الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشبل والأسد

9 نوفمبر 2015 20:38
لم تشغل قضية بال الوسط الرياضي في الآونة الأخيرة مثل مباراة «فلسطين والسعودية»، والتي أخفق فيها الاتحادان الشقيقان السعودي والفلسطيني فخرجت بنا إلى منعطفات لا تتناسب مع المشهد العام للعلاقة الممتدة لعشرات السنين بين البلدين الحبيبين، فكان الخطأ الأول بعدم الاتفاق على توجيه القرعة لمنع الحرج المتوقع، ثم تلاه خطأ آخر بعدم الاتفاق على لعب المباراتين في ملعبين محايدين، ثم جاء الخطأ الأكبر بتصعيد تولدت عنه «أزمة». وفي الأزمات تظهر معادن الرجال، فقد كان المنتخب السعودي مهدداً بالخروج من التصفيات التمهيدية لبطولتي العالم 2018 وآسيا 2019، وربما يطاله إيقاف لعدة سنوات عن المشاركة في أي نشاط رياضي تحت مظلة الاتحاد الدولي «الفيفا»، فكادت الكرة السعودية أن تدخل نفقاً مظلماً قد يطول، والمثل يقول: «هناك بصيص من الضوء في نهاية النفق»، ولكن في الحالة السعودية كان الضوء يشع في بداية النفق بوجود شاب سياسي محنّك اسمه «محمد بن سلمان». «هذا الشبل من ذاك الأسد».. كانت الجملة الأولى التي قلتها فور سماع نبأ تدخل سمو ولي ولي العهد السعودي لعلاج الأزمة التي كادت تعصف بجسور الدبلوماسية التي شيدت على مر السنين، وقد كتبت عدة مرات أن «الرياضة تصلح ما تفسده السياسة»، ولكن الأمير الشاب أثبت أن «السياسة قادرة على إصلاح ما تفسده الرياضة»، فكان تدخله الحكيم منقذاً للكرة السعودية. حين نشأت في «الرياض» كان أميرها «سلمان بن عبدالعزيز» قريب من الشباب، يتابع أنشطتهم ويحضر محافلهم ويشاركهم أفراحهم، ولذلك تسابقت الأندية على تسمية ملاعبها باسمه فكان من حظ «الهلال» أن كان له السبق، وفي الرياض «واحة سلمان للعلوم» تمثل نبراساً لجميع طلاب المدارس ومحطة انطلاق لتجاربهم وأبحاثهم، ولذلك لم يكن مستغرباً حين تولى مقاليد الحكم أن يعيّن الشباب في المناصب الوزارية والقيادية بشكل باهر ومفرح. ويبقى السؤال الكبير: إلى متى تحتاج الرياضة إلى السياسة لتنقذها من كبواتها؟ لقد كان «محمد بن سلمان» الرجل المناسب في المكان المناسب والوقت المناسب، وكان تدخله دلالة مؤكدة على النبوغ السياسي والدبلوماسي الذي نتج عنه إنقاذ تاريخ الرياضة السعودية من جانب والعلاقات السعودية الفلسطينية من جانب آخر، وعلى جسور الفكر نلتقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©