السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشروع سياحي يفتح آفاقاً جديدة للعشوائيات بالبرازيل

مشروع سياحي يفتح آفاقاً جديدة للعشوائيات بالبرازيل
21 مارس 2009 00:22
يستقل رجل الاعمال الألماني رولف جليزر دراجته النارية عبر الأزقة المتعرجة لحي فيديجال الفقير من امام مجموعة من مهربي المخدرات المبتهجين الذين يحملون السلاح ويخرج عند هضبة جرف الى جوار بعض الأكواخ المتهدمة في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية· ويقول جليزر بوجه جاد إن هذه يمكن ان تكون منطقة الجذب السياحي التالية، ويفكر ''هل تتخيل الجلوس هنا'' مشيرا الى المحيط الأطلسي بلونه الأزرق السماوي المذهل الذي يبدو للعيان في يوم صيفي شديد الحرارة، وتساءل ''هل تعتقد أنه سيفوتك اي شيء؟''· ويعترف جليزر بأن الكثير من البرازيليين يعتقدون أنه أغفل بعض الأمور بتخطيطه لتحويل واحد من مئات الأحياء الفقيرة في ريو التي يترادف اسمها مع العنف وتجارة المخدرات والفقر الى منطقة عصرية جديدة على الخريطة السياحية للمدينة· ويعتزم جليزر (52 عاما) رجل الاعمال الذي جنى أمواله من الإتجار في العملة بناء نحو عشر فيلات فاخرة على قمة فيديجال حيث يستطيع السائحون تذوق طعم الرفاهية وحياة الأحياء الفقيرة السيئة في آن واحد· وفي مدينة تشتهر بجمال شواطئها المذهل وجبالها الزاخرة بالخضرة يقع فيديجال عاليا عند نهاية منطقة شاطئية فاخرة ويتيح رؤية بانورامية ستذهل وكلاء العقارات· ويثير هذا قلقا بالفعل من أن استثماره الذي يقدره بنحو 500 الف دولار قد يؤدي الى مضاربة على العقارات يمكن أن تضطر السكان الى البيع والانتقال الى أحياء فقيرة أخرى، لكن هذا المشروع يظل بعيد المنال بالنسبة للمشترين البرازيليين مما يفسح الطريق أمام الأجانب الذين يجدونه ساحرا وأنيقا بشكل متزايد· ويقول دولتشي باندولفي وهو مؤرخ بمؤسسة جيتوليو فارجاس ''المدينة لا تقبل الحي الفقير· هناك فصل هائل وتناس وتجاهل للحي الفقير'' معبرا عن قلقه من أن جليزر قد يثير ''تخيلات زائفة'' لسكان فيديجال، وأضاف ''ربما يكون هذا هو السبب في أن البرازيلي حتى الذي يمتلك الموارد ورأس المال غير مهتم بالاستثمار هناك''· وانتقل بعض الأجانب الى أحياء أقل عنفا وفقرا مثل حي روكينيا الفقير الضخم وهو ليس بعيدا عن فيديجال، وساعد بوب نادكارني الذي يسكن في ريو منذ فترة طويلة وهو من انجلترا في بدء هذا الاتجاه عبر بناء ''ذا ميز'' وهو فندق كبير وحانة في أعلى حي تافاريس باستوس الذي يجتذب صناع الافلام ومجموعة لطيفة من مختلف الجنسيات لحضور حفلات موسيقى الجاز التي يقيمها شهرياً· لكن الحي الفقير المقام به فندقه يتمتع بميزة أمنية كبرى الا وهي وجود مركز شرطة على أعلى مستوى يبعد عصابات المخدرات، ومعظم الاحياء الفقيرة الاخرى بما فيها فيديجال لا تزورها الشرطة إلا خلال غارات سريعة وعنيفة· ويقول نادكارني (65 عاما) وهو صحفي سابق عاش في تافاريس باستوس لمدة 28 عاما إن جليزر يكسر حواجز جديدة بإحضاره السائحين للمكوث في حي فقير به تجارة مخدرات نشطة· وأضاف ''انا مقتنع بإتاحة فرصا للناس في الأحياء الفقيرة·· ناسها محرومون من جميع الفرص''، وأضاف أن تافاريس باستوس بها سكان الآن يرسلون ابناءهم لمدرسة خاصة ويرجع هذا جزئيا الى أن قيمة العقارات وصلت الى ثلاثة امثالها منذ رحلت عصابة المخدرات قبل تسعة أعوام· واستطرد قائلا ''اذا نجح (جليزر) سيخلق بدائل والبدائل هي ما يحتاجه الناس في الأحياء الفقيرة''، ويقول جليزر المرتبط بصلات بالبرازيل منذ اكثر من 20 عاماً إن رؤيته لا تقتصر على إقامة مشروع تجاري فحسب بل مشروع اجتماعي أيضاً· ويقول جليزر عن سكان الحي الفقير متحدثا في المنزل الفخم الواقع عند سفح الجرف والذي اشتراه العام الماضي وهو يطل على مناظر رائعة من على سطحه الخشبي ''فقدوا كبرياءهم''، وأضاف ''اثناء اليوم يستخدمون الشاطئ لكن المطاعم وكل شيء آخر بعيد المنال·· أود خلق واقع جديد''·
المصدر: ريو دي جانيرو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©