بول مكارتني يمتع جمهور أبوظبي بأيقونة فنية

بعد ساعات من استمتاع جمهور “الفورمولا-1” واحتفائهم بالسائق البريطاني لويس هاميلتون على فوزه بسباق بطولة أبوظبي الكبرى، أطل مواطنه المغني السير بول مكارتني على جمهور ساحة ياس، الذي وصل عدده إلى 35 ألف متفرج، وقد أضحت فرحته فرحتين: فرحة الغناء لجمهور شرق أوسطي لأول مرة، وفرحة حجز مواطنه بطل السباق لتذكرة السباق النهائي في البرازيل. ببدلة سوداء وابتسامة عريضة، حيا السير مكارتني هو وأعضاء فرقة عازفيه الأربعة الجمهور. وما أن خاطبهم نجم البيتلز السابق وكاتب معظم أغانيها بالعربية “مرحباً أبوظبي” حتى تعالت تصفيقاتهم مشكلةً سيمفونيةً ترحيبيةً. اختار الاستهلال بأغنية “هيلوو” و”جودباي” و”جونيورز فارم” ثم “أول ماي لوفينج” وبعض روائعه الكلاسيكية والمعاصرة التي راكمها طيلة 50 سنةً من مشواره الفني مع “بيتلز” ثم مع زوجته الأولى الراحلة ليندا في فرقة “وينجس” بأغنية “هيت جيت” وأيضاً أغنية “سينج ذا تشنجز” التي كتب كلماتها في إطار مشروع تعاونه المشترك مع “فاير مان”. وقد غنى معظم جماهير معه هذه الأغاني جميعها. وهكذا كان إسدال ستار بطولة “الفورمولا-1” وحفلات “يا سلام” على يد النجم الأسطوري بول مكارتني الذي أجاد وأمتع كعادته بعد أن أتاح لجمهور أبوظبي والخليج وزواره الاستمتاع بأيقونة فنية مشهود لها عالمياً بالإبداع. أصبحت حفلات “يا سلام 2011” إذن من الذكريات بعد أن مرت في جو ربيعي جميل وأجواء سلام ووئام ودون مشكلات، سواءً منها التي شهدتها ساحة ياس أو تلك التي شهدها كورنيش شاطئ أبوظبي، وهو الأمر الذي يؤكده الرائد عبد المنعم الشحي من شرطة أبوظبي إذ يقول “مرت فعاليات “يا سلام” لهذا العام على أحسن ما يُرام، وذلك بفضل رجال الأمن وشركة فلاش والجمهور الذي لمسنا فيه تعاوناً ووعياً أكثر مقارنةً مع السنوات الماضية، فهم جمعوا هذه المرة أكثر من أي وقت مضى بين الفرح والتفاعل الحماسي والتحلي بانضباط المتفرج بما يجعل كل شخص حاضر يستمتع بما يشاهده ويستمع إليه. حدثت مشكلات بسيطة وطفيفة جداً استطعنا أن نحُلها في عين المكان واستوعبناها بسرعة ولم تؤثر قط على مجريات الفعاليات. ولعل ذلك نابع من مراكمتنا التجربة من الدورات السابقة”. وقبل وصوله إلى مدينة أبوظبي، اعترف نجم الروك أنه لم يكن يعرف ما يمكن توقعه من الجمهور في هذه المدينة، لكنه سرعان ما شعر بالتأقلم مع المكان، وبدأ بتقديم مجموعة من روائعه، أمام المشجعين الذين رقصوا طرباً طوال الليل تحت النجوم. وقدم أيضاً أغنية خاصة للسائقين المشاركين في بطولة الفورمولا 1 حملت اسم “درايف ماي كار” Drive My Car، والتي تعود أصلاً إلى أهم إبداعات هاميلتون، لإدخال البهجة إلى قلوب الجماهير. ومن المؤكد أن هذه الليلة ستبقى خالدة في أذهان المشجعين من مختلف أنحاء العالم الذين جاءوا للاحتفال بأكبر حدث رياضي تشهده المنطقة. فقد كان الأب إيان وابنته هانا ترينور مع جمهور هذا الحفل، حيث يشتركان سوياً بحبهما مدى الحياة لأعمال الفنان الموسيقي مكارتني، وهو العشق الذي تعاقبت عليه أجيال في العائلة. وقال إيان: “لقد ترعرعت مع فنه، واعتدت أنا وأحد أبناء عمي رؤيته وهو يحيي الحفلات في نادي كافيرن في ليفربول، وحرصنا على متابعة مسيرته لفترة طويلة. وكانت الأجواء رائعة جداً هنا في هذه الليلة”. وأضافت هانا: “تعرفت إلى فن هذا المطرب من خلال والدي، وأستمع إلى أغانيه منذ كنت في السابعة من عمري، كما أحب موسيقاه، وكانت هذه الليلة مذهلة بحق”. وتعتبر حفلة مكارتني الخاتمة لسلسلة من الحفلات التي أقيمت طوال 3 ليالٍ، والتي كانت قد انطلقت بقوة مع أميرة البوب بريتني سبيرز التي قدمت مجموعة من أروع حركاتها في حفل مسائي استمر ساعتين مساء يوم الجمعة الماضي. وجاءت حفلة السير بول مكارتني أول من أمس ختاماً لسنة أخرى ناجحة من برنامج “يا سلام” الذي شهد مجموعة متنوعة من العروض والأنشطة والمعارض التي أضاءت سماء أبوظبي على مدى الأسابيع القليلة الماضية.