الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السويد تشكو «سلطة دلع الأطفال»

السويد تشكو «سلطة دلع الأطفال»
11 نوفمبر 2013 00:03
باتت السويد الرائدة في تطور التربية مع حظر الضرب، تتساءل ما إذا كانت ذهبت بعيدا مع الوصول إلى جيل من الأطفال المدللين جدا. وقال ديفيد إيبيرهارد عالم النفس “الأطفال في السويد يفتقرون إلى التربية الجيدة.. يصرخون عندما يتكلم البالغون على المائدة وهم يقاطعون الآخرين دون توقف ويطالبون بالمقعد نفسه مثل البالغين”. وقال إيبيرهارد وهو أب لـ 6 أطفال في كتابه الذي حمل عنوان “كيف استولى الأطفال على السلطة” “إن منع القصاص الجسدي الذي كانت السويد أول بلد يقره العام 1979 في قانونه الجزائي أدى إلى انحراف تدريجي وبات يشمل أي نوع من تربية الأطفال أو تصحيح تصرفاتهم”، وأضاف “يجب الإصغاء إلى الأطفال، لكن في السويد ذهبت الأمور بعيدا، فالأطفال يقررون كل شيء تقريبا ضمن العائلة، متى ينامون وماذا يأكلون وأين ينبغي تمضية العطلة وحتى القناة التليفزيونية”، معتبرا أن الأطفال السويديين غير مهيئين لمواجهة الحياة عند بلوغهم سن الرشد. وأضاف “الكثير من الشباب يصاب بخيبة أمل من الحياة، فتوقعاتهم عالية جدا ويعتبرون أن الحياة قاسية جدا. وهذا يتبلور من خلال اضطرابات وقلق وسعي إلى تدمير الذات وقد زاد الأمر بشكل ملفت في السويد”. والجدل حول سلوك الأطفال السيئ يطرح بانتظام في المناقشات حول المدرسة. ففي مطلع أكتوبر، عبر أولا أولوفسون في الصحيفة التي يعمل فيها عن ذهوله بعدما زار صف ابنته. وروى قائلا “كان صبيان يتبادلان الشتائم، وعندما حاولت التدخل شتماني وقالا لي أن اهتم بشؤوني”. وعلق نحو 800 من رواد الإنترنت على مقاله، من بينهم مدرس في المرحلة الابتدائية قال إنه عندما يطلب من تلاميذ في صفه في الرابعة أو الخامسة القيام بمهمة ما فيكون ردهم “لا أرغب بذلك”. وكانت الحكومة شرعت بعد دراسة في 2010، في إقامة دورات للأهل الذين يعانون صعوبات، تشدد على أن الروابط المتينة مع الأطفال هي الأساس الأفضل لتربية أفراد واثقين من أنفسهم ومستقلين عند بلوغهم سن الرشد. ومن المبادئ الرئيسية التي قامت عليها الدورة “أن العقاب لا يضمن حسن السلوك على المدى الطويل”. وقالت ماري ماريشتاد التي تابعت وزوجها هذه الدورة في 2012 بعدما عجزا عن السيطرة على تصرفات ابنتيهما البالغتين سنتين وثلاث سنوات على المائدة “اكتشفنا اننا نملي عليهما محاضرات في كثير من الأوقات وأنهما تتشاجران كثيرا..لقد مررنا بأوقات عصيبة لذا اعتبرنا ان من المفيد الحصول على نصائح”. وقد ساعدتها الدورة التدريبية على عدم المحاربة على كل الجبهات والتحاور بشكل افضل. لكنها اعتبرت أن الأطفال غالبا ما يسيطرون في العائلات السويدية، موضحة “نرى ذلك مع الكثير من أصدقائنا فالأطفال هم الذين يتولون زمام الأمور على ما يبدو”. وقال هوجو لاجيركرانتز أستاذ طب الأطفال في جامعة كارولينسكا في ستوكهولم “إن التزام السويديين الكبير بالديموقراطية والمساواة دفع الكثير منهم إلى إقامة علاقة صداقة مع أطفالهم”. وأضاف “الأهل يحاولون أن يكونوا ديموقراطيين كثيرا.. يجب أن يتصرفوا على أساس أنهم أهل واتخاذ القرارات وعدم السعي إلى أن يكونا لطيفين كل الوقت”. إلا أنه رأى بعض الإيجابيات في نمط التربية هذا، موضحا “أن الأطفال السويديين صريحون جدا ويعرفون كيف يعبرون عن آرائهم..السويد لا تحبذ كثيرا التراتبية وهذا أمر جيد نوعا ما، وهذه من الأسباب التي تجعل أداء البلاد الاقتصادي جيدا نسبيا”.
المصدر: ستوكهولم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©