مصر تعرض إرسال قوات سلام إلى الدولة الفلسطينية المستقلة

روما، القاهرة (وكالات) أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس استعداده لإرسال قوات حفظ سلام لمساعدة الدولة الفلسطينية المستقلة فور قيامها على الاستقرار بالاتفاق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال في مقابلة مع الصحيفة الإيطالية «كورييري ديلا سيرا» عشية بدء جولته الأوروبية التي تشمل إيطاليا وفرنسا اليوم الاثنين «نحن مستعدون لإرسال قوات عسكرية إلى داخل دولة فلسطينية.. سنساعد الشرطة المحلية وفي الوقت نفسه نوفر ضمانات أمنية لإسرائيل.. ليس للأبد بالتأكيد، وإنما للوقت اللازم لإعادة بناء الثقة.. لكن يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية أولا لإرسال قوات إليها”، مشددا على أن إقامة الدولة الفلسطينية هو الطريقة المثلى لحماية الأمن الإسرائيلي وإعادة الأمل للشعب الفلسطيني، ولافتا إلى أن تحدث مطولا حول الاقتراح مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أبلغه أن هناك حاجة إلى خطوة جريئة وإلا لن يحل شيء. وقال السيسي ردا على سؤال حول تصاعد الإرهاب في سيناء «إن تنظيم داعش هو احد وجوه عملة واحدة، لإرهاب بعدة وجوه». لافتا إلى أنه سيتحدث مع بابا الفاتيكان فرنسيس في هذا الشأن خصوصا فيما يتعلق بأمن الأقليات الدينية وعلى رأسها المسيحية»، محذرا من إمكانية فشل مكافحة الإرهاب ما لم تكن الجهود مشتركة. وأكد أن إحلال الاستقرار في ليبيا يشكل أولوية للجميع، مستبعدا قيام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتدخل عسكري جديد، ونافيا قيام مصر أو نيتها التدخل عسكريا في ليبيا، وداعيا المجتمع الدولي إلى أن يتخذ خيارا واضحا ومشتركا بجانب الجيش الوطني الليبي وحده وليس أي طرف آخر». وأكد السيسي الذي التقى في القاهرة أمس رئيس الوزراء الكوري الجنوبي شونج هونج وون أن العمل جارٍ لإعداد خريطة استثمارية في مصر بهدف إيضاح أهم المشروعات والمناطق التي يمكن الاستثمار فيها بما يتوافق مع موارد كل منطقة وموقعها الجغرافي، وقال خلال لقاء مع وفد موسع من أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب بحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي «إن الحكومة المصرية تعكف على اتخاذ العديد من الإجراءات التي من شأنها تيسير الاستثمار وفي مقدمتها صياغة قانون استثمار موحد واتباع نموذج أطلق عليه اسم (الشباك الواحد) لاختصار الوقت والجهد على المستثمرين». من جهة ثانية، أكد مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط توني بلير أهمية دعم السيسي والحكومة المصرية في حربها على الإرهاب، وقال في تصريح عقب لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري «ناقشنا الأوضاع في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين والوضع في غزة، كما أكدنا دعمنا للسيسي والحكومة في الحرب ضد الإرهاب». وأضاف أنه تمت أيضا مناقشة ما تشهده المنطقة من حرب على الإرهاب وأن من المهم للغاية أن يفوز في هذه الحرب أولئك الذين يريدون أن ينخرطوا بعقل مفتوح وإيمان وتسامح من أجل اقتصاد أفضل». وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي أن بلير نقل خلال الاجتماع القلق الشديد إزاء الأوضاع في القدس الشرقية وفي قطاع غزة، في حين اطلع شكري، مبعوث «الرباعية» على الجهود والاتصالات المكثفة التي تجريها مصر بالتنسيق مع الأطراف الدولية المؤثرة لاحتواء الموقف ومنع مزيد من تدهوره في القدس الشرقية تجنبا للانزلاق إلى آتون حلقة مفرغة من العنف، فضلا على التنسيق القائم مع النرويج لمتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر القاهرة الخاص بإعادة إعمار قطاع غزة.