السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شورى الأطفال».. دروس يقدمها الصغار في العمل البرلماني

«شورى الأطفال».. دروس يقدمها الصغار في العمل البرلماني
15 نوفمبر 2011 14:17
أسئلة كثيرة تظل معلقة عند الأطفال، لا يعرفون الإجابات عنها، ولا يجدون من يتحدث معهم عن أنفسهم، وفي غالب الأحيان يعاملون على أن مداركهم لا تستوعب ما يقوله الكبار، على الرغم من أنه عندما تتاح لهم الفرصة تكون أسئلتهم أفضل من المتوقع، خاصة إذا صيغ الحديث بطريقة تلقائية، وهو ما حدث في الجلسة الأخيرة لمجلس شورى أطفال الشارقة التي قدم خلالها الصغار دروساً في العمل البرلماني عبر مناقشتهم لقضايا شبابية واجتماعية. كان أطفال مجلس شورى أطفال الشارقة في الجلسة الأولى لهم في المجلس الوطني الاتحادي، الذي عقد مؤخراً تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وبتنظيم من الأمانة العامة للمجلس الوطني الاتحادي، وهي الجلسة الثانية من دورة انعقاده الـ12 في مقر المجلس. كما حضر الجلسة الدكتورة أمل القبيسي عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، وأحمد محمد الجروان وفيصل عبدالله الطنيجي العضوان الجديدان المنتخبان للمجلس الوطني الاتحادي، وجاءت الجلسة التي عقدت الأسبوع الماضي دعماً للحملة الوطنية للتوعية بحقوق الطفل، بحضور 150 طالباً يرافقهم معلميهم من 5 مدارس في أبوظبي. عرس برلماني وشهدت الجلسة حضور 60 طفلاً بمجلس شورى أطفال الشارقة نصفهم من الإناث، وتنوعت الأسئلة، بين الأسرة والتربية والتعليم، وأخرى عن حقوق الأطفال المعاقين، وحق الطفل في الخبر، وطفت مواضيع جديدة تناسب الطفرة الإلكترونية، بحيث وجه بعضهم أسئلة تتعلق بضرورة سماح الأهل للأبناء بمتابعة الأنترنت، وأخرى تتعلق بالقضاء وحق الطفل في الشهادة. وتساءل بعضهم عن دور الأسرة الممتدة ودورها في غرس القيم وكيف يمكن تفعيلها، وهنا تم الجواب بأن الأمر يقع على عاتق الأسرة الصغيرة، بحيث يجب عليها أن تقوم بدورها في تعليم الصغار قيمة التزاور والتراحم، على أن تقوم بذلك بشكل مستمر. تجارب الصغار ونبعت أسئلة أخرى من تجارب الصغار وأصدقائهم، بحيث طرحت إحدى النائبات سؤالا عن ضرورة العناية بالطفل، مطالبة بعدم تعرضه للإحباط سواء من طرف الهيئة التدريسية أو الأسرة، في حين أثارت «نائبة» أخرى سؤالا عن الأهل في حماية أبنائهم، بحيث قالت إن صديقتها انفصل والداها، وكل منهم تزوج وهي اليوم تعيش مع زوجة والدها، وتتعرض للقسوة والإهانة، كما نادت أخرى بضرورة احترام الأطفال وإبعادهم عن مشاكل الوالدين، وطرحت أسئلة كثيرة تتعلق بالمشاكل الاجتماعية التي يتضرر منها الصغار وتظل أسئلتها معلقة بدون إجابات. في حين توجهت أسئلة أخرى لقطاع التربية والتعليم، وأخرى تتعلق بإدماج المعاقين، بحيث أثار «نائب» نقطة مهمة وهي أن بعض المدمجين يتعرضون لمضايقات من الأطفال الأسوياء في المدارس نفسها، وغيرها من الإشكاليات التعليمية، كما تحدث النواب الصغار عن الحق في معرفة حقوقهم كاملة وأسئلة أخرى تمت الإجابة عنها بكل تفصيل وسعة صدر وترحيب. وشارك في الجلسة كل من الدكتور خليل إبراهيم محمد إبراهيم قاضي استئناف في محاكم دبي، وخلود صقر القاسمي مديرة إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم، وحسين سعيد الشيخ المدير التنفيذي للرعاية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية، وعفراء راشد البسطي مديرة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، وتمت الإجابة بكل تفصيل وإقناع عن أسئلة الأطفال، على الطريقة نفسها التي تدار بها الجلسات البرلمانية للكبار، بحيث تطرح الأسئلة ويجيب المختص ويسمح بالتعقيب للنواب. توصيات مهمة وأوصى المجلس فيما يتعلق بمحور حقوق الطفل القانونية، على ضرورة تفعيل قواعد السلامة وضوابط الأمان للطفل أثناء وجوده داخل السيارة حفاظاً على حياته، وأهمية وضع تشريعات قانونية تحفظ للأطفال ذوي الإعاقة حقوقهم. وأكد أهمية اضطلاع المؤسسات المعنية بالطفولة بدورها ومسؤولياتها القانونية لرعاية الأطفال عند تعرضهم لظروف معينة تمنعهم من العيش مع أسرهم، كما أوصى المجلس في محور حقوق الطفل الاجتماعية بالعمل على تهيئة الفرص لالتقاء الأطفال مع آبائهم وأجدادهم وأقاربهم ليكتسبوا منهم القيم الإيجابية والعادات والتقاليد الأصيلة. وكان محمد سالم المرزوعي الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي قد ألقى كلمته الافتتاحية قال فيها إن تأكيد الدستور على حقوق الطفل في مادتيه “15 و16”، إنما هو تأكيد لمستقبل هذه الدولة، وحق طبيعي في أن يكون شباب الغد رجاله ونساؤه أسوياء، عاشوا طفولة طبيعية يافعة جعلتهم يعرفون معنى حقوقهم ويدركون قيمة واجباتهم تجاه هذا الوطن .?وأكد نائب رئيس مجلس شورى الأطفال، راشد عبدالله البادي أن التجربة البرلمانية الرائدة في الشارقة التي تتولاها الإدارة العامة لمراكز الأطفال والفتيات قد فتحت أمام الطفل آفاقاً من الوعي على قضاياه في كل مجال وفتحت عينيه على حقوقه وأكسبته من سمات الجرأة واللباقة وآداب الحوار والثقة بالنفس مايساعده على تحمل المسؤولية منذ الصغر .?وطرح النواب الأطفال قرابة 25 سؤالاً تناولت العديد من المواضيع المهمة. تجربة برلمانية وأوضحت عائشة علي الكعبي رئيس قسم مراكز الاطفال في الادارة العامة لمراكز الاطفال و الفتيات، إحدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة أن الجلسة تناولت 4 محاور مختلفة في حقوق الطفل منها الثقافي، والاجتماعي، والتعليمي، والقانوني. أما عن تمكين الأطفال عن التعامل مع المايكروفون، وكم استغرق ذلك من وقت تقول الكعبي إن هذه كانت الجلسة الثانية من دور الانعقاد الـ 12، حيث انعقدت الأولى في قاعة الديوان الأميري وهي تحتوي على أنظمة صوتيه مشابهه لقاعة المجلس الوطني الاتحادي، فكان الجو المحيط بالاطفال مألوفاً بالنسبة لهم، موضحة أنه تم ترشيح ذوي الشخصيات القيادية والمتحدثين والمتميزين في مراكز الاطفال بالشارقة عند انتخابات مجس شورى الأطفال. أما بالنسبة لتحضيرات هذه الجلسة، فأشارت إلى أن المشرفين ومنشطي الثقافة اجتمعوا مع نواب المجلس وتم إخطارهم بتزامن الجلسة الثانية مع موعد الحملة الوطنية للتوعية بحقوق الطفل، وتناقشوا معهم حول حقوقهم كأطفال، ثم قام نواب المجلس بإعداد أسئلتهم تم تقسيمها إلى أربعة محاور أساسية للجلسة ومن بعدها تم مخاطبة الأشخاص ضيوف للجلسة. معايير اختيار الأطفال أما عن معايير اختيار هؤلاء الطلبة لتمثيل الأطفال، فتأكد الكعبي أهمية ارتفاع المستوى التعليمي للأطفال، بالإضافة إلى اتصافهم باللباقة في الحديث والجرأة، بحيث يديرون الحوارات مع المسؤولين بكل ثقة في النفس. وتضيف: يتم اختيارهم عن طريق الانتخاب الحر، حيث يقوم النواب بعمل دعايات لأنفسهم ويجتمعون مع أقرانهم من الأطفال، ومن ثم يقوم الأطفال بانتخاب 3 نواب، وفي النهاية يتم انتخاب الرئيس والنائب الأول والثاني للرئيس وأمين السر. مصطلحات قانونية ورداً على سؤال حول إثارة الكثير من المصطلحات القانونية، تعلقت بأسئلة وحقوق الأطفال، وما يطمحون له، أوضحت الكعبي أن الأطفال تم تمكينهم بالطرق المبسطة التي يستطيعون من خلالها معرفة المصطلحات القانونية، حيث تم اطلاعهم على كتاب «طفل الامارات.. حقوق و واجبات»، وهو من إصدارات الادارة العامة لمراكز الاطفال والفتيات، ويحتوي على قوانين حقوق الطفل المتفق عليها دوليا، بلغة بسيطة يفهمها الطفل، كذلك كان للمشرفين ومنشطي الثقافة بالمراكز دوراً كبيراً في تثقيف النواب وتوعيتهم بحقوقهم في المجالات المختلفة. وضع الأسئلة وأشارت إلى أن كل طفل طرح سؤالاً، إما يخصه شخصياً أو يخص زملائه في المدرسة، ومن ثم قام المنشطون بجمع الاسئلة وتقسيمها إلى أربع محاور أساسية، واختيرت الاسئلة التي تمثل قضايا و ظواهر موجودة في المجتمع. وعن الدورات التي تقدم لهؤلاء الأطفال لتمكينهم في جميع المجالات الخاصة بهم وتتعلق بدورهم في مجلس الشورى، قالت الكعبي: مارس الأطفال نشاطات ثقافية مختلفة في مراكز الاطفال من فن الخطابة والالقاء، بالإضافة إلى دورات في التميز والقيادة. تجربة برلمانية أوضحت عائشة علي الكعبي رئيس قسم مراكز الاطفال في الادارة العامة لمراكز الاطفال والفتيات، إحدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة أن مجلس شورى الأطفال تأسس سنة 1997 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وقالت إنها تجربة برلمانية رائده تتولاها الادارة العامة لمراكز الاطفال والفتيات وتفتح آفاق للطفل في جميع المجالات، وتعطيه الفرصه لمعرفة حقوقه وواجباته وتعزز فيه سمات كثيرة منها الجرأه واللباقة في الحديث والمحاورة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©