السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فريق من «مصدر» يجمع عينات من الرواسب الميكروبية لتربة أشجار «القُرم» في أبوظبي

فريق من «مصدر» يجمع عينات من الرواسب الميكروبية لتربة أشجار «القُرم» في أبوظبي
1 نوفمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - أعلن «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا»، المؤسسة الأكاديمية البحثية للدراسات العليا التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة، امس أن فريقاً من طلابه وأعضاء هيئة التدريس قاموا بنجاح بجمع عينات من رواسب التربة التي ترتبط بشكل وثيق بجذور أشجار القُرم في أبوظبي لتوليد أنزيمات جديدة. ويعتبر النظام البيئي لغابات القُرم في دولة الإمارات العربية المتحدة فريداً من نوعه، إذ تزيد نسبة ملوحته وحرارته على المعدلات الطبيعية ما قد يجعله موطناً مقبولاً لمجموعة مختارة من الميكروبات. ويمكن لهذه الميكروبات أن تنتج أنزيمات حيوية ذات خصائص فريدة يمكن الاستفادة منها في مجال التكنولوجيا الحيوية. ويعرف عن الأنزيمات في هذه البيئة أنها تنشط بشكل أكبر تحت نسب الملوحة والحرارة عالية التركيز. وجاء جمع رواسب التربة في إطار مشروع بعنوان «الفحص الجزيئي والبيولوجي لرواسب القُرم في أبوظبي من أجل توليد أنزيمات الكتلة الحيوية» الذي يعمل عليه كل من الدكتورة لينا يوسف، من برنامج هندسة المياه والبيئة، والدكتور أندرياس هينشل، من برنامج علوم الحوسبة والمعلومات، وهما الباحثان الرئيسيان في المشروع، الذي يضم كذلك الدكتور فاروق أحمد، أستاذ مشارك من برنامج هندسة المياه والبيئة، وهو باحث رئيسي مشارك، وأريج الشيخ، مديرة مختبر التربة المستدامة وبيولوجيا الأحياء الدقيقة البيئية S2EM ومهندسة باحثة من برنامج هندسة المياه والبيئة، والطلاب نعيمة النوفلي، وسمية الحوسني، وسيليا لوبيز. وقالت الدكتورة لينا يوسف «لقد كانت الرحلة موفقة وناجحة حيث تعرف الطلاب عن التقنيات المناسبة لأخذ عينات التربة، والتعامل معها وتخزينها. ويجري حالياً تحليل الرواسب في مختبر S2EM لتحديد خصائصها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية». وأضافت «إننا نعمل على فحص رواسب جذور القُرم من أجل أنزيمات الكتلة الحيوية باستخدام نهج بيئي مستقل يقوم على المجموعات المطابقة (omics). وينطوي هذا النهج على دراسة جينات عديدة، مع تحليل الجينات، والبروتينات ـ وكل ذلك من العينة البيئية. ونعتقد أن هذا النهج الشامل سيوفر معلومات عن المجتمعات الميكروبية المستوطنة وأنشطتها الأنزيمية ذات الصلة في رواسب أشجار القُرم بدولة الإمارات العربية المتحدة». يذكر أن 99% تقريباً من ميكروبات التربة تكون غير قابلة للدراسة والتحليل في المختبر. ومع ذلك، فإن هذه الميكروبات غير المعروفة تشكل مصادر محتملة لعقاقير جديدة وأنزيمات وغيرها من الجزيئات التي يمكن الاستفادة منها في التكنولوجيا الحيوية. ولحسن الحظ، فإن التطورات الحديثة في مجال البيولوجيا الجزيئية أتاحت إمكانية دراسة هذه الميكروبات في بيئتها الطبيعية دون الحاجة إلى توطينها في بيئة صناعية. ويجري تمويل مشروع «الفحص الجزيئي والبيولوجي لرواسب القُرم في أبوظبي من أجل توليد أنزيمات الكتلة الحيوية» من خلال مركز أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة، الذي يتخصص في تطوير نظام متكامل للزراعة في مياه البحر في إمارة أبوظبي. ويحمل المشروع مزايا وفوائد عديدة لدولة الإمارات العربية المتحدة إذ نادراً ما كان يتم اتباع النهج الجيني في دراسة العينات البيئية في المنطقة، فضلاً عن أنه لا تتوافر أية معلومات عن المجتمعات الميكروبية أو أنشطتها في رواسب القُرم بالدولة. ومن المتوقع لنتائج البحوث أن توفر معلومات عن كفاءة المستوطنات الميكروبية الكائنة في رواسب القُرم في دولة الإمارات لمعالجة مواد مثل السليلوز. وهذا قد يوحي بوجود ميكروبات ذات خصائص مناسبة لتطبيقات بيئية أخرى، بما في ذلك تحليل الملوثات والمبيدات. ويرمي مختبر التربة المستدامة وبيولوجيا الأحياء الدقيقة البيئية في معهد مصدر، والذي قام بتنظيم أول رحلة لجمع العينات في مناطق القُرم، إلى إجراء أبحاث عالمية المستوى لدعم التطور التكنولوجي في الحفاظ على الموارد الطبيعية لدولة الإمارات. ويسعى المختبر إلى تطوير فهم أفضل للبيئة الميكروبية في البيئات الطبيعية والصناعية، وإدارة موارد التربة المحدودة لتحسين الإنتاجية الزراعية، مع التركيز على مناطق التربة الجافة، وكذلك تطوير الأدوات اللازمة لاستعادة التربة المتدهورة أو الفقيرة بالكربون. كما يتطلع المختبر إلى وضع استراتيجيات طبيعية منخفضة التكلفة لإصلاح نسب الكربون في التربة، وكذلك وضع حلول مناسبة لإنتاج كتلة حيوية مستدامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©