السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زاهي وهبي: أحد عشر ديواناً آخرها في «انتظار الغريبة»

11 نوفمبر 2013 01:02
دبي (الاتحاد) - احتفت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بتوقيع الشاعر زاهي وهبي مجموعته الشعرية الجديدة «انتظار الغريبة»، الصادرة حديثاً عن دار الساقي في بيروت في إطار فعاليات معرض الكتاب في دورته الثانية والثلاثين. المجموعة هي الإصدار الشعري الحادي عشر للشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي، وقصائده تنويعات وجدانية، تلعب على التخوم ما بين الذاكرة التي لا تنام، ورؤى الحب المرهفة الحاضرة بقوة النضج واختمار التجربة، بعد النجاة من طوفان وطغيان قذارة الحروب. تتمحور قصائد المجموعة على موضوعي الحب والحرب، حيث يستبطن فيها الشاعر تجربته الشخصية، ومعايشته اليومية فصول الحرب الأهلية اللبنانية، برؤية شفافة، ملفعة بالحزن والتساؤلات القلقة، فيما إذا كان الجيل الحالي، يدرك بشاعة الحرب وقسوتها ومدى الدمار الهائل الذي تلحقه بروح الإنسان قبل البنيان. فيستعيض عن الانزلاق في أوحالها والنهل من آلامها، التي لم تبرأ البلاد بعد من جروحها، بالانغماس والتطهر في نهر الحب المقدس، الدائم الجريان طالما شاء الإنسان. لأن الحب هو المعادل الموضوعي الأكثر جمالاً وبهاءً من عتمة الحرب، فيقول في قصيدة «أنثى الحروب»: في الحرب تزدادين جمالاً يضاعف الخوف أنوثتك نظراتك شحوب شمع كنسي قلق عينيك معلق كزينة هرمة اصفرار خديك ذهب خجول زوغان البصر فَراش يحوم. ليختم الشاعر قصيدته بإعلان العصيان على كل الظالمين وسماسرة الحروب: كلما التحمنا أكثر تراجعت الحرب خَفَتَ وهج الرصاص كلما تعانقنا ابتسم الذين ماتوا لأجل الحياة. يقول الشاعر زاهي وهبي رداً على سؤال لـ»الاتحاد» عن جدوى الحب في ظل ما نشهده من قسوة وعنف وخراب في معظم المجتمعات العربية: «في زمن تكثر فيه الضغائن والأحقاد والانكسارات في الجسد العربي من المحيط إلى الخليج أحاول التبشير بالحب، كأداة أو وسيلة للخلاص مما نحن فيه، والتأكيد على حاجتنا للحب سواء أكان فردياً أو جماعياً هو الوسيلة الوحيدة للخلاص من كل تشوهاتنا وأحقادنا ومتاعبنا، لأن الحب بمعناه الفلسفي والجمالي الراقي، يأخذ بعداً شمولياً يتجاوز العلاقة الفردية، إلى الفضاء الاجتماعي العام، ما يساعد على التعاون البناء المنتج أو الفعال في أقسى الظروف وأحلك الأوقات». قلت لوهبي: إذن الديوان ينطوي على رسالة معينة؟ فقال: «الديوان يتضمن قصيدة طويلة، بعنوان «ماذا تعرفون عن الحرب؟» كتبتها بوحي مما عشته أو تعايشت معه خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية بكامل فصولها الدامية والمأساوية، فحاولت القول للأجيال الجديدة: إن الحرب لا تنتج سوى الخراب والدمار». يسأل زاهي وهبي بقصيدته تلك من يعاودون لعبة الاندفاع إلى النهايات المجهولة الدروب، المعلومة النتائج، فيقول: ماذا تعرفون عن الحرب عن صقيع الخوف ووحشة الترقب ماذا تعرفون عن سبابة مرتجفة على الزناد عن برودة الموتى وجحوظ العينين ماذا تعرفون عنها؟ ويختم وهبي قصيدته، بما يشبه الندم لاندفاعات الشباب أو للحماسة الفائضة في روحهم المفرغة من الأحلام والطموحات فيقول: تباً لمنظرين يفرون قبل هطول المطر لـ«طليعة ثورية» دائما على عجل وبنادق يعلوها الصدأ نحن حفاة القرى والأحلام نرسم غداً جديداً ولا نسأل على أنقاض شبابنا نشيد بيوتاً جديدة على أسماء شهدائنا نقيم حدائق وأغنيات من جوف دمعاتنا نقطف ورداً وابتسامات نمشي الهوينى ونغني: تباً للحرب تباً للخراب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©