السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يلسة الفريج» تبث الحياة في حدائق الحي

«يلسة الفريج» تبث الحياة في حدائق الحي
11 نوفمبر 2013 21:24
أرادت مؤسسة التنمية الأسرية أن ترسم البسمة على وجوه الكبار والصغار وترجع بهم إلى الزمن الجميل، حيث كانت تتشارك الأمهات والبنات أحاديث الحاضر وتتطلع للمستقبل بتفاؤل، فنظمت «يلسة الفريج»، التي تشكل محفلا لتلاقي الأسر في جميع مراكزها، حضورا قويا من كل فئات المجتمع، واستمتعت مختلف الأعمار بما أتيح لها من ورش عمل وأسئلة تثقيفية توعوية وتنشيط من مختلف الجهات المشاركة في الحدث الذي أسعد الكبار بأهازيج ستظل خالدة في أذهان الأطفال على الخصوص، بينما ترحل بكبيرات السن إلى زمن سجل أفراحا وثراء في الجانب المشاعري والإنساني، وكان موعد مركز أبوظبي بالمؤسسة وقت الغروب في حديقة شارع السعادة، الخميس الماضي، لتسترد السيدات اللواتي حملن دلال القهوة العربية والتمر وافترشن الأرض زهوا، بينما تدفقت جموع الصغيرات يختلن في أثوابهن الخليجية، وأضاءت البيوت المجاورة أنوارها وسمحت بمشاركة أطفالها في الحدث. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - يهدف البرنامج الاجتماعي «يلسة الفريج»، بمركز أبوظبي في نسخته الثالثة إلى تعزيز دور مؤسسة التنمية الأسرية في تعميق قيم التواصل والتماسك بين أفراد المجتمع عن طريق نشر ثقافة الاستغلال النوعي والأمثل للوقت في الأسرة، من خلال إعداد وتقديم برامج تخصصية للأطفال والشباب لتنمية مهاراتهم وقدراتهم عن طريق مجموعة من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والصحية المتنوعة التي تهم جميع أفراد العائلة من خلال تفعيل حدائق ومتنزهات الأحياء السكنية في إمارة أبوظبي، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين. وتقول مريم مسلم المزروعي مديرة مركز أبوظبي بمؤسسة التنمية الأسرية، إن الحدث ينظم بالتزامن في أربعة مراكز تابعة للمؤسسة على مستوى المنطقة الوسطى والمنطقة الغربية ومركزين في الجهة الشرقية، ونظمت الفعالية في التوقيت نفسه من الخامسة مساء إلى الثامنة من مساء الخميس، بالتعاون مع البلديات في الحدائق السكنية «حديقة الفريج». وتوضح المزروعي أن الفعالية استقت من هذه الجلسات في الماضي ومن الموروث الشعبي حضورها وطرحها على هذا النحو، مؤكدة أن هذه الجلسات كانت تلعب دورا مهما في نقل المعارف وتثقيف الأجيال ونقل الخبرات من الكبار للصغار، لافتة إلى أن الحدث خلق حراكاً وتفاعلاً في الحي. وأضافت أن الحديقة عرفت تدفقا كبيرا من طرف العوائل والأسر القاطنة بمحازاتها، وعزت قوة الحضور إلى الدعاية القوية للفعالية من خلال المؤسسة ووسائل الإعلام، وكذا من طرف الشركاء. وفي سياق متصل أردفت مديرة مركز أبوظبي بالمؤسسة أن الهدف من والفعالية هو إعطاء الإحساس بالمجتمع المحلي والأسرة بكل مكوناتها، «كما أننا نعمل على الترويج لبرامج المؤسسة من خلال هذه الفعاليات، ونهدف من وراء ذلك التأسيس وخلق انتماء للمؤسسة وبرامجها، وهذا ما تجلى من خلال الأعلام التي تحيط بالحديقة، والتي تحمل شعار المؤسسة وشعار «يلسة الفريج» الذي تعمدنا كتابته بالطريقة الشعبية نفسها. ومن جهتها قالت عائشة الحمادي مسؤولة برنامج» يلسة الفريج» بالمنطقة الوسطى «أبوظبي، بوابة أبوظبي والوثبة»، إن البرنامج تم تنفيذه بالتعاون مع سبعة شركاء استراتيجيين، منهم كلية التقنية العليا، الشرطة المجتمعية، هيئة البيئة، جمعية أصدقاء البيئة، إدارة المرور والدوريات، وزارة الداخلية إدارة الطوارئ والسلامة العامة والبلدية، كما قدمت ورش داخلية للمؤسسة وورش خارجية من الجهات المشاركة في الحدث، ومن هذه الورش «فكر وابدع» أمي المبدعة» «صناعة الدمى» «مرسم شعار الجلسة» «حكاوينا»، بالإضافة إلى الورش الخارجية، والتي كانت عبارة عن محاضرة قدمت من هيئة البيئة، ومحاضرة من الشرطة المجتمعية، ومسابقات المرسم الحر، وإدارة المرور والدوريات. وأضافت الحمادي، أن البرنامج يهدف إلى تعزيز دور مؤسسة التنمية الأسرية في تعميق قيم التواصل والتماسك بين أفراد المجتمع من خلال القيام بالمبادرات المجتمعية، ونشر ثقافة التطوع وخدمة المجتمع وتشكيل متطوعين من أهالي الفريج، واكتشاف مواهب الأطفال والشباب والعمل على تنميتها وتطويرها، ودعم أنماط الحياة الصحية للأسرة في إمارة أبوظبي والمساهمة في جعل إمارة أبوظبي ذات مظهر حضاري شامل. وعي بيئي في مساحة توسطت الحديقة دار الأطفال حول الدكتورة شذى الجبوري من هيئة البيئة بأبوظبي التي استطاعت أن تحرك الأطفال وتحرك خيالهم من خلال طرح الأسئلة وإعطائهم بعض الجوائز التي تمثلت في أقلام ودفاتر رسم، وتعلقت أسئلتها بالبيئة الإماراتية وأنواع الحيوانات الإماراتية المهددة بالانقراض، وغيرها من الموضوعات ذات الصبغة البيئة، وسألت عن السلاحف المهددة بالانقراض، كما سألت عن أسباب موت الجمال في الإمارات، وعن مسببات التلوث في البلد. وعن الهدف من هذا التنشيط قالت شذى الجبوري: «سبق وعملنا إلى جانب مؤسسة التنمية الأسرية في مناسبات عدة، كما نعمل اليوم إلى جانبهم كشركاء في «يلسة الفريج»، وسوف يستمر التعاون بيننا بهدف تمرير رسائلنا لفئات عريضة من المجتمع المتمثل في الأسرة، والتي تتوافر المؤسسة على قاعدة كبيرة منها، بحيث تستهدف المؤسسة فئة عريضة من كل مكونات الأسرة، ونستغل مثل هذه الفرص للحديث عن المشكلات البيئية والتحديات التي تواجه دولة الإمارات في هذا الاتجاه، والمحصورة في خمسة، ومنها نوعية الهواء، نقص موارد المياه، التنوع البيولوجي، تغير المناخ والنفايات، ونركز دائماً على الطفل لأنه ناقل جيد لهذه الثقافة لبيته ولأسرته ولمحيط مجتمعه بشكل عام، وكثيرا ما يتم الاعتماد عليهم لتغيير السلوك البيئي لدى العائلة». وتشير شذى الجبوري إلى أنهم يتوافرون في الهيئة على قسم للتعليم البيئي كالمدارس المستدامة، وينفذ بالشراكة مع مجلس أبوظبي للتعليم، ومن ضمن أنشطتها الماراثون البيئي، المسابقة البيئية السنوية، والمدارس المستدامة، كما يتم تدريب المدارس والطلاب والأهالي، بالإضافة إلى الاحتفالات التي تقيمها هيئة البيئة بمناسبات عدة، والتي تستغلها لتمرير رسائل للمجتمع عن الصحة البيئية وتعزيز السلوك الجيد في هذا المجال. تطوع لم تكن نورة محمد العبيدلي المتطوعة الوحيدة من كلية التقنية للطالبات «خليفة ألف»، التي خبرت قيمة التطوع للمرة الأولى، بل كانت إلى جانب مجموعة من زميلاتها في الكلية رغبن في خدمة المجتمع من خلال هذه الفعالية، كما أردن الاطلاع على مجموعة من التجارب التي ستسجل حضورهن مستقبلا في بيئة العمل أو الدراسة، إلى ذلك قالت العبيدلي» رغبت في دخول هذه التجربة، وتواصلت مع المؤسسة، وتعرفت إلى مكان التنظيم، ومن ثم كان هذا دوري اليوم في تسجيل الحضور والتواصل مع جانب من الجمهور، وأحاول أن أخرق حاجز الخوف والخجل وأتواصل مع الناس، وأظن أن الخطوة مهمة جدا في هذا الإطار، ووافقتها زميلتها محسنة مبارك المنصوري من كلية التقنية طالبات «خليفة أ» الرأي، وقالت إنها لأول مرة تتطوع في تنظيم فعالية، لافتة إلى أن دورها يقتصر على تسجيل الحضور، موضحة أنها تعاني مشكلة الخجل، وتحاول محاربته عن طريق التطوع والاحتكاك بالناس، وأوضحت أنها كسرت هذا الحاجز، ونجحت في خلق نافذة تواصل مع الجمهور، وأن الموضوع مر بسلاسة ومن دون أي تعقيدات، مؤكدة أن الحياة العملية غنية بالتجارب، موضحة أن هذه التجربة أعطتها دافعاً لتطوع في أماكن وأحداث أخرى، لافتة إلى أن الخطوة المقبلة ستكون التطوع في «تكاتف». «فكر وأبدع» و«صناعة الدمى» على يمين الحديقة ومقابل الألعاب انتشرت الطاولات، وتوزعت عليها مجموعة من الأدوات التي تختلف في شكلها، وتصب في هدف واحد، منها تطوير مهارات الأطفال رواد «يلسة الفريج». إلى ذلك قالت زينة موازين مشرفة على ورشة «فكر وابدع» إن الأطفال استمتعوا كثيرا بما تعلموه من خلال الأدوات التي قدمت لهم، بحيث صنعوا البراويز، وزينوا الفخار، وصنعوا بطاقات تهنئة، موضحة أن الهدف هو إعادة تدوير كل المواد التي تقع تحت يدي الطفل واستغلالها أفضل استغلال. ومن جهتها قالت عبير أحمد، من الأمهات المتطوعات في التنمية الأسرية، والتي كانت تشرف على رسم شعار الجلسة، وتضمن حديقة وأشجار وأم وأب وأولاد يستمتعون بمرافقها، إنها فوجئت بعطاء الأطفال في مجال الرسم، موضحة أن خيالهم واسع، وأشارت إلى أن رسم الشعار كان في البداية على ورق وتطور إلى لوحة كبيرة تتكون من 3 متر x متر ونصف. أما عواطف الحوسني، «ربة بيت»، وتتوافر على مواهب متنوعة، وسبق لها المشاركة في تنفيذ عدة ورشات وتشرف على ورشة «صناعة الدمى»، فأوضحت أن الصغيرات على الأخص استمتعن بصناعة الدمى، بل استطعن أن ينفذن أفكارا خاصة بهن، ونوهت إلى أن الأدوات التي تعتمد عليها بسيطة منها الجوارب الخفيفة والقطن، وشعر وعيون وأنف، وهي أدوات تباع في المكتبات، مؤكدة أن الهدايا التي استطاعت الصغيرات تنفيذها تأخذها معها للبيت، وهذا كان مصدر فرح بالنسبة لهن، حيث أن الورشة حفزت وحركت خيال الأطفال وجعلتهم يكتشفون مواهبهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©