجاوز القيم والأعراف الإنسانية كلها، فيصل إلى ما يشبه صراع العصابات الإجرامية، ولا ينتهي إلا بخسارة كلا الطرفين، وانتصار عدوهما المشترك الذي طالما انتظر أن يقضي كلاهما على الآخر كي تحلو له الأرض بما رحبت.
ويضيف حرب: «المسرحية تشير إلى عصابات القتل والدمار التي ظهرت في منطقتنا مؤخراً، وإلى الصراع الدموي العبثي الذي لا تزال رحاه تدور بين الأخوة الأعداء حتى الآن، والذي اختلطت فيه الأمور بشكل ضبابي لم نعد نميز خلاله من على صواب ومن على خطأ».
ويخلص مؤكداً أن المسرحية لم تنحز لأي طرف دون الآخر لإدراكنا أن هذا الصراع الإجرامي البشع لن يخدم سوى أولئك المتربصين، الذين مهدوا له وغذوا عصاباته من الجانبين، ثم ادعوا أنهم بصدد القضاء عليها بحثاً عن سلام زائف وسعادة مسكينة.
ونذكر أن التأليف الموسيقي للمسرحية لعبد الحليم أبوحلتم، وقام بالتقنيات البصرية نضال جاموس، والديكور والأزياء تيسير محمد علي، والمادة الفيلمية والتصميم علي موافي.
عدد اليوم
