السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الداعية شادي سليمان: تسونامي 11 سبتمبر لم يصب بلدنا

الداعية شادي سليمان: تسونامي 11 سبتمبر لم يصب بلدنا
21 مارس 2009 00:25
من أستراليا إلى أبوظبي، بعد ساعات طويلة من التحليق في الأجواء عبر الصحارى والمحيطات، حطت الطائرة تنقل من حمله الشوق إلى هذه الأرض العربية المسلمة، فجاءها مسرعا ليلقي إليها تحيته وتحية كلّ المسلمين هناك·· إنه الداعية الشاب شادي سليمان، الأمين العام للمجلس الوطني الأسترالي للأئمة، الذي جاء بدعوة من سفارة بلاده في الإمارات بهدف التواصل وربط العلاقات مع المسلمين خارج أستراليا، وتوضيح صورة الإسلام والمسلمين هناك· ويعتبر سليمان من الجيل الثاني في أستراليا، فهو من مواليد ،1978 حيث ولد هنالك لأسرة عربية مهاجرة تعود جذورها إلى فلسطين، لكنها لم تكن تحمل، بحسب قوله، من تعاليم الدين الإسلامي الشيء الكثير، أو على الأقل ما يروي ظمأ شادي، ومن هنا بدأ بحثه عن هويته الإسلامية، يقول ''عندما تفتحت عيناي على الدنيا، بدأت أبحث عن هويتي كمسلم في كلّ مكان من أستراليا، ثم ولجت المساجد باحثا حتى حصلت على الجواب، ثم قررت أن أتوسع في النهل من هذا المنهل، وفي عام 1994 قصدت باكستان لدراسة وحفظ القرآن، وعندما انتهيت أكملت سيري باتجاه العاصمة السورية دمشق، فتابعت دراستي الإسلامية وحصلت على إجازة في العلوم الشرعية والعربية''·· للتعرف عليه أكثر، نتابع القادم· ما الهدف من زيارتك إلى أبوظبي؟ جئت بهدف ربط العلاقات ما بين المسلمين هنا والمسلمين في أستراليا، وكذلك لإعطاء صورة واضحة عن أوضاعهم في بلدي، فمنذ أحداث سبتمبر وحتى الآن يهتم المسلمون في الدول العربية والإسلامية، بمعرفة أحوال نظرائهم في الدول الغربية، حيث تعرض الكثير منهم للاعتداءات وتم تشويه صورتهم في الإعلام· لكن ما أود توضيحه أن في استراليا لم يحدث ذلك أبدا، حيث يعيش المسلمون في أمان تام، ولا يتعرض لهم أحد بسوء· ؟ كيف تقيّم أحوال المسلمين في أستراليا؟ أحوالهم جيدة جدا، وخاصة إذا ما قورنت بأحوالهم في دول غربية أخرى، سواء من حيث القوانين والتعامل الرسمي أو الحكومي معهم، أو من حيث تقبل المجتمع المحيط لهم، فطبيعة الشعب الأسترالي اجتماعية مسالمة لم تتوارث الحقد أو العنصرية الدينية، وهو شعب بسيط يحترم الآخرين· والحقيقة أن الجالية الإسلامية هنالك لها قبول كبير بين الجاليات، خاصة أن الجيل الثاني، وأنا منه، ولد ونشأ وترعرع هناك· بل على العكس من ذلك فإن المعاملة الحسنة والمعيشة المريحة لهم أدت إلى ارتفاع أعداد الطلبة العرب والمسلمين الذين يتوجهون إليها بغرض الدراسة، فعلى سبيل المثال يوجد في أستراليا اليوم ما يزيد عن 10 آلاف طالب سعودي يدرسون في الجامعات· ؟ وكم يقدر عدد أو نسبة المسلمين في استراليا، وهل تتوفر لهم مراكز للعبادة أو تعلم اللغة؟ يقدر عدد سكان استراليا بحوالي 20 مليون نسمة بينهم ما يقارب 700 ألف مسلم، وهي نسبة جيدة تشكل حوالي 3,5% من عدد السكان· أما فيما يتعلق بعدد المساجد فتربو على 100 مسجد، من بينها ما لا يقل عن 40 مسجدا في مدينة سيدني وحدها، بالإضافة إلى وجود المراكز الإسلامية التعليمية والتي يربو عددها على 200 مركز إسلامي تضم كافة الجنسيات، وكذلك المدارس الإسلامية الخاصة التي تدعمها الحكومة ويبلغ عددها 35 مدرسة تضم في صفوفها حوالي 15 ألف طالب مسلم، يتم فيها التركيز بالأساس على الهوية الإسلامية والتعريف بمبادئ الإسلام· ويعتبر وجود الإسلام في أستراليا قديما يرجع إلى زمن بعيد، وثمة مساجد تاريخية شيّدت منذ عام 1901 وما زالت قائمة لغاية الآن، ولكن دورها في نشر تعاليم الدين وحضورها تضخم كثيرا منذ حوالي خمسين عاما، واليوم توجد فيها أنشطة كثيرة كالمحاضرات التي تتركز في الغالب على موضوع الهوية الإسلامية وهذه يحضرها ما بين 500 - 600 شاب· وبفضل تلك الأنشطة نجد أن الدين الإسلامي بأستراليا في توسع وانتشار، وهنالك ما لا يقل عن 5-6 أشخاص يعتنقون الإسلام أسبوعيا· ؟ وهل ثمة اندماج أو انسجام بين موضوعي الدين والهوية لدى المسلمين في أستراليا، وكذلك بين المسلمين والجاليات الأخرى؟ بالطبع، هنالك انسجام محسوس وملموس بين الدين والهوية لدى مسلمي أستراليا، ونحن نعمل كثيرا من خلال المحاضرات في المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس على توضيح هذه المسألة لدى المسلمين· أما بالنسبة للانسجام مع الجاليات الأخرى، فهو أمر مسلّم به، لأنه كما ذكرت، فالجيل الثاني نشأ وترعرع هناك بين الجاليات الأخرى، كما أن القوانين الحكومية لم تضع فوارق بين الجاليات أو الديانات بل تعطي الحرية للجميع بدون استثناء· بل على العكس من ذلك فالحكومة تقوم بالترتيب مع السفارات والهيئات الحكومية في الخارج من أجل أن تطلع العالم العربي والإسلامي على أحوال المسلمين لديها· ؟ كيف بدأت علاقتك مع الدعوة؟ بعد أن أنهيت دراستي بدأت أقوم بنشاطات تهدف للدعوة إلى الدين الإسلامي وتعاليمه الحنيفة، وكان يرافقني في البداية ثلاثة شبان، ثم أصبحوا الآن 500 شاب، نعمل دعاة متطوعين نقوم بالدعوة إلى الله والإسلام في كل مكان، نجوب الشوارع والمدارس والجامعات والمساجد أيضا، نبحث عن المسلمين ولاسيما الشباب، نستقطبهم ونعطيهم لمحات عن الدين وتعاليمه، ونحاول جذبهم إلى الحياة الروحية للإسلام بالتوجيه والإرشاد· فالحياة الروحية، بنظري، هي عبارة عن كأس فارغ يملؤه الإنسان بالعبادات التي ترضي الخالق عز وجل· ؟ وهل تعتقد أن الإسلام قد يعتبر حلاّ للفراغ الروحي الذي يعاني منه الشباب عموما، وخاصة في الغرب؟ بالتأكيد، فالدين الإسلامي هو علاج ناجع وحلّ من أفضل الحلول الفعالة لملء الفراغ الروحي الذي يعيشه الشباب وخاصة في الغرب، فهنالك انحطاط في الحياة الغربية ولاسيما بالنسبة لأبناء المسلمين، حتى أن غير المسلمين وجدوا أن الإسلام هو الحل، لذلك أصبح الإسلام أكثر ديانة يدخل فيها الناس باستراليا، فخلال السبع سنوات الماضي اعتنق الإسلام حوالي 1200 استرالي· ولهؤلاء المسلمون الجدد هنالك مؤسسة ''هيئة الاعتناء بالمسلمين الجدد'' والتي تعتني بهم من ناحية تعليم الدين، وتعليم اللغة أيضا، ووضع مناهج تربوية لحياتهم، كمجالس العلم والمجالس التربوية· ؟ يتساءل ويتحدث المسلمون في العالم العربي والإسلامي عن أوضاع المسلمين في الغرب، فما هو رأيكم بأحوال المسلمين في الدول العربية والإسلامية؟ من خلال مشاهداتي أرى أن المسلمين في الغرب أشد التزاما لتعاليم الدين واتباع نهج الإسلام من أولئك الذين يقيمون في البلاد العربية والإسلامية· والسبب، برأيي، أن البيئة في الغرب فاسدة، فإذا لم يتمسك المسلم بدينه بقوة فإنه سينجرف مع موجة الفساد تلك، لذلك يكون إيمان المسلمين هنالك غالبا قويا، في الوقت الذي نجد فيه إيمان بعضهم في الدول العربية ضعيفا، وذلك لأسباب كثيرة متعددة، من بينها الضعف أمام الإغراءات الدخيلة التي قذفتها الحضارة الغربية· كما أعتقد أن الحرية الدينية في بعض الدول الأوروبية كأستراليا متاحة أكثر من بعض الدول الإسلامية، التي تقنن من الأنشطة الدينية كما تفرض عليها الكثير من الحظر والرقابة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©