الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدوء العقلاء

24 نوفمبر 2014 00:17
في البطولات المجمّعة تكثر فرص الخلاف والاختلاف مع تكاثر اللقاءات والمقابلات والتصريحات، وشهد يوما التوقف الأخير عاصفة إعلامية أعقبت الهدوء الذي صاحب أسبوع مباريات المجموعات، وبين رئيس بعثة غاضب لإبعاد أحد الإعلاميين وضيف دائم ينسحب من المجلس لعدم منحه فرصة الحديث عن منتخب بلاده وشجار بين إعلاميين من دولتين شقيقتين ومداخلة هاتفية تتهكم بأحد الضيوف فيقطع الاتصال، تعالت الأصوات وارتفع الصراخ وأصبح الأمل لاحتواء الأزمة في «هدوء العقلاء». ما الذي حدث لتثور هذه العاصفة بين عشية وضحاها؟ سمعت وقرأت كثيراً من يطالب بتسخين الأجواء الهادئة، فدورة الخليج عودتنا على الإثارة والصخب ولم نتعود أن تكون بهذا الهدوء في الحوار والنقاش والتصريحات، ويبدو أن بعض المنتمين للوسط الرياضي في «خليجي 22» تأثروا بتلك المطالب فأشعلوا أركان البطولة بانفعالات غير مبررة جعلت الحكيم حيرانا، وبدأ المتلقي يربط بين الانفجار المفاجئ ومطالب من لم يعجبهم «هدوء العقلاء». لن أفند تلك الانفعالات ولا مسبباتها الحقيقية، ولكنني سأكتفي بتذكير الأحبة في «خليجي 22» بأننا على منصة الرياضة يشاهدنا الجميع ويحكمون على سلوكنا الحضاري من خلال الكيفية التي نقدم بها أنفسنا على المسرح الإعلامي في زمن تطورت فيه وسائل نقل المعلومة فلم يعد ممكناً أن نحتوي الانفلاتات الإعلامية ونتخيل إمكانية السيطرة عليها ومنعها من الانتشار، ولذلك فإن ردود الأفعال عليها ستكون أشبه بسكب الزيت على النار، وحين يختلط الزيت مع النار فإن سكب المياه عليه سيزيد من قوة اللهب كما علمونا في دورات السلامة التي تنصحنا بكتم النار بهدوء حتى تطفأ، ولذلك نحتاج «هدوء العقلاء». نعيش يومين آخرين من التوقف بعد مباريات نصف النهائي، وسيكون للخاسر تصريحات يبرر بها الخروج المرّ من دورة تجمع الأشقاء على الحلوة والمُرّة، كما أن الفائز سيعبر عن فرحته بالوصول للنهائي والاقتراب خطوة من الكأس الغالي، وتلك التصريحات يمكن أن تكون قمة في الهدوء والعقلانية منطلقة من المقولة الرياضية الشهيرة: «ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند النصر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©