الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوبريت مؤتمر الأطفال يجسد حلم الصغار في عالم نظيف

أوبريت مؤتمر الأطفال يجسد حلم الصغار في عالم نظيف
14 نوفمبر 2011 21:12
تعرضت الأرض لأنواع الضرر كافة، فأصبحت تستنجد، علها تجد من يصغي لآهاتها ووجعها، هذا حلم الأرض وأملها نتيجة الدمار الذي يلحقها نتيجة التدخلات البشرية، حلمها أن تصبح أرضاً نظيفة يغلفها الهواء النقي تعيش عليها الشعوب بفرحة وسعادة. هذا الحلم تجسده صور حركية وبصرية من خلال “أوبريت” الاستدامة الذي أبدع فيه 84 طفلاً في تقديم لوحات تعبيرية صفق الجمهور لها بحرارة، جسدوا فلسفة العمل، وأرسلوا رسالة مؤتمر الأطفال العرب الدولي في دورته الواحدة والثلاثين التي تشارك فيها مجموعة من الدول العربية والأجنبية، وتستضيفه أبوظبي ما بين الفترة من 13 و20 من الشهر الجاري، إلى العالم أجمع، وينظم تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. تحمل فكرة “الأوبريت” في طياتها دعوة عاجلة وملحة لاعتماد مبدأ التنمية المستدامة لجعل العالم مكاناً أفضل لمستقبل واعد لأجيال الغد، وتجسد شعار المؤتمر وفكرته المبتكرة، حيث عبر الأطفال عن شخوص الصغار من مختلف الجنسيات والأعراق، ووقفوا على أرض الواقع الذي يعيشه العالم في بعض أنحائه الملوثة والمتضررة بالاستهلاك السلبي للإنسان لمصادر الأرض، وأنشدوا حلمهم المستقبلي بمدينة أكثر اخضراراً، وتطوراً ينبض بالحياة الصحية والبيئية النظيفة والنقية، أملهم أن تعيش هذه الأجيال في صفاء ونقاء وأمن وسلام. وسلط الأوبريت الضوء على موضوع المؤتمر ومحاوره بأسلوب استعراضي جمع بين الغناء والحركات الإيقاعية والتمثيل، بلغة فنية، وبانسيابية استطاعت توصيل فكرة المؤتمر للأطفال والجمهور في لوحاتها الفنية التعبيرية. اللحن والكلمات وقالت شيخة الجابري رئيسة فريق أوبريت “الاستدامة” إن الأوبريت أنجز في شكل لم نتوقعه أبداً، مقارنة بالحيز الضيق الذي استغرقه التدريب، بحيث لم يتجاوز أسبوعين، أما فكرة الأوبريت والكلمات والتلحين، فقد استغرق العمل عليها أكثر من 3 أشهر. وتضيف: توصيل الفكرة للأطفال عن الاستدامة، وعن محتوى المؤتمر من أجل تلخيصه في هذه الأوبرت لم تكن عملية سهلة، مشيرة إلى أن أطفال مدرستي ساس النخل للطلاب وأصايل للبنات، كانوا في المستوى المطلوب، على الرغم من الصعوبات التي وجدناها في إيصال الفكرة إلى أذهانهم، فالعرض ليس راقصاً بقدر ما هو حركات تعبيرية تحمل رسالة وهدفاً، فالعرض يحمل قضية، ومن جانب آخر هو تطويع الشعر لخدمة هذه القضية. وتوضح الجابري أن فكرة الأوبريت والمحتوى الكلامي لها كان من إنجاز مريم الرميثي المدير العام لمؤسسة التنمية الأسرية وتوجيهاتها، موضحة أن الرميثي هي من رسمت الفكرة وقربتها أيضا للشاعر كريم معتوق الذي انطلقت أشعاره بعد ذلك، وتحدث عن فكرة الاستدامة وصاغها أشعاراً، بحيث أرادت تلخص المؤتمر في أشعار. تعابير جسدية وعبر الأوبريت عن حالات الحزن والفرح والفقر والبؤس، حيث علت التعابير وجوه الأطفال ، فكان لزاماً أن تظهر في تصويرهم للمشهد بقتامة شكوي الأرض نفسها، وهذا ما أراده فريق العمل المنفذ للأوبريت. وإلى ذلك تقول الجابري: كان لزاماً أن نبسط الفكرة للأطفال، خاصة لبطلة الأوبريت وهي الطالبة صفية عباس الهاشمي، التي برعت في تأدية دورها وأتقنته وأوصلت رسالة الأرض، وهي من مثلت الأرض وحملت همومها وحزنها وفرحها أيضاً. وأشارت إلى أن تطويع طفل من أجل قضية ليس بالأمر الهين، حيث كانت دائماً تقول للأطفال جسدوا الكلمة، واعطوها إحساسا ليشعر بها المتلقي، وكان الاعتماد بشكل كبير على اليدين وعلى الرقبة، وحركة الجسد بشكل عام. وعن الأزىاء تقول الجابري: طرحنا مناقصة، دخلت في المنافسة عليها 5 شركات، وفازت بها المصممة آمنة المهيري، التي أبدت تعاونا كبيرا جدا، بحيث تفهمت الفكرة، وكانت تتعامل بمرونة كبيرة في تنفيذ الأفكار، وكانت تعدل في الوقت الضيق، ونفذت رؤية المخرج بشكل جيد، حيث رسمت فكرة الملابس وبحثت كثيرا، عن الأزياء الفلكلورية لكل الدول، ولم ينحصر تصميمها للأزياء على الدول المشاركة في المؤتمر فحسب، وإنما تجاوز ذلك إلى الدول الأخرى، لأن أبوظبي تروم تمرير رسالة للعالم أجمع، للحفاظ على الموارد الطبيعية، ومن خلال التنمية المستدامة. لون الحياة وحول كلمات “الأوبريت” قالت الجابري، رعب وفقر، كلها كلمات كانت في عمق الأبيات الشعرية، حيث استطاع الفنان الملحن خالد ناصر أن يستخرج منها هذه القطعة الفنية، بحيث أنطق الكلمات، وسهل ترديدها من طرف الأطفال، فرددها 84 طفلاً، منهم 43 طفلة، أما اختيار المخرج محمود أبو العباس، فكان صائباً كونه له خبرة واسعة جدا في التعامل مع الأطفال، وهو متخصص في مسرح الطفل، ومؤلف مسرحي. وتنوه الجابري بكل الجهود والتعاون والدعم الذي قدمه مجلس أبوظبي للتعليم، معربة عن تقديرها لمدرسة الأصيل للطالبات، ومدرسة ساس النخل للطلاب، والمشرفات والمدرسات اللواتي رافقن الطلبة طوال فترة التدريب. أما عن اختيار الفنانة عريب لأداء الأوبريت، تقول الجابري: كنا بحاجة إلى صوت جبلي قوي، يجسد صوت الأرض، عندما تتألم وعندما تفرح، فكان اختيارنا للفنانة عريب، كما أدخلنا لوحات وسط مشاهد الأوبيريت من الليزر والكرافيكس، تعبر عن تحول الأرض، والجهود الدولية من أجل إنقادها، وتجسد الحلم الكبير لبناء المدينة النظيفة النقية التي تعتبر نموذجاً لحلم الأطفال وطموح الجميع في عالم نقي، وحق الإنسان في بيئة نظيفة. رهبة العمل لم يستغرق التدريب على مشاهد الأبريت إلا أسبوعين، قطعتها عطلة العيد مما جعل المدربين والمشرفين على تنفيذ هذا العمل يتخوفون من النتائج، هذا ما تفسره رانيا الشريف منسق برامج صحية بمؤسسة التنمية الأسرية ومصممة لوحات تعبيرية في الأوبريت. المشهد الأول وكان الأوبريت على شكل مشاهد، وهي ثلاثة، الأول منها الذي تجسد على مسرح قصر الإمارات، إذ تم عرض سنيمائي يوضح ما تتعرض له الأرض من تلوث ومخلفات ونفايات من بؤس وفقر وأمراض وحرائق وفيضانات وقطع أشجار، ثم دخلت طفلة مبدعة تلبس الكرة الأرضية ملطخة بألوان سوداوية قاتمة تعبر عن الاعتداء الذي تتعرض له من طرف البشر، فشكت همها وصراخت لتسمع صوتها إلى الأطفال، وصدحت الأرض بصوت المطربة الإماراتية، وبكلمات الشاعر الإماراتي كريم معتوق، وظهر الأطفال بملابس تنم عن الفقر والجوع الذي يتعرض له البعض منهم في مختلف أنحاء العالم، وعلى الرغم قتامة الواقع ظهرت بنات على المسرح يتوشحن بالبياض الناصع كدلالة على أنه ما زال هناك من يدافع على السلام والنقاء برغم ما وصلت إليه الأمور من تلوث، هكذا دعت الأرض إلى ضرورة إنصاف الأجيال المقبلة، وعلى الرغم من الكلمات الشعرية العصية التي تعبر عن الاستدامة، فإنه تم تطويعها باللحن الذي أحياها وبث فيها الروح مما جعل الجميع يتفاعل معها. المشهد الثاني عرض سينمائي للأرض بحلة جديدة، حلة التطوير تحت شعار التنمية المستدامة، واستعراض مشاهد التنمية البيئية والاقتصادية والاجتماعية كافة، بحيث تدخل الأرض بحلة جديدة تغمرها الراحة والسعادة يتبعها أطفال من الجنسيات كافة بملابس نظيفة وتعابير الفرح والسعادة والرضا على وجوههم، تغنوا بفرحة الأرض وسعادتها، وعبروا عن أملهم الحقيقي وتصورهم لسعادة أطفال العالم كله، أن تحقق هذا المراد، ونطقت الأرض بأبيات شعرية تشكر فيها سرعة الاستجابة للنداء للمحافظة على مواردها التنموية ورفع راية التنمية المستدامة بما يحقق الانصاف والعدالة، كما صدح الأطفال بدورهم بأصواتهم الرقيقة العذبة أبيات شكر للجهود الدولية للمحافظة على استدامة الموارد للأجيال المقابلة. المشهد الثالث في هذا المشهد تجتمع الأرض والأطفال في مشهد جماعي يشكرون من خلال أبيات شعر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك راعية الحفل وجلالة الملكة نور الحسين رئيسة المؤتمر على تنظيم مؤتمر يسلط الضوء على موضوع جديد يوعي الأطفال لموضوع الاستدامة ويزودهم بالأدوات والأساليب التي من خلالها يحافظون عليها، لوحات تعبيرية أبهرت الجميع. وقدم الجسمي خلال حفل الافتتاح، وعلى المسرح الرئيسي، أغنية “إماراتي” بمصاحبة رقصات الأطفال، والتي تعالت معها صيحات الفرح والاهتمام من قبل الحاضرين، خاصة أن الأغنية تتحدث عن الإمارات في اليوم الوطني الـ40 لدولة الإمارات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©