الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

10 آلاف قتيل و480 ألف مشرد و4,3 مليون متضرر بإعصار الفلبين

10 آلاف قتيل و480 ألف مشرد و4,3 مليون متضرر بإعصار الفلبين
11 نوفمبر 2013 07:57
ارتفع أعداد ضحايا إعصار “هايان” الذي ضرب شرق ووسط الفلبين إلى 10 آلاف قتيل على الأقل ليصبح أسوء كارثة طبيعية في تاريخ الفلبين الحديث، فيما واصلت فرق الإنقاذ كفاحها للوصول للمناطق المنكوبة وسط ظروف بالغة الصعوبة، لانقطاع التيار الكهربائي وانسداد الطرق ودمار المطارات. وتفقد الرئيس الفلبيني بعض المناطق الأكثر تضرراً من الإعصار، معلنا أن الجيش سيساهم في عمليات الإغاثة. وقال إيلمر سوريا قائد الشرطة الفلبين أمس، إن “10 آلاف شخص على الأقل لقوا حتفهم في إقليم ليتي بوسط الفلبين بسبب إعصار هايان الذي ضرب البلاد بأمواج عاتية أغرقت قرى ساحلية بأكملها ودمرت إحدى عاصمة الإقليم”. وأضاف أن الإعصار “تسبب في دمار واسع النطاق، فقد أزال الإعصار نحو 70 إلى 80? من المباني في طريقه خلال اجتياحه الإقليم أمس الأول”. فيما قال مسؤول من إدارة الكوارث في الإقليم إن هناك المئات لقوا حتفهم في إقليم سامار المجاور، و2000 شخص في عداد المفقودين. ومر “هايان” على أقاليم أخرى تمتد على مساحة 600 كيلومتر، لكن تعذر الاتصال بها لمعرفة الوضع على الأرض لانقطاع الاتصالات. وأعلنت وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 330,900 شخص شردوا وتضرر 4,3 مليون شخص في 36 إقليما، فيما قدر رينالدو باليدو المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإغاثة الكوارث أعداد المشردين بنحو 480 ألف شخص، وتضرر 4,5 مليون. من جانبه قال مسؤول في الصليب الأحمر إن فرق المتطوعين عجزت عن إحصاء عدد الجثث الذين ساعدوا في انتشالها. من جانبه، قال ريتشارد جودون رئيس الصليب الأحمر الفلبيني إن “هناك أعدادا كبيرة من جثث القتلى التي لم نحصها بعد، نحن مشغولون للغاية إلى درجة أنه ليس لدينا وقت للإحصاء، نحن نرتب جثث القتلى لأننا لا نرغب في أن تتبعثر”. وخصصت وحدات الحكومات المحلية في المناطق المتضررة مناطق لعمليات دفن جماعي للضحايا لأنهم يمثلون خطرا على الصحة العامة. وتسبب إعصار “هايان” في قطع الكهرباء والاتصالات ودمر مطارات وسد طرقا بالأنقاض في شرق ووسط الفلبين، ما تسبب في صعوبة وصول فرق الإغاثة إلى المناطق المنكوبة. وكانت تاكلوبان عاصمة إقليم ليتي، التي يقطنها 220 ألف نسمة، الأكثر تضرراً. ويبدو أن معظم الوفيات نجمت عن ارتفاع أمواج البحر التي سوت مئات المنازل بالأرض وأغرقت آلاف الأشخاص، ووصفها كثيرون بأنها كانت أشبه بأمواج المد العاتية “تسونامي”. وقال مسؤولون في تاكلوبان إنهم يكافحون مع تأخر إمدادات الإغاثة لانتشال الجثث وإرسال مساعدات للناجين في القرى المدمرة على الساحل. وقال جيريشو بيتيلا، وزير الطاقة وحاكم إقليم ليتي السابق، “لقد تم محو مطار تاكلوبان”، وطائرات الشحن العسكرية فقط هي التي تتمكن من الهبوط على المدرج، ما يصعب وصول فرق الإنقاذ إلى الضحايا. وأضاف لمحطة إذاعية في مانيلا “ ليس لدينا مطار هناك... أحيانا لا أعرف ما سنفعله. الضرر بالغ”. وكثفت حكومة مانيلا جهود الإغاثة أمس، حيث قامت بنشر المئات من عمال الإغاثة الإضافيين وموظفي الصحة والجنود والمتطوعين، وإرسالهم إلى المناطق المتضررة على متن طائرات عسكرية. وتفقد الرئيس الفلبيني بنينو أكينو أمس أقاليم المناطق الشرقية الأكثر تضررا من إعصار “هايان”، ووزع مواد إغاثة في تاكلوبان. ومن المقرر أن يتفقد مدينة روكساس في إقليم كابيز. وكان أكينو في اجتماع مع الوكالة الوطنية للإغاثة من الكوارث قبل بدأ جولته “نريد أن نؤكد للجميع أن الحكومة لديها القدرة على تلبية احتياجاتكم الآن ولاحقاً”، مضيفاً أنه “تم تكليف الجيش وإدارة الرعاية الاجتماعية للمساعدة في مهمة انتشال الجثث”. وأكد أن أولويات الحكومة تتمثل في استعادة إمدادات الطاقة الكهربائية وخدمات الاتصالات وإعادة فتح الطرق المغلقة بسبب سقوط الأشجار وتراكم الأنقاض والمركبات. وطالب مسؤولي الولايات والمسؤولين المحليين بتقديم تفسيرات بشأن الأضرار وتأثير التحذيرات التي تم توجيهها قبل أيام من هبوب الإعصار على السكان، وفقا لتقرير إذاعي. كما أبدى أكينو استياءه إزاء التقارير المتضاربة عن الدمار والقتلى، ونقلت شبكة تلفزيونية عنه إبلاغه لرئيس وكالة الكوارث أن صبره ينفد. وعندما سأل وزير الدفاع فولتير جازمين عما إذا كانت الحكومة غير مستعدة جيدا للإعصار فقال “كيف لك أن تهزم إعصارا؟ إنه الأقوى على الأرض. لقد فعلنا كل ما في وسعنا.. كانت لدينا استعدادات كبيرة. إنه درس بالنسبة لنا”. وكانت حكومة مانيلا أرسلت 15 ألف جندي وطائرات محملة بالمعدات ومروحيات إلى المناطق الأكثر تضررا. لكن مسؤولا في وزارة الداخلية قال “أيا تكن الأعداد، لن تكون كافية”. ووصف شهود ومسؤولون المشاهد الفوضوية في تاكلوبان قائلين إن الجثث تكدست على جانبي الطرق وانسحقت تحت المباني المنهارة، فيما غمرت المياه المدينة والقرى القريبة لمسافة تبعد كيلومترا عن الساحل، وطفت الجثث على سطح الماء وزكمت رائحتها أنوف المارة، وسدت الأنقاض من أشجار متساقطة وخطوط كهرباء متشابكة ومنازل منهارة الطرق. وقال وزير الداخلية مانويل روكساس الذي تفقد تاكلوبان من الجو “يمكنكم أن تروا حجم الدمار من طائرة هليكوبتر. لا توجد مبان قائمة من الشاطئ ولمسافة كيلومتر. إنه مثل أمواج المد العاتية. لا أعرف كيف أصف ما رأيت. إنه رهيب”. كما قال رئيس فريق وكالة الأمم المتحدة المكلفة إدارة الكوارث رود ستامبا “إنه دمار هائل.. آخر مرة شاهدت فيها شيئا بهذا الحجم كانت بعد التسونامي الذي حدث في المحيط الهندي” عام 2004 وأسفر عن سقوط 220 ألف قتيل. وكان المسؤول الدولي يزور تاكلوبان عاصمة إقليم لييتي التي تبدو مع بالو الواقعة في الإقليم نفسه من المدن الأكثر تضررا بالإعصار. ويعد “هايان” ثاني أقوى إعصار في التاريخ والأقوى الذي يضرب اليابسة. وكانت سرعة الرياح المصاحب له 313 كيلومترا في الساعة وزوابع مصحوبة برياح تصل سرعتها إلى 378 كيلومترا في الساعة. مساعدات عاجلة للمنكوبين عواصم (وكالات) - دعت وكالات الإغاثة العالمية أمس إلى إرسال الطعام والمياه والأدوية والخيام للمشردين في الفلبين. وأعلنت المفوضية الأوروبية أمس أنها قدمت 3 ملايين يورو مساعدات عاجلة لتمويل جهود الإغاثة في الفلبين. كما أعلن رئيس المفوضية جوزيه مانويل باروزو أن المفوضية “أرسلت فريقا لمساعدة السلطات”، مضيفاً “ونحن مستعدون للمساهمة، في عمليات الإنقاذ بمساعدات عاجلة إذا اقتضى الأمر”. وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل إن الولايات المتحدة ستقدم مروحيات وطائرات وسفنا ومعدات للبحث والإنقاذ بعد طلب من مانيلا. وخصصت استراليا ونيوزيلندا أمس مساعدة قدرها نحو نصف مليون دولار أميركي إلى الصليب الأحمر. كما أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سينقل جواً، 40 طنا من البسكويت عالي الطاقة يكفي لإطعام 120 ألف شخص ليوم واحد. الجوع والمرض يهددان الناجين وأعمال سلب ونهب واسعة مانيلا (وكالات) - تسببت قوة كارثة إعصار “هايان” وتأخر أعمال الإغاثة في أعمال نهب واسعة النطاق، حيث يسعى الناجون في استماتة للحصول على الطعام والأدوية وغيرها من الإمدادات، بينما تبذل السلطات الفلبينية وسعها لاستعادة النظام، ومكافحة أعمال السرقة. وفي أوقات الفوضى تكون الغلبة للأقوى، وكان ري ريندو من بين القرويين الذين أخذوا بعض الأطعمة من محل بقالة قريب للنجاة بحياتهم. وقال “المهم الملبس والماء. ليس لدينا مشكلة مع الطعام الآن لأننا وجدنا مخزونا كبيرا من الأغذية”. ولكن جيني دي لا كروز، الحامل في شهرها الثامن، وفقدت 11 فردا من عائلتها في الإعصار من بينهم ابنتها البالغة من العمر عامين، قالت “لا أستطيع التفكير ولا أعرف ماذا أفعل. لا يسعنا جميعا الآن إلا أن ننجو بحياتنا اليوم ولكن لا أعرف ما سيحدث غدا أو بعد غد، أو ما إذا كان بوسعنا الاستمرار في البقاء على قيد الحياة. حقا لا أعرف”. وقال روجر ميركادو حاكم إقليم ليتي الجنوبي في حوار تلفزيوني من العاصمة مانيلا “هناك فوضى وأعمال نهب وسلب واسعة في تاكلوبان بإقليم ليتي المجاور، حيث اقتحم الناجون المتاجر بحثا عن الطعام والأدوية وغيرها من الإمدادات”. ولكن بعض الناجين لا يفكرون في البقاء على قيد الحياة فقط. وأضاف روجر أن هناك “أشخاصا يدمرون أجهزة الصراف الآلي في المصارف للحصول على المال”. وقال شهود إن اللصوص نهبوا متاجر عدة في تاكلوبان آخذين كل شيء تقع عليه أيديهم، بينما عرقل انقطاع الطرق والاتصالات جهود رجال الإنقاذ لتوصيل الطعام والمياه. كما قال ريتشارد جوردون رئيس الصليب الأحمر الفلبيني إن الغوغاء هاجموا الشاحنات المحملة بالطعام والخيام والمياه على جسر تاناوان في ليتي. وأضاف “توجد عصابات تعمل هناك”. وعلق المفتش رويبن سينداك المتحدث باسم الشرطة على الوضع قائلاً إنه تم إرسال المئات من رجال الشرطة من مانيلا إلى تاكلوبان للمساعدة في استعادة النظام بالمناطق المدمرة. ولكن هذا لا يكفي في مدينة يبلغ تعداد سكانها 220 ألف نسمة. وكان الرئيس الفلبيني بنينو أكينو صرح خلال زيارته إلى تاكلوبان بأن الحكومة نشرت 300 جندي لاستعادة النظام وأنه يدرس فرض الأحكام العرفية أو حالة الطوارئ في المدينة لإقرار الأمن. وأضاف أن “رتلاً من المركبات المدرعة سيصل مساء الأحد إلى تاكلوبان لإظهار عزم الحكومة ولإيقاف هذا النهب”. ولكن بعض الناجين كانوا من الصلابة بحيث أنهم لم يمدوا أيديهم إلى ما لا يخصهم في هذه الظروف العصيبة، ومن بينهم أندرو بوميدا، الذي خرج من طائرة عسكرية في مانيلا مرتديا قميصاً بلا أكمام وسروالا قصيرا ونعلاً استعارها جميعها. وذهب أندرو، الذي يعمل مدرساً ووالد طفلين، من تاكلوبان إلى العاصمة في رحلة يائسة لشراء طعام وأدوية وغيرها من الإمدادات ليعود بها إلى حيث يعيش. وقال بوميدا إنه نجا هو وأطفاله من موجات مد بحرية مثل الـ”تسونامي” بربط أنفسهم بحبل إلى عمود، ثم تسلقوا حتى وصلوا إلى الطابق الثاني من منزلهم، لكن 9 من أقاربه كانوا من بين آلاف القتلى في الهجوم العنيف لـ”هايان”. وأضاف: “هناك الكثير من القتلى في تاكلوبان وحدها، ما حدث خطير للغاية، كثير من الناس لقوا حتفهم وكثيرون غيرهم يموتون”. وتابع “ليس هناك غذاء ولا دواء، الحكومة تعمل على إحضار المواد الغذائية لكنها ليست كافية”. وقال مايكل فرانسيسكو (36 عاماً) ويعمل لحاما إنه يعتزم البقاء لليلة واحدة فقط في مانيلا لشراء المواد الغذائية والأدوية والحليب والقداحات قبل أن يعود إلى تاكلوبان للبحث عن ابنته (10 أعوام) وأخته. وأضاف فرانسيسكو أن عمليات النهب تجري على نطاق واسع في تاكلوبان لأن الناس يتضورون جوعاً. وفي الوقت الذي تبذل فيه الحكومة ووكالات إغاثة ومجموعات من المتطوعين جهود إغاثة هائلة، إلا أن الدمار الهائل الذي خلفه “هايان” استنزف الموارد نتيجة لوجود أكثر من 4 ملايين متضرر. إجلاء 600 ألف شخص في فيتنام هانوي (أ ف ب) - أعلنت السلطات الفيتنامية أنها أجلت أمس الأول أكثر من مئات الآلاف من الأشخاص قبل وصول الإعصار “هايان”. وقالت وزارة مراقبة السيول والعواصف في بيان “قمنا بإخلاء أكثر من 174 ألف منزل أي إجلاء اكثر من 600 ألف شخص”. وقال مسؤولون فيتناميون إن 4 أشخاص لقوا مصرعهم وهم يستعدون لمواجهة الإعصار، خلال قطع الأشجار أو تدعيم منازلهم. وأضافت انه سمح لـ200 ألف بالعودة إلى بيوتهم بسبب تغيير في مسار الإعصار، ما اضطر السلطات لإجلاء 52 ألفاً آخرين. وأضاف المسؤولون أنه “على الناس التزود بكميات من الغذاء والمنتجات الأخرى تكفي 3 أيام، والذين يرفضون إجلاءهم سيتم إجبارهم على ذلك”. واستدعت السلطات في فيتنام كل المراكب إلى المرافئ بينما ألغت شركة الطيران الوطنية “فيتنام إيرويز” 62 رحلة. وقال مكتب الأرصاد الجوية إن “هايان يتقدم باتجاه الشمال والشمال الغربي”. وأضاف أنه سيصل إلى فيتنام برياح تبلغ سرعتها 74 كيلومتراً في الساعة، أي أقل بكثير من سرعة الرياح التي سجلت في الفلبين. وضعفت قوة “هايان”، مع عبوره بحر الصين الجنوبي. ويفترض أن يتراجع إلى الدرجة الأولى.
المصدر: مانيلا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©