السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزقازيق المصرية.. علامة مميزة على طريق الأنبياء وكنوز الفراعنة

الزقازيق المصرية.. علامة مميزة على طريق الأنبياء وكنوز الفراعنة
11 نوفمبر 2013 21:31
محمد عبدالحميد (القاهرة) - الزقازيق واحدة من المدن المصرية العريقة، التي تروى عنها أساطير كثيرة فهي مرقد أولياء صالحين بركاتهم حاضرة، كما أنها مزار مهم لا يغفله المسيحيون فعلى أرضها ارتوت السيدة مريم العذراء ونجلها عيسى عليه السلام من بئر مازالت تتدفق بالمياه إلى الآن، ناهيك عما تحفل به من متاحف ومزارات أثرية ترجع إلى زمن ازدهار منطقة تل بسطة الفرعونية وما تلاها من عصور يونانية ورومانية مما جعلها مقصدا للسياح. الزقازيق التي تبعد عن القاهرة من جهة الشمال الشرقي بنحو 80 كيلومترا، تحظى بأهمية خاصة من قبل الحكومة المصرية ضمن مشروع طموح يرمي إلى الاستفادة القصوى من كافة ما تحفل به المدن والقرى من مقومات فريدة ومتميزة كي تستعيد السياحة المصرية عافيتها. حرفة وصناعة ويؤكد الدكتور سعيد عبدالعزيز محافظ الشرقية أن الحكومة المصرية تولي اهتماماً كبيرا لتنمية السياحة في مدينة الزقازيق وبقية مدن محافظة الشرقية، بالتنسيق مع وزارتي السياحة والآثار لاستثمار مواردها ومقوماتها الفريدة والمتميزة في ضوء التراث التاريخي والعمراني والطبيعي الذي تتمتع به، موضحاً أنه يعمل وفقا لخطة تهدف إلى تطوير السياحة بالزقازيق كحرفة وصناعة يعمل بها العديد من الشباب والأسر، والتي تحتاج إلى العديد من المقومات الأساسية للنهوض بها وأنه تجري تنمية منطقة آثار تل بسطة وتطوير متحف جامعة الزقازيق وصيانة وترميم متحف الزعيم احمد عرابي بقرية «هرية رزنة». وترجع نشأة الزقازيق كمدينة إلى عام 1833 عندما رغب محمد علي باشا والي مصر آنذاك في إنشاء الترع وتعميم طرق الري والصرف لأراضي مديرية الشرقية لإصلاح أراضيها الزراعية، وتوسيع دائرة العمران فيها فقرر إنشاء قناطر على بحر مويس أطلق عليها اسم القناطر التسع - لا تزال قائمة إلى الآن - وكانت تلك هي البداية لإنشاء مدينة الزقازيق التي يروي أهلها حكايات عدة عن سبب تسميتها، تارة أنه عندما أمر محمد علي باشا بإنشاء القناطر أقام العمال عششا من الطين على جانبي بحر مويس وتبعهم في ذلك باعة المأكولات ونحوها، وتكاثر الناس وكان منهم من يهتم بهواية الصيد فوجد ببحر مويس نوعا من الأسماك يسمى الزقزوق نظراً لإصداره صوت الزقزقة، فسميت المدينة باسمه. نشأة الزقازيق وهناك رواية ثانية ترجع سبب التسمية إلى الشيخ أحمد الزقزوقي الكبير الذي كان يقيم في هذا المكان منذ مئات السنين، وعرف بأنه ولي صالح ودعوته مستجابة فتجمع من حوله الناس، فنشأت الزقازيق في بادئ الأمر كقرية صغيرة ومع النمو العمراني باتت مدينة وعاصمة لمحافظة الشرقية، وقد ورد اسم كفر الزقازيق بخريطة الوجه البحري التي رسمها علماء الحملة الفرنسية في سنة 1800 وورد محرفا باسم كفر زجزي. ويحظى بحر مويس الذي أقيم على جانبيه كثير من بيوت ومنازل الزقازيق بمكانة خاصة، حيث يعتقد البعض انه اليم الذي جاء ذكره في القرآن الكريم وفيه ألقي نبي الله موسى من قبل أمه وهو رضيع في تابوت إلى أن عثرت علية آسيا امرأة فرعون، ومن هنا جاءت تسميته بحر مويس كما يروى أن نبي الله إبراهيم عندما جاء إلى مصر مع زوجته سارة مر بأرض الزقازيق وتحديداً في منطقة تل بسطة. ويسكن الزقازيق قرابة 500 ألف نسمة وتنقسم المدينة إلى حي أول وحي ثان وتضم عدة ميادين وشوارع أشهرها طلعت حرب والقومية والصاغة، والمنتزه، والزراعة والمشير أحمد إسماعيل، وطلبة عويضة، والجامعة وسعد زغلول، والجناين، وفاروق والغار إلى جانب 75 قرية تتبع إداريا الزقازيق أبرزها شوبك بسطة. والشبانات وكفر الحمام وهرية رزنة. بلد المشاهير ويتفاخر أهل الزقازيق بأن مدينتهم قدمت لمصر وللأمة العربية نخبة من مشاهير السياسة والثقافة والفنون والطب أبرزهم: أحمد عرابي وطلعت حرب وعبدالحليم حافظ وأحمد فؤاد نجم وأحمد زكي وأحمد عمر هاشم والدكتور مصطفى السيد، كما يتفاخرون بفريق نادي الشرقية للهوكي أهم الفرق الرياضية في تلك اللعبة على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط، ويتفاخرون بأن الشيخ محمد متولي الشعراوي كان قد تلقى تعليمه في المعهد الديني بالزقازيق. وتشكل رؤية قبة ضريح أو مولد لولي صالح يتردد من حوله الناس في أحد شوارع أو قرى الزقازيق أمرا مألوفا في الحياة اليومية لسكانها، حيث يروى العامة قصصا وحكايات كثيرة عن كرامات الأولياء وحالة الصفاء والسكينة التي تنتاب من يتردد على أضرحتهم، ويشارك في إحياء موالدهم التي تقام سنويا لمدة 7 أيام ومن أشهر أضرحة الأولياء التي ينتسب أصحابها إلى البيت النبوي الشريف «أبوخليل» والسادة الهواشم الأشراف بقرية بني عامر، والفلكي بالشبانات والخلوي الرفاعي بكفر محمد حسن ويحيى المتوج بالأنوار شقيق نفيسة العلم رضي الله عنهم بقرية الغار والسهيلي بقرية بردين والعناني بشيبا النكارية وعبيد المسلمي بالعصلوجي والعوضي بالزنكلون وأحمد البازي بالخضيرية. والزقازيق أيضاً واحدة من أهم المناطق السياحية التي تحفل بآثار فريدة من عصور شتى ويقول المهندس هشام عبدالمؤمن مدير آثار الشرقية إنه على بعد 3 كم جنوب شرق الزقازيق تقع أطلال مدينة «بوباستيس»، التي تعرف حاليا باسم تل بسطة وهي واحدة من كبرى المدن القديمة في مصر وصارت بوباستيس عاصمة للبلاد حوالي عام 945 ق.م في عهد الملك شيشنق الأول مؤسس الأسرة الـثانية والعشرين ثم خربت المدينة بعد ذلك على يد الفرس حوالي عام 350 ق.م. وكان معبد باستيت هو جوهرة الدولة المعمارية وكان يقع بين قناتين تحيط به الأشجار وتطوقه المدينة التي كانت مبنية على مستوى أعلى من مستوى المعبد، مما كان يسمح برؤية المعبد بوضوح منها لأنه يقع أسفلها على مستوى أقل ارتفاعا وقد بدأ تشييد المعبد في عهد الملك خوفو من الأسرة الرابعة ثم قام ملوك الفراعنة من بعده تباعا حتى الأسرة العشرين بوضع لمساتهم وإضافاتهم على المعبد، وقد كتب المؤرخ هيرودوت أنه وبالرغم من وجود معابد أخرى أكبر وأعظم شأنا وأعلى تكلفة فإنه لا يوجد واحد من هذه المعابد يسر الناظر برؤيته أكثر من معبد باستيت في مدينة بوباستيس. أماكن تستحق الزيارة أما أكثر المواقع التي تستحق الزيارة في المدينة فهي مقبرة أو جبانة القطط، حيث تم العثور على العديد من التماثيل البرونزية لقطط في سلسلة من القاعات اُكتشفت تحت الأرض وقد شرفت تل بسطة بأنهــا كانت معبرا ومقرا مؤقتا للسيدة مريم العذراء ووليدها المسيح «عليهما السلام» عند قدومهما إلى مصر هربا من بطش الحاكم الرومانى «هيرودوس»، حيث اتجهت من سيناء إلى تل بسطة مرورا بوادي طميلات قرب الحسينية ومنها إلى تل المسخوطة ثم إلى صفط الحنة ومنها إلى تل بسطة، وفيها شرب السيد المسيح من عين ماء وكانت تل بسطة مليئة بالأوثان وعند دخوله وأمه سقطت الأوثان على الأرض. خطة للتطوير وضعت وزارة شؤون الآثار في مصر خطة لتطوير تل بسطة وبدء الحفائر بمنطقة معبد أمنمحات الثالث لاكتشاف باقي أجزاء المعبد، وعمل دراسة شاملة لأحجار معبد باستت ودراسته من جميع جوانبه لتحديد الحالة التي كان المعبد عليها قديماً وإعداد تصور شامل تمهيدا لإعادة بنائه مرة أخرى بالشكل الذي كان عليه حين زاره هيرودت في القرن الرابع ق. م، وذلك من خلال مشروع متكامل لتطوير المنطقة وترميم المواقع الأثرية بها وإعدادها للزيارة السياحية، طبقا لأحدث النظم العالمية تمهيدا لتحويلها إلى متحف مفتوح للآثار المصرية وذلك لعرض القطع الأثرية كبيرة الحجم. 2173 قطعة أثرية يوجد على أرض الزقازيق متحف آخر داخل حرم الجامعة يضم آثاراً من عصور شتى تبلغ مساحته حوالي 750 م2 يتميز باستخدام أحدث أساليب العرض المتحفي ويضم 2173 قطعة أثرية تؤرخ لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، أبرزها كنز اكتشف عام 1992بداخل إناءين من الألبستر، في منطقة معبد باستت ويتكون من 139 قطعة تمثل دلايات وعقودا وخرزا وأقراطا وخواتم وتماثيل صغيرة، صنعت في أغلبها من الذهب والفضة والأحجار وبعض قوالب من الفخار استخدمت لصناعة التمائم التي تزود مقتنيها بالقوة. وبالقرب من مدينة الزقازيق يوجد متحف قرية هرية رزنة على الطريق المؤدي إلى فاقوس وصان الحجر، ويضم مقتنيات الزعيم أحمد عرابي الذي وقف ضد الاحتلال الإنجليزي وفي وجه الخديو توفيق كما يضم المتحف - المغلق الآن للترميم والصيانة- الكثير من المقتنيات الأثرية التي ترتبط بالاحتلال آنذاك. وقد افتتح المتحف عام 1973.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©