أبوظبي (الاتحاد)
مع إسدال الستار على بطولة العالم أمس تحول لويس هاميلتون إلى حديث العالم، وسكن دائرة الأضواء والإعجاب بعد المسيرة الرائعة من الحماس والإصرار والتحدي من البداية للنهاية، وعانق المجد للمرة الثانية في تاريخه أمس في حلبة ياس.
ولد لويس كارل ديفيدسون هاميلتون، سائق فريق مرسيدس وبطل العالم للفورمولا-1 في الخامس من يناير عام 1985 بإنجلترا، في ستيفنيدج من أب أسمر وأم شقراء وانفصل والده عن والدته عندما كان يبلغ عامين من العمر، هاجر جده لأبيه لبريطانيا من جزيرة جرينادا الواقعة في البحر الكاريبي في الخمسينيات وعمل في مترو أنفاق لندن، وعمل والده انطوني في شركة السكك الحديدية البريطانية.
بدأت مسيرة هاميلتون في عالم سباقات السيارات في سن الثامنة وفاز بأول بطولة كارتينج ببريطانيا عندما كان في سن العاشرة. وسجل اسمه ضمن برنامج السائقين الشباب في مكلارين في عقد تنشئة عام 1998. وفي عام 2003 توج هاميلتون بلقب بطولة رينو لسباقات السيارات في بريطانيا بعد فوزه بعشر سباقات، كما فاز بلقب السلسلة الأوروبية للفئة الثالثة في عام 2005 بعد أن حقق 15 انتصارا وبعد تسجيل أسرع زمن عشر مرات وانطلق من موقع أول المنطلقين في 13 سباقا. كما فاز أيضا بسباق جائزة موناكو الكبرى لسباقات للفئة الثالثة، وفاز هاميلتون ببطولة جي.بي.2 في عام 2006 في أول موسم بسلسلة البطولات المغذية لسباقات الفورمولا-1. وحقق هاميلتون الفوز بخمسة سباقات وسجل اسرع زمن ست مرات بما في ذلك الفوز في موناكو والفوز مرتين في سيلفرستون.
وكان هاملتيون على موعد مع لقب أول سباق للفورمولا -1 بكندا في يونيو عام 2008 وأصبح أول سائق أسود يفوز بسباق للجائزة الكبرى، ورغم أن عمر لويس هاميلتون في سباقات الفورملا-1 لا يتعدى العامين، حيث إن بدايته الفعلية كانت في موسم 2006، إلا أنه خطف الأضواء من جميع المنافسين وكان قاب قوسين أو أدنى من لقب بطولة العالم عام 2007 في أول مواسمه لولا سوء الحظ الذي رافقه في الجولة الأخيرة من سباق سان باولو، حيث حل بالمركز السابع بعد أن كان يحتاج فقط لأن يتواجد في أحد المراكز الثلاثة المتقدمة ليذهب اللقب إلى سائق فيراري الفنلندي كيمي رايكونين، وفي 2008 كاد التعثر أن يعود من جديد وعبر حلبة البرازيل لكن هذه المرة الحظ وقف مع هاميلتون في آخر لفة السباق بعد أن تعثر سائق تويوتا تيمو جلوك ليحقق هاميلتون المركز الخامس ويتفوق على البرازيلي فيليبي ماسا بفارق نقطة واحدة.
وعلى مدار 234 يوما كانت الإثارة عنوانا لجولات بطولة العالم للفورمولا -1، هذا الموسم، ومنذ الجولة الأولى التي أقيمت 16 مارس الماضي كانت المنافسة على أشدها، ولم يتوقع أكثر المتشائمين من عشاق البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس جي بي أن تكون البداية بصفر من النقاط خلال جائزة استراليا الكبرى التي استضافتها حلبة ألبرت بارك، حيث انسحب هاميلتون من السباق بسبب العطل الذي لحق بسيارته، وتوج زميله بالفريق الألماني نيكو روزنبرج بطلا لهذه الجولة مستغلا خروج منافسه.
وبعدها بأسبوعين فقط، حصل هاميلتون على جرعة قوية من الحماس، ودخل الجولة الثانية التي استضافتها حلبة سييانج بماليزيا بإصرار شديد، ولم يخرج منها إلا حاملا لقبها، ليعوض الخسارة التي لحقت به في جولة البداية ويحصد أول 25 نقطة في رصيده. وواصل بطل العالم عام 2008 العروض القوية بالجولة الثالثة على حلبة البحرين 16 إبريل الماضي، وتوج بطلا لها للمرة الثانية في موسم واحد، ولم تكن انتصارات هاميلتون في الجولتين الثانية والثالثة مجرد انتفاضة وقتية حيث واصل التحليق على القمة في الجولة الرابعة التي استضافتها حلبة شنجهاي في الصين، ليصعد بعدها إلى قمة الترتيب العام متفوقا على زميله روزنبرج في عدد النقاط. ويبدو أن بطارية متصدر البطولة لم تفرغ من شحنها ليواصل التربع على القمة بالفوز الرابع على التوالي هذا الموسم، عندما توج بطلا للجولة الخامسة التي استضافتها حلبة دي كاتالونيا بإسبانيا.
ولم يتأقلم لويس هاميلتون مع جو موناكو وترك لقب الجولة السادسة لزميله نيكو روزنبرج الذي توج للمرة الثانية هذا الموسم، وتواصلت الإثارة في الجولة السابعة بحلبة جبل فيلتوف بكندا التي توج بها الأسترالي دانيال ريكاردو سائق فريق ريد بل لتكون المرة الأولى التي يتوج بها سائق من فريق غير مرسيدس هذا الموسم، ومجددا انسحب لويس هاميلتون من هذه الجولة لتزداد البطولة إثارة بينه وبين زميلة روزنبرج مجددا، بعد أن توج الأخير بلقب الجولة الثامنة التي استضافتها حلبة ريد بل بالنمسا في الثاني والعشرين من يونيو الماضي ويعود لاعتلاء قمة ترتيب السائقين في البطولة. ولعبت الأرض مع صاحبها في الجولة التاسعة التي أقيمت على حلبة سلفرستون ببريطانيا، وعاد لويس هاميلتون للقمة مجددا وصعد على منصة المركز الأول، بعد أن حلق بلقب الجولة عقب انسحاب منافسه روزنبرج، وانتقم الأخير في الجولة التالية التي أقيمت بحلبة هولنهايم بألمانيا وحلق بلقب الجولة، التي أقيمت 20 يوليو الماضي.
وعاد للصورة مرة أخرى السائق الأسترالي دانيال ريكاردو في الجولة الحادية عشرة بالمجر بعد التتويج بلقبها، وواصل تألقه في الجولة الثانية عشرة ببلجيكا وتوج باللقب الثالث له هذا الموسم، بعد الانسحاب الثالث للبريطاني لويس هاميلتون.
وكعادته عاد هاميلتون محملا بطاقة جديدة في الجولة الثالثة عشرة على حلبة مونزا بإيطاليا وحلق بلقبها، في السابع من سبتمبر الماضي، وواصل العروض المتميزة على حلبة سنغافورة في الجولة الرابعة عشرة وتوج باللقب السابع له هذا الموسم، في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي. ونجح سائق مرسيدس المخضرم في برمجة الكمبيوتر الياباني في الجولة الخامسة عشرة 5 أكتوبر الماضي وحلق بكأس الجولة على حلبة سوزوكا، واستمر التفوق باسم هاميلتون على حلبة سوتش بروسيا في الجولة السادسة عشرة، وحتى يؤكد جدارته بالصدارة حلق هاميلتون بلقب الجولة السابعة عشرة بالولايات المتحدة الأميركية 2 نوفمبر الجاري، وفي جولة البرازيل، التي استضافتها حلبة خوسيه كارلوس رفض الألماني نيكو روزنبرج إهداء لقب البطولة لزميله بالفريق، وأصر على مواصلة القتال حتى الرمق الأخير بعد التتويج بلقب هذه الجولة، التي أقيمت في العاشر من الشهر الجاري ليتواصل الصراع على لقب العالم، ليحتكم الجميع لجولة العاصمة أبوظبي. وتعرض لويس هاميلتون متصدر بطولة العالم لسباقات الفورمولا-1 للعديد من المواقف الصعبة على مدار الموسم، أهمها الانسحاب من جولة الانطلاق بأستراليا في السادس عشر من مارس الماضي، على حلبة البرت بارك، وكذلك الانسحاب من الجولة السابعة في كندا، والثانية عشرة في بلجيكا.
وبفوزه بلقب بطولة العالم لسباقات الفورمولا-1 في موسم 2014 يكون هاميلتون قد حقق رقما قياسيا شخصيا لنفسه، بالصعود إلى منصة التتويج للمرة الـ 11 في الموسم، وهي المرة الأولى.
جرافيك
لويس كارل دافيدسون هامليتون
الجنسية: بريطاني
العمر: 29 عاماً
مكان الميلاد: ستيفنيدج إنجلترا
الفريق: مرسيدس
الألقاب: بطل العالم عام 2008
بداية مسيرة الفورمولا -1: 2007
عدد السباقات التي شارك فيها: 144
عدد الانتصارات : 32
مرات الانطلاق من المركز الأول: 37
عدد مرات الصعود على منصات التتويج: 70
الفرق التي قاد لها: ماكلارين من 2007 حتى 2012، مرسيدس من 2012 حتى الآن
المراكز خلال مسيرته
2007 : الثاني
2008 : الأول
2009 : الخامس
2010 : الرابع
2011 : الخامس
2012 : الرابع
2013 : الرابع
2014" الأول
ذكريات 2008
أبوظبي (الاتحاد)
توج السائق البريطاني بلقبه الأول في عام 2008 عندما كان مع ماكلارين في موسمه الثاني، وحول هذا يؤكد بطل العالم: الجميع يتحدث عن أنه مضت فترة طويلة منذ فوزي باللقب الأول، أصبحت أكبر سناً وربما أكثر حكمة مما كنت عليه حينها «عام 2008». لقد تعلمت الكثير خلال الأعوام التي تلت ذلك، لكني ما زلت السائق نفسه».
نهاية منطقية
أبوظبي (الاتحاد)
طرحت صحيفة «الميرور» استطلاعاً جماهيرياً للرأي لرصد حظوظ لويس هاميلتون في التتويج بلقب بطولة العالم للفورمولا – 1،، وحظي السائق البريطاني بنسبة تصويت بلغت 88 % ممن توقعوا تتويجه باللقب، فيما صوت 12 % فقط لخيار عدم نجاحه في حسم اللقب لمصلحته. كما طرح الموقع الرسمي لصحيفة «الميرور» استطلاعاً آخر للرأي العام، حول أحقية هاميلتون في الحصول على لقب أفضل رياضي في بريطانيا، وانتزاع جائزة البي بي سي، فكانت النتائج أقل من المتوقع، وتؤكد أنه بالفعل يعاني نقصاً في الشعبية ببلاده. فقد صوت 77 % فقط على خيار أحقية هاميلتون بلقب أفضل رياضي بريطاني ولم يتردد 23 % في التصويت على عدم أحقيته بجائزة البي بي سي في جميع الأحوال، سواء انتزع لقب بطولة العالم أم لا.
على الهامش
أبوظبي (الاتحاد)
انتزع لويس هاميلتون تفوقا مبكرا على حساب نيكو روزبرج زميله في الفريق عندما سجل اسرع زمن في التجارب الحرة لسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى الفورمولا-1 بابوظبي.
وكان البريطاني هاميلتون الاسرع في الجولة الثانية من التجارب الحرة التي اقيم جزء منها تحت الاضواء الكاشفة على حلبة مرسى ياس، وبدا الفارق ضئيلا للغاية بين السائقين الاثنين حيث تفوق هاميلتون بواقع 0.133 ثانية عقب الجولة الاولى ثم بفارق بلغ 0.083 ثانية في الجولة الثانية التي اقيمت في ظل اجواء باردة، وسجل هاميلتون افضل زمن وبلغ دقيقة واحدة و42.113 ثانية تحت الاضواء الكاشفة.
عدد اليوم
