الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سر الهزيمة

24 نوفمبر 2014 00:40
ربما تكون مفردة هزيمة قاسية في كرة القدم، بل في الرياضة عموماً، إلا أنها في حالة المستوى الذي ظهر به وكان عليه المنتخب العراقي في «خليجي 22»، هي الأقرب إلى التوصيف الدقيق من غير أي تجريح.. وخسارته الأولى أمام الأزرق لم يستحقها لظروف أقر بصدقية ظلمها كل من تابع المباراة، بل حتى الفائز لم يكن قادراً على إخفاء أخطاء حكم تلك المباراة.. ثم عاد لينال تعادلاً لا يستحقه أيضاً مع الأحمر العُماني، وهذه المرة كان الأمر معكوساً، فقد كان الإنصاف يرجح كفة الأحمر فوزاً صريحاً.. وفي الثالثة تعرض إلى خسارة يستحقها أمام الأبيض الإماراتي، ليغادر البطولة غير مأسوف على أفراده المقصرين، ولكن بقلب يعتصر حزناً على جمهوره الذي وضع فيه ثقة لا تقدر بثمن ولا تقاس بمقياس. إذا كان المنتخب جيداً في مباراته الأولى، وهي صعبة وحاز إعجاباً كبيراً في المراكز الإعلامية المنتشرة للبطولة في الملاعب والفنادق، فإنه من المنطقي أن يرتقي صعوداً في المباريات اللاحقة أو على الأقل أن يغادر مظلوماً، أي بعد أن يقدم مستويات مقنعة ليردد بعدها المتابعون هكذا هو حال كرة القدم.. ولكن الذي حدث أن المنتخب العراقي غادر «خليجي 22» ظالماً لنفسه، وظالما لجمهوره ولكل الذين رشحوه بعد المباراة الأولى إلى المضي قدماً في الطريق الموصل إلى المنصة. لابد إذن والحال هذه أن يكون السبب أكبر من حصره في مفردة «الفني»، والمسألة لا شك فيها جانب فني وفيها أيضاً جوانب أخرى تمتد جذورها خارج ملاعب الرياض، أسباب تتعلق بتهيئة المنتخب نفسياً لتقبل أو لمواجهة أمواج الصراعات الظاهرة والمستترة بين القائمين عليه، حتى لو افترضنا أن الجميع يسعون لخير المنتخب، ولكن الفوضى لن تؤدي إلا إلى نهاية واحدة، وهي التشتت الذي يؤدي إلى فقدان التركيز ومن ثم تضييع كل شيء بسرعة مذهلة. نقول هذا بعد أن شاهدنا في المباراتين الثانية والثالثة منتخباً بلا هوية وبلا حول ولا قوة في مجاراة الآخرين، وهو الذي يمتلك تاريخاً طيباً على مستوى الأفراد الميدانيين حصراً، كي لا نكون حالمين، ونتحدث عن أيام عمو بابا وبطولاته ونجومه الثلاث خليجياً.. لقد سبقت توقيع المدرب حكيم شاكر عقده مع الاتحاد بأسبوع تقريباً قبل انطلاق البطولة، عواصف، ومثلها حدثت في متابعة أوراق انضمام اللاعب جستن. إنها أسباب يجب أن تدرس قبل الأمم الآسيوية في يناير المقبل، وإلا لن يكون في الإمكان تحقيق أفضل مما كان في «خليجي 22».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©